ما بين «قطان» و«باترسون»..4 سفراء دول لن تنساهم مصر

أحمد قطان
أحمد قطان

تلعب السفارات دورًا مهمًا في توثيق العلاقات بين الدول، ولا يقتصر دور السفارات على التوقيع على الوثائق أو الطلبات الخاصة بأبناء الدول فقط، بل دورها الدبلوماسي يعد الأهم والأبرز.

 

عادة، تقوم الدول باختيار خير من يمثلها لدى سفاراتها بباقي الدول، بغية تقريب المواقف السياسية ووجهات النظر بين الدول وتضييق جوانب الخلاف إن وجدت، لكن لا توجد قاعدة ثابتة لتنفيذ ذلك، ففي الوقت الذي عمل فيه سفراء على تحسين العلاقات بين بلادهم تسبب آخرون في إشعال أزمات.

 

في هذا التقرير، تستعرض «بوابة أخبار اليوم» أبرز نماذج لسفراء مثلوا بلادهم على أرض مصر، فمنهم من كان نموذجا مشرفا ومنهم من ترك أثرًا سيئا.

 

السفير أحمد قطان.. أستاذ العلاقات السعودية المصرية

 

7 أعوام قضاها أحمد بن عبد العزيز قطان، سفيرا للمملكة العربية السعودية بمصر، اشتهر بخبرته الدبلوماسية في حل الملفات الساخنة بين السعودية ومصر، ما أدى إلى توطيد العلاقات السعودية المصرية.

 

كما ساهمت جهوده في توطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لاسيما التنموية والاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل سويًا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

انتهت فترة مهمة «قطان» كسفير داخل مصر، ليتبوأ منصب وزير الدولة للشئون الأفريقية.

 

آنا باترسون.. سفيرة جهنم الأمريكية

 

تسلمت مهمتها للعمل كسفيرة للولايات المتحدة الأمريكية في 2011 وحتى 2013، ومنذ اليوم الأول لها استقبلتها الأوساط السياسية بنظرة تشاؤمية نظرا لتاريخها وسمعتها السيئة.

 

كان لـ «باترسون» سجلا أسود من التورط في التخطيط والإشراف علي تنفيذ اغتيالات لرموز سياسية معروفة عندما كانت سفيرة بدولتي كولومبيا وباكستان، مما تسبب في بث مخاوف لدى السياسيين والنشطاء آنذاك من أن تلقى مصر المصير ذاته خاصة وأن توقيت اختيارها جاء في أعقاب ثورة الـ 25 من يناير.

 

بالفعل، كان لباترسون دورا كبيرا في دعم جماعة الإخوان، حيث دأبت على تنفيذ سيناريو وضعته إدارة أوباما لتدمير مصر من خلال مساندة الجماعة الإرهابية، فضلا عن كونها أداة رئيسة لإقامة إعلام مواز لإعلام الدولة التي توجد بها، يعتمد على الدعم الأمريكي وينحصر دوره في المشاركة في زعزعة الاستقرار وإحداث فوضى وبلبلة بها.

 

لم يطلق علي «باتروسون» سفيرة جهنم فقط، بل نالت ألقاب أخرى، وفقا لوثائق ذكرتها «ويكيليكس» مثل «سفيرة الشيطان» و«مهندسة التدمير».

 

جون كاسن «ابن البلد»

واحدا من أكثر السفراء الأجانب نشاطا وشهرة، فبمجرد متابعة موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يمكن للجميع معرفة كافة أخبار السفير البريطاني جون كاسن، الذي اعتاد الظهور بصورة بسيطة أراد بها التخلي عن البروتوكولات الدبلوماسية والتقرب من الناس منذ توليه منصبه في 2014.

 

أصبح من المعتاد وعلنا أمام الجميع أن يجلس زبائن مطعم الفول والفلافل ويلتفتوا ليجدوا السفير البريطاني بجانبهم دون حرس يأكل مستمتعا ليس هذا فحسب بل يطلق عبارات الغزل في الفلافل التي وصفها بواحدة من ضمن «34 سببا لمحبة القاهرة».

 

يتحدث المصرية جيدا، يتجول بمفرده في الشوارع، ولا تمر مناسبة اجتماعية أو دينية إلا ويشارك بها، فهو لا ينسى كيف يأكل «الفسيخ» في شم النسيم، وكيف يعلق الفوانيس احتفالا برمضان، وكيف يشارك في صلاة العيد.

 

ريتشارد دوني..سفير «في المولد»

 

في 2005، جاء فرانسيس ريتشارد دوني ليتولى مهام عمله الجديد كسفير للولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، وصفه الكثيرون بكونه أحدث انحدار في العلاقات بين البلدين على الأوساط الاقتصادية.

 

من جهة أخرى، كان يأخذ نهجا أراد من خلاله التقرب من المصريين، فأشهر ما قام به كان زيارته لمولد السيد البدوي بمدينة طنطا، بصحبة زوجته وابنته.

 

حرص أثناء زيارته علي خلع «الكرافتة»، كما توجه إلي ساحة المسجد الأحمدي لالتقاط الصور، واستمع إلي كورال معهد النور للمكفوفين بمديرية التربية والتعليم.

 

التقي السفير الأمريكي حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في منطقة الاحتفالات بسيجر، وأهدي إليه كتيبًا عن «الهداية والصوفية»، ثم توجه السفير إلي خيمة الطريقة «الجازولية»، وتعمد الجلوس علي الأرض وسط أتباع الطريقة، وألبسه بعض المريدين طاقية الطريقة الجازولية، التي أعجب بها، وقدم له شيخ الطريقة سالم جابر الجازولي مشروب القرفة بالسمسم، وظل جالساً وسط الدراويش، مستمعاً باهتمام شديد للأذكار التي يرددها المريدون.

 

وفي 2014، عاد دوني للقاهرة ولكن في منصبا آخر غير دبلوماسي، حيث جاء ليترأس الجامعة الأمريكية.