عاجل

الساسة الإسرائيليون الرافضون لانتهاكات الاحتلال في «يوم الأرض»

زعيم حزب ميرتس اليساري
زعيم حزب ميرتس اليساري

سقط 17 شهيدًا فلسطينيًا خلال مواجهاتٍ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، بعدما وجهت قوات الاحتلال طلقات الرصاص الحي صوب المتظاهرين السلميين، في انتهاكٍ معتادٍ من المحتل تجاه الشعب الفلسطيني.

النخبة السياسية في إسرائيل تبارت في تقديم الدعم للجيش الإسرائيلي خلال مواجهاته مع الفلسطينيين، لكن هناك قلة شذت عن تلك القاعدة، على الرغم من الهجوم العنيف الذي تعرضت له تجاه موقفها المندد بتعامل قوات الاحتلال الإسرائيلي مع المدنيين الفلسطينيين العزل.

معارضة يسارية

البداية ستكون مع زعيمة حزب ميرتس الإسرائيلي المعارض اليساري، تمار زاندبيرج، التي جنحت لمطالب دولية بإجراء تحقيقٍ مستقلٍ في عمليات القتل التي أودت بحياة 17 فلسطينيًا على الأقل، منتقدةً تعامل قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين الذين تظاهروا بأنحاءٍ عدة يوم جمعة الأرض الماضية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، إلى تحقيق مستقل في القتل، وكررت دعوته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجيريني، ومنظمة العفو الدولية.

وقالت زاندبيرج، الرئيسة الجديدة للحزب المحسوب على جناح المعارضة أمس السبت، إن فتح تحقيق حقيقي ينبغي أن يبدأ على الفور بهدف استخلاص الدروس والامتناع عن حدوث تصعيد آخر، مطالبة برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وبحث تقديم تسهيلات إنسانية لسكان القطاع بدلًا من المضي في إشعال الأوضاع والذهاب إلى جولة جديدة من العنف.

هجوم على زاندبيرج

وواجهت تمار زاندبيرج عاصفة من الهجوم الحاد من قبل التيار اليميني الحاكم في إسرائيل جراء تصريحاتها التي غردت من خلالها خارج السرب وصف دعم سياسي كبير سواء من قبل الحكومة أو أحزاب المعارضة الإسرائيلية لعمليات جيش الاحتلال المحتدمة ضد الفلسطينيين.

ووبخ وزير التكنولوجيا الإسرائيلي، أوفير أكونيس، زاندبيرج قائلًا "اخجلي من نفسك"،  كما قال وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان، "مصلحة إسرائيل هي التوحّد ضد التنظيمات الإرهابية الدموية، ودعم جيش الدفاع الإسرائيلي، وليس التشكيك بجنودنا" وذلك حسب وصف الوزير الإسرائيلي.

تنديد آخر

ومن جانبه ربط ميكي جيتسين، رئيس الفرع المحلي لـ "الصندوق الجديد لإسرائيل"، وهو منظمة أمريكية تستهدف تعزيز الديمقراطية والمساواة في إسرائيل كما أنها معنية بملف حقوق الإنسان، على دعوة رئيسة حزب “ميرتس” بشدة، ووصف الجيش الإسرائيلي بـ"جيش الاحتلال".

وكتب جيتسين عبر حسابه على "تويتر"، بحسب ما أورده موقع "ميدا" العبري أمس السبت، "من المقلق أن نرى كيف تخيف أنشطة سلمية الاحتلال أكبر بكثير حتى من الاعتداءات الإرهابية"، محملًا كلًا من الحكومة الإسرائيلية وحركة "حماس" المسؤولية عن الأوضاع المتردية بقطاع غزة.

كما قامت منظمات يسارية بتنظيم تظاهراتٍ للتنديد بالمجازر التي اُرتكبت بحق الفلسطينيين المشاركين بالمسيرة، وحملت التظاهرات شعار "أوقفوا المذبحة.. ارفعوا الحصار".

رفض ليبرمان

وفي الجهة المقابلة، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، المطالب التي نادت بإجراء تحقيق في قتل الجيش 17 فلسطينيًا، خلال مظاهرة شابتها أعمال عنف يوم الجمعة عند الحدود مع غزة، قاطعًا الطريق أمام تلك الدعوات سواء كانت خارجية أو داخلية.

ووصف ليبرمان تلك الدعوات الخاصة بالتحقيق في أحداث “يوم الأرض” سواء التي جاءت من خارج إسرائيل أو عبر نشطاء اليسار بـ"النفاق"، وقال "أنا لا أفهم ماذا تريد زمرة المنافقين التي تطالب بالتحقيق، لقد اختلط عليهم الأمر وظنوا أن حماس نظمت مهرجانًا، وأن علينا أن نوزع عليهم الورود"، حسب إدعائه.

لهجة منددة بأفعال الاحتلال الإسرائيلي من إسرائيل نفسها توثق مدى الانتهاكات التي يقدم عليها المحتل تجاه الفلسطينيين، وتدعم الموقف العربي على الصعيد الدولي الرافض لاستمرار الاحتلال، فقد شهد على تلك الانتهاكات الإسرائيلية شاهدٌ من أهلها.