كبير الأثريين عن ادعاءات إسرائيل حول الأهرامات: «خيال مريض»

بناء الأهرامات
بناء الأهرامات

علق مجدي شاكر كبير الأثريين، على تقرير القناة الثانية الإسرائيلية حول الزعم بأن القدماء المصريين استعانوا بكائنات فضائية لمساعدتهم في بناء الأهرامات، قائلًا: «ستظل فكرة الأهرامات وطريقة بنائها هاجس لكل معماري ومفكري العالم».

 



 وأضاف «شاكر» في تصريح لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن «الإسرائيليين لهم سابقة أخرى أيضاً عن الأهرامات حيث قالوا أنهم من بنوا الهرم، وعندما لم يصدقهم العالم أدعوا أن الفضائين هم من قاموا بذلك، كيف لا وهم شعب لم ولن يعرف الحضارة، فطوال عمرهم وهم يعملون كعبيد بالأجر من أول نشأتهم وعاشوا فى داخل المجتمعات كمجموعات منبوذة ولم يقيموا أي حضارة لذا لا يصح من لم يقم أو يشارك في أية حضارة أن يتكلم عن الحضارة فهم كانوا ومازالوا من مدمري الحضارة».

 


 

وأشار مجدي شاكر، إلى أن ذلك «يدل على حقدهم الدفين وعدم قدرتهم على تصديق أن هذا الشعب هو من أنتج هذه الحضارة، وأقول لهم موتوا بغيظكم كنا وسنكون يوما ما أعظم منكم».


وقام «شاكر» بسرد الأدلة والبراهين للرد على المزاعم الإسرائيلية كما قالوا هؤلاء في تقرير قناتهم الرسمية وهي كالتالي: 


أولا: «فكرة الهرم لم تظهر للوجود فجأة، بل تطورت حتى وصلت لهذا الشكل الهندسي، في البداية فكر البناء الجنائزي من عصور سحيقه قبل عصر الأسرات بدأها الإنسان بفكر بسيط جدًا وهي موارة الجسد البشري تحت الثري وأول هذا الفكر الذي وصلنا عبر علم المصريات هو دفن الإنسان في حفره غير عميقة في الرمال في وضع الجنين، وتم التطوير في فكرة الدفن بموازاة تطور الفكر الديني والحياة السياسية والاجتماعية في مصر حتى بداية تكوين الدولة المركزية سواء عصر مملكتي الشمال والجنوب أو في عصر الأسرات والوحدة بين شطري المملكه شمالا وجنوبا بداية من عصر الملك نعرمر (مينا) موحد المملكتين».


وأوضح «شاكر» أن المقابر الملكية كانت تتميز بشكل بنائي سمي من قبل علماء الأثار «المصطبة»، تبعا لشكل البناء الهندسي الذي تميز بارتفاعه عن الأرض المحيطة به واتخاذه شكل مستطيل وانحدار جوانبه الخارجية نحو الداخل وهو شكل يطلق عليه الفلاح المصري عبر عصور لفظ «مصطبه» وهي المكان الذي كان يجلس عليه أمام بيته أو داخله، وهو مكان يقصد به الراحة والاسترخاء والعلو.


ثم تطورت «المصطبة» عبر تطور الفكر الديني وإحياء نظريات الخلق والنشأة التي أنبثق منها نشأة الديانة المصرية القديمة وظهور فلسفة الفكر الهرمي في العقيدة المصرية القديمة.

 

ووصولا بشكل «المصطبة» المتطورة إلى شكل الهرم المتدرج من عدة مصاطب كما في هرم «زوسر»  المدرج، الذي انشأه العبقري الوزير «ايمحتب»، والذي قاد ثورة الإنشاء بفكر متطور في بداية الدولة القديمة وكان له من التقدير والقداسة حتى أتخذه المصريين في بعض العصور المتأخرة إله يعبد، وذلك من كثرة إعجابهم بذلك الفكر العبقري في كثير من المجالات كالفلك والطب والعمارة.

ومنذ ذلك الزمن تتابع الملوك في إنشاء مقابرهم عبر الشكل الهرمي كما في هرم «حوني»، ثم أهرامات «سنفرو» الثلاثة حتى وصل «سنفرو» كما ذكر علماء المصريات إلى شكل الهرم الكامل المتجلي في شكل «الهرم الأحمر»، ثم لحقتها فكرة أهرام الجيزة الثلاثة ففكرة الهرم الكامل لم تظهر مرة واحدة بل على مراحل، حيث وجدت كلها على أرض مصر ومازالت ماثلة وأستمرت.

 

 يوجد على أرض مصر ١١٨هرم منتشرة في كل أنحائها غير أهرامات النوبة العليا في السودان، ومازالت أرض مصر تحوى الكثير، وظلت تبني حتى الدولة الحديثة كل ذلك يؤكد أن فكرة الهرم لم تنشأ مرة واحدة بل تطورت حتى وصلت إلى شكلها الحالي.

 

ثانيا: «اكتشاف مدينة كاملة بجوار الأهرامات بها مساكن وأماكن معيشة كاملة، واكتشاف المطابخ الخاصة بهم واكتشف بها بقايا عظام الحيوانات والأسماك وأفران الخبز، حتى بقايا مومياوات العمال كل ذلك يؤكد أن من قام بتشيدها هم عمال مصريين كان هدفهم هو خدمة ملكهم في ذلك المشروع القومي».


وأضاف «شاكر» أن في عام ٢٠١٣، تم اكتشاف بردية فى وادي الجرف في السويس من عصر الملك «خوفو» لأحد المشرفين ومعه أربعون عامل تُظهر كيف كان يتم نقل الأحجار الضخمة من طرة للجيزة عبر مراكب خشبية ضخمة متصلة ببعضها البعض عن طريق قناة كانت متفرعة من النيل تمر أمام الهرم. 


ثالثا: «فكرة اتجاهات الأهرام نحو نجم اريون وأن شكل الأهرام تشبهها وأن الهرم الثاني أعلى، نقول لهم: أن الهرم الثاني بنى على هضبة أعلى فيظهر أنه أكثر ارتفاعا من الهرم الأكبر في الشكل، وفكرة اتجاه الأهرام نحو النجوم وخاصة نجم الشمال فهي فكرة قديمة حيث أن المصريين القدماء كانوا متقدمين في علم الفلك وتوصلوا لتصور شكلها ورسموا الأبراج الفلكية كلها أبراج دندرة في متحف اللوفر، وكان القدماء المصريين يمتلكون مراصد فلكية لتحدد معياد الفيضان وكانت  جامعة وكهنة مدنية أون المطرية وعين شمس من أهم المهتمين بعلم الفلك».
 
كان كبير كهنتهم يسمى كبير الناظرين إلى السماء وكانت أرواح الملوك بعد الموت تذهب لتتحد بنجوم الشمال لذا  كانت كل مداخل أهراماتهم تتجه إلى الشمال.

 

وكان اختيار مكان الهرم لم يكن صدفة فكان قبل إنشاء أي هرم كان الموقع يخضح لدراسات جيولوجية وفلكية من قبل الكهنة والمهندسين ومعاينة طبيعة الصخور وصلاحية الأرض وقرب الموقع من أحد روافد النيل والأراضي الزراعية وان يكون في الغرب حيث عالم الأموات.

 

رابعا: أن «المصري القديم لم يتوصل لمعرفة الطائرة وإن كان حلم وفكر به، ولا عرف الدبابة ولكن ماتكلموا عنه هي حروف وجدت على أعلى العتب العلوي لصالة الأعمدة في معبد أبيدوس تخيل البعض نتيجة سقوط أجزاء من طبقة الملاط وتداخل الحروف أنها تشبه الطائرة والدبابة فأعطت تصور للناظر بذلك». 

 

خامسا: «أما عن معرفتهم للكهرباء لم يثبت ذلك وأن الشكل الذى يتكلمون عنه هو منظر دينى يوجد في أحد أقباء معبد دندرة وهو يمثل شخص ضخم يحمل أشبه مايكون بشكل كمثري أفقي بداخله زهرتي لوتس يخرج من كل زهرة أفعى تسبح فى المياه الأزلية أسفل الشكل ثلاثة رجال جالسين وقرد يمسك سكينتين وكلها رموز وأشكال من الديانة المصرية وتكررت كثيرا».

 

سادسا: «أن المومياء التى يتحدثون عنها وأنها تشبه أهل الفضاء، أولاً من هم أهل الفضاء وهل شاهدهم أحد من قبل أم كلها تخيلات مخرجي سينما هوليود التي يسيطرون هم عليها لتشكيل وجدان العالم وطرح مايريدونه من خلالها».

 

كذلك وجدنا المئات بل الآلاف من المومياوات وتمتلئ متاحفنا بها ولم نجد واحدة تشبه مايتحدثون عنه ولماذا لم نجد مومياء أخرى فهم إن أتو من الفضاء لماذا يدفنون على الأرض وهل بنوا كل الأهرامات التى ملئت كل أرجاء مصر وحتى السودان أم أنهم بنوا هذه الثلاثة فقط.


واختتم «شاكر» حديثه: «في النهاية نقول لكل حاقد وحاسد أن المصري الحديث الذي عبر القناة وانتصر عليكم في 6 ساعات والذي حفر قناة السويس في سنة والذي مازال يبهر العالم هو نفسه الذي شيد كل هذه الأهرامات وكل منجزات هذه الحضارة».