حكايات| 3 حضارات قديمة بطشت بالمتحرشين .. «العبودية» عقوبة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ملايين من النساء والفتيات كنّ فريسة للمتحرشين على مر التاريخ، حملت كل منهن غصة في القلب بعد كل لمسة سُلبت بإجبار.

 

كان الحل بسيطا للغاية في عدة حضارات بعقوبة رادعة مانعة لكل من يحرك أي من أطرافه تجاه سيدة بدون وجه حق، فالشعوب القديمة تعاملوا بغريزة الحق، واتخذوا ما يلزم تجاه هذه الظاهرة بقوة وحدة كالتالي:

 

النفي عند العرب

في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، نقل واقعة للشاعر عُمر بن أبي ربيعة، عن ابن قتيبة حيث قال: «عُمر فاسقاً، يتعرّض للنساء الحواجّ، في الطواف وغيره من مشاعر الحج، فكانت له مشاكل كثيرة مع النساء وأسَرهن والولاة، وقد أُهدر دمه وتعرض للنفي في بعض الحالات». ومن تحرشاته أيضا تلك ما أورده أبو الفرج الأصفهاني عن عدد من الرواة، قال: «لقيَ عمر بن أبي ربيعة ليلى بنت الحارث بن عمرو البَكرية وهي على بغلة لها، وقد كان تغزل بها، فقال: «جعلني الله فداكِ! عرِّجي هنا أُسمعكِ بعضَ ما قلتُه فيكِ». قالت: «أوَ قلت؟» قال:«نعم! فوقفت وقالت هاتِ». فأنشدها:

ألا يا ليلُ إنَّ شفاءَ نفسي
نَوالُكِ إنْ بَخلتِ فنَوِّلينــا
وقد حضرَ الرحيلُ وحانَ منّا
فراقُكِ فانظري ما تأمرينا

 
عقوبة التحرش عند المصريين


جريمة التحرش الجنسي التي تؤرق مصري الحاضر، حدد لها المصري القديم في قوانينه عقوبات رادعة تصل حد الإعدام.


مصر القديمة سبقت كل الحضارات في الحفاظ على كرامة المرأة، وسن التشريعات التي تحفظ حقها، وحدد الجرائم الجنسية وفرّق بين فعل الزنا وهتك العرض أو الاغتصاب كالتالي:


•  الاغتصاب عقوبته قطع الجهاز التناسلي وقد تصل للإعدام.
• الشروع في الزنا «التحرش» قطع الجهاز التناسلي وقد تصل للإعدام.
• الزنا عقوبته للرجل الزاني ألف جلدة والمرأة الزانية كانت تقطع أنفها.


ووفق بردية بولاق، ونقوش آني، وبردية لييد، فالمصري القديم كان ملتزم أخلاقيا فقد عرف الطلاق وشدد على عقوبة جريمة الزنا.


المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي، الذي زار مصر عام 59 ق، أكد أن جرائم الاغتصاب والزنا كانت عقوبتها تصل إلى الإعدام، فالزناه يكفرون عن خطاياهم بالموت.

 

 "العبودية" هي الحل عند اليونان


كان للحضارة اليونانية وجهة نظر أخرى، إذ رأت أن الإغواء جريمة أشد من الاغتصاب، لأنها مقدمة للزنا، حيث يلقى مصير فاعل هذه الجريمة أشد عقوبة وهي أن تحول مرتبته إلى عبد، بينما المغتصب كان يغرم ماليا.

 

الأسطورة الإغريقية تزخر بالعديد من القصص التي تروي عملية الاغتصاب الجسدي سواء بين الأرباب أو بين الأرباب والبشر، ويتبين من خلال تلك القصص أن من يحاول ارتكاب تلك الفعلة ينتهي أمره بالعقاب الرادع الذي يصل إلى حد الموت، وأن المغتصب تعتريه شهوة وقتية بصرف النظر عن نتائجها يصبح في حالة نفسية وعقلية مغيبة تماما عن الوعي تدفعه لاختلاق أفعال شيطانية للحصول على غرضه ومنها التخطيط للخطف أو التحايل والإغواء، كما تظهر رفض المجتمع اليوناني وكذلك كل الحضارات الإنسانية لهذه الجريمة النكراء، وضرورة تشديد عقوبتها وإغاثة من تتعرض للاغتصاب مع حرص المجتمع على منع هذه الجرائم بشتى الوسائل.

 


قام اليوناني القديم بتصوير الاغتصاب على الفخار الأحمر الإفريقي الشهير، والتي يتبين منها رفض الضحية للاغتصاب وشهامة المدافعين عنها، فالفن اليوناني القديم أكد أهمية إغاثة المرأة لحمايتها من الاغتصاب في مشهد «أمفورا فخارية».