فيديو وصور| بين «الحياة والموت».. أطفال «أبو الريش» في انتظار فرصة

أطفال أبو الريش في انتظار تحقيق حلم الشفاء
أطفال أبو الريش في انتظار تحقيق حلم الشفاء

•    5 حالات «توجع القلب».. والتبرعات «طوق النجاة» للصغار
•    «مليون» طفل يرتادون على العيادات سنويًا
•    «أحمد».. يعيش بالأجهزة بسبب «الفشل الكلوي»
•    «آدم» طفل «ضرير» يضرب رأسه بسبب «السرطان»
•    «آسيا» حالة نادرة.. تتحدى التقزم بـ«الهرمون»
•    «أكرم».. «رضيع» يصارع الموت على «التنفس الصناعي»
•    جلسات الغسيل الكلوي تنهش جسد «كيراس»
•    الأهالي: «ادعوا لأطفال أبو الريش وساعدوهم»

«في أبو الريش.. يا رب تعيش».. مثل دارج ينطبق على حال مستشفى الأطفال الجامعي بالمنيرة، المعروف بـ«أبو الريش»، ذلك الصرح الطبي الذي يستقبل مليون طفل مريض سنويًا، ويعيش على التبرعات، كما يواصل تقديم رسالته الإنسانية في علاج أطفال مصر، وإنقاذ طفولتهم من براثن المرض.

 

 

«الرضع.. وفرصة حياة»

على أبواب المستشفى، افترشت عشرات الأمهات الرصيف، يحملن أطفالهن الذين ينهش المرض أجسادهم الضئيلة، بعد أن قرروا مواجهته في سبيل الحصول على فرصة حياة.

أما عن «أحباب الرحمن»، فتنوعت حالتهم ما بين رضيع «يوجعه قلبه»، وطفل آخر فقد كل قواه بعد أن تمكن المرض منه، بينما وقف آخرون في «الطابور» منتظرين الفرج، للدخول، ومن ثم التمتع بفرصة علاج مجاني تكفله له الدولة في أعرق ثالث مستشفي للأطفال بالشرق الأوسط.

 

«بين الحياة والموت»

«بوابة أخبار اليوم» التقت بعدد من الحالات التي تعالج داخل المستشفى منذ شهور، بل سنوات، للوقوف على طبيعة الخدمة، ورصدنا جانبا من الحياة داخل «أبو الريش»، وكذلك أبرز الحالات المصابة بمرض نادر الذين يقفون على حد فاصل بين «الحياة والموت»، ويحتاجون دعمًا لإنقاذها من الأمراض اللعينة، ولعل أبرزها حالات، وغسيل كلوي، وأمراض قلبية.
     
 

«آدم.. والسرطان»


«آدم» طفل لم يجتاز العامين، حملته والدته على كتفها، وحاولت تهدئته، بعد أن ظل يصرخ ويضرب رأسه «الحليقة» بيديه.

اقتربنا منه، فأكدت والدته لنا، أنها تأتي من محافظة الغربية 3 مرات أسبوعيا للحصول على «كورس علاج» لنجلها.

وعن حالة «آدم»، فذكرت: ابني مريض بسرطان الدم «اللوكيميا»، إلى جانب أنه ولد ضريرًا، موضحة أنها اكتشفت بعد شهور من ولادته مرضه من خلال اصفرار وجهه وصراخه الدائم وضرب رأسه باستمرار.

وأضافت: «قالولي خديه على دكتور كبير، ولما عملنا أشعة قال لنا عنده تجلط في الدم، اتصدمت وانهرت».

وتابعت: «لفيت به كتير، وأولاد الحلال دلوني على أبو الريش، وبالفعل بدأت رحلة العلاج هنا منذ عامين، وحالته تتحسن ولكن ببطيء».

وأنهت «أم آدم» حديثها معنا، قائلة: «أصعب شيء في الدنيا صراخ طفل مريض، ادعوا لأطفال أبو الريش وساعدوهم».

 

 

«آسيا تتحدى التقزم»

«بالونه صفراء ولعبة».. هكذا انهمكت الطفلة "«آسيا»، صاحبة الثلاث سنوات في عالمها الخاص، قبل أن تلتقينا وتمد يدها للسلام.

«آسيا» تعتبر أغرب حالة في مستشفي «أبو الريش» للأطفال- بحسب حديث مديرة المستشفى الدكتورة رشا عمار- حيث تعاني من خلل في هرمون النمو، ما أدى إلى إصابتها بـ«التقزم» رغم بلوغها ثلاث أعوام ونصف العام.

وتقول (مروة) «والدة آسيا»: إنها تقطع مسافة تفوق 25 كيلو مترًا مرتين أسبوعيًا، وتحديدًا من قرية «ميت كنانة» بالقليوبية إلى أبو الريش، لعلاج طفلتها التي لا تكبر.

وتضيف: «آسيا عمرها 3 سنوات ونصف وطولها 25 سم، اتولدت كيلو واحد، وقعدت في الحضانة شهرين، وصرح لها الأطباء بالخروج رغم ضآلة جسدها».

واستطردت: «ورغم أنها لا تكبر، إلا أن ذكائها طبيعي جدًا، وتلعب كثيرًا ولا تهدأ، كما أنها تتواصل معنا ويحبها كل من يتحدث معها».

وواصلت حديثها، قائلة: «لفيت بها على مستشفيات كثيرة، منذ لحظة الولادة، إلا أن حالتها بدأت تتحسن في أبو الريش».

وعن الخدمة في المستشفي، تقول «والدة آسيا»: «الخدمة كويسة، وبنتي بتزيد نص كيلو كل 6 شهور بعد الانتظام على علاج أبو الريش، لكنها تحتاج عملية في الخارج، والمستشفى هنا تساعد الغلابة».

 

 

«أحمد.. عايش بالأجهزة»

ومن «آسيا» إلى «أحمد» الذي أصبح «جثة هامدة» تعيش على الأجهزة والمحاليل، ولا يفيق إلا بضعة دقائق خلال الـ24 ساعة بعد تمكن الفشل الكلوي منه، واغتيال طفولته.

يرقد «أحمد» صاحب الـ12 ربيعا، على أحد أسرة غرفة الغسيل الكلوي، وتقول والدته من على فراش المرض: «ابني مولود مريض، وبدأت رحلة علاجه منذ أن كان عمره 6 شهور، وخاصة بعد أن انتفخ جسده».

وتوضح أن الأطباء أكدوا لها في البداية إصابته بـ«حصوة على الكلى» إلى أن تأكدت إصابته بالفشل الكلوي.

وتضيف لـ«بوابة أخبار اليوم»: «ابني طول اليوم على الأجهزة، لا يفيق إلا 5 دقائق ليشرب مياه، ومن ساعة ما غسل وهو مبيشفوش، والدكاترة قالولي دا تأثير الحصوة».

وتابعت: «أحمد بين الحياة والموت وطول عمره عايش على الأجهزة، بيتعب كتير وخايفة يموت في أي لحظة، بس ما باليد الحيلة، وربنا موجود».

 

«كيراس.. ورحلة الغسيل الكلوي»

وعلى الجانب الأخر من سرير «أحمد»، يقف «كيراس» صاحب العينان الخضروان، مع والديه، بعد أن اصطحباه من أقصى الصعيد، تحديدًا من أسيوط، إلى القاهرة لعلاجه من الفشل الكلوي بـ«أبو الريش».

حالة «كيراس» تبدو مستقرة بسبب هدوء الطفل، إلا أن والدته أكدت تراجعها بسبب جلسات الغسيل المتواصلة، التي لا يتحملها صغيرها.

تحكي «رشا» عن حالته «كيراس»، قائلة إنها اكتشفت انتفاخ جسد ابنها منذ عام، مضيفة: «أخذناه على وجه السرعة إلى أحد الأطباء بأسيوط، فأكد لنا إصابته بانسداد في البول، وبعدما أجرينا أشعة جديدة اكتشفنا إصابته بتليف في الكلى».

وتضيف: «إبني بيغسل كلى 3 مرات أسبوعيا، جسده النحيل لا يتحمل الجلسات، لكننا نواصل رحلة العلاج أملًا في الشفاء».

 

 

«أكرم.. والتنفس الصناعي»

وأخيرًا، توجهنا إلى غرف الاحتجاز بقسم القلب، حيث يرقد عشرات الأطفال على أسرة المرض، أصغرهم «أكرم محمد» (7 شهور) الذي يعيش على «جهاز التنفس الصناعي» الذي تضعه له والدته طوال الـ24 ساعة.

تحكى والدة «أكرم» عن حالته، قائلة: «ابني عنده التهاب رئوي، وضعف في عضلة القلب، وأصيب بذلك بسبب «شرقة»، موضحة أنه محتجز في «أبو الريش» منذ شهرين، وحالته تتحسن قليلًا رغم تلقيه العلاج، إلا أنه في حاجة ماسة لعملية جراحية تعطيه قبلة الحياة.

وأشارت إلى وجود نقصًا في الأجهزة بالمستشفى، وخاصة التنفس الصناعي، قائلة: «كل واحد بياخدها من بوق التاني».

وأضافت في نهاية حديثها: «المستشفي محتاج دعم من أجهزة وتمريض لإنقاذ أرواح الأطفال البريئة الذين لا حول لهم ولا قوة».