أحلام «أردوغان» التوسعية في سوريا .. من «عفرين» إلى «القامشلي»

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بسطت القوات التركية سيطرتها على مدينة "عفرين" شمال غرب سوريا، بعد نحو شهرين من القتال الدائر هناك ضد وحدات حماية الشعب الكردية، في إطار عملية "غصن الزيتون" التي أشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بدايتها في العشرين من يناير الماضي، متوعدًا بقتال القوات الكردية المسلحة في سوريا والعراق حتى لا يبقي منهم أحدًا.

وتمكنت القوات التركية بمساعدة وحدات الجيش السوري الحر، المنشق عن الجيش الحكومي والموالي لأنقره، من السيطرة على عفرين الأسبوع الماضي بعدما انسحبت قوات حماية الشعب الكردية من المدينة دون إبداء أي مقاومة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردًا عسكريًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وتصنفه أنقره على أنه تنظيمٌ إرهابيٌ، فيما تنفي الوحدات الكردية المتواجدة شمال سوريا أي صلة لها بحزب العمال الكردستاني.

وتصف دمشق سيطرة القوات التركية على عفرين بالاحتلال، وتطالب القوات الغازية، حسبما وصفت الجيش التركي، بالانسحاب الفوري من كافة الأراضي السورية.

امتداد العمليات العسكرية إلى تل رفعت

لكن على ما يبدو أن الرئيس التركي أردوغان لم يكترث بدعوات دمشق، فأعلن يوم الأحد 25 مارس من مدينة طرابزون التركية، أن مدينة تل رفعت الواقعة شمال سوريا ستكون الهدف المقبل لقواته في إطار العملية العسكرية التركية بعد السيطرة على عفرين من الوحدات الكردية المسلحة.

ويقول أردوغان "قلنا إننا لن نكتفي بعفرين، إرهابيو حزب العمال الكردستاني يفرون إلى سنجار، وسوف نذهب هناك ونبدأ عمليات، مشكلتنا هي الإرهابيون، ولسنا بدولة احتلال".

وتقع مدينة تل رفعت على بعد 35 كيلو مترًا شمال محافظة حلب السورية، وهي تقع إلى جوار مدينة عفرين كما هو ظاهرٌ بالخريطة التي أمامكم، وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تقاتل وحدات حماية الشعب الكردية ضمن صفوفها.

عملية «غصن الزيتون» ستظل ممتدة

ولن تتوقف تطلعات أردوغان، الأشبه بالاستعمارية في سوريا، عند حد مدينة تل رفعت فحسب، فقد ألمح الرئيس التركي مرارًا إلى أن الحملة العسكرية التركية في سوريا يمكن لها أن تمتد إلى غاية مدينة القامشلي في أقصى شرق سوريا والتي تخضع لسيطرة من المقاتلين الأكراد.

ويظل الشعب السوري هو الخاسر الأكبر من العمليات العسكرية التركية على أرضه، فوفقًا لتقديرات حديثة للأمم المتحدة، فقد تقلص عدد المدنيين الذين يعيشون في منطقة عفرين إلى نحو 100 ألف شخص، بعدما كان يبلغ سكانها 323 ألفا في نوفمبر الماضي،  وتم تسجيل نحو 98 ألف شخص باعتبارهم نازحين إلى مناطق مجاورة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

فإلى أي مدى ستتسبب عمليات الجيش التركي الممتدة بطول الشطر الشمالي من الأراضي السورية في تهجير المزيد من المدنيين السوريين، كما كان الحال في عفرين؟