«فضيحة ثم اعتذار».. هل يقضي تسريب «كامبريدج اناليتيكا»على فيسبوك ؟

مارك زوكربيرج
مارك زوكربيرج

يحاول موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ومؤسسه مارك زوكربيرج، أن يسيطرا بقدر الإمكان على فضيحة «تسريب المعلومات» التي أعلنت عنها عدد من المواقع مثل أوبزرفر و نيويورك تايمز منذ حوالي أسبوع، مؤكدين أن الموقع الاجتماعي سمح لشركة تحليل بيانات أمريكية من الحصول على معلومات شخصية لأكثر من 50 مليون مستخدم حول العالم.


وكشفت المواقع أن الشركة استخدمت هذه المعلومات خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي فاز بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكانت الشركة قد تمكنت من الحصول على معلومات دقيقة للغاية من خلال الأبحاث التي قامت بالإعلان عنها في الفترة بين 2007 و2014، وهي ذاتها الفترة التي حدث فيها نوع من الاختراق لمعلومات المستخدمين الشخصية من خلال الموقع الشهير.


وبعد فترة طويلة من الصمت، اعتذر زوكربيرج عما حدث في بيان طويل نشره على صفحته بالموقع الاجتماعي قائلا فيه أن ما حدث هو مسئوليته ومسئولية شركته التي وثق المستخدمين في قدراتها على حماية بياناتهم الشخصية.


وكتب مؤسس فيسبوك تحليلا مطولاً لما حدث وتتبع للأحداث التي أدت لتفاقم المشكلة حتى وصلت لهذه النقطة، وشرح  كيف حصلت شركة تحليل البيانات على هذه المعلومات.


كتب زوكربيرج: إن شركته تمكنت في عام 2007 من تطوير تطبيقات الموقع لكي تكون «أكثر اجتماعية»، بحيث يمكن للأشخاص ومطوري التطبيقات رؤية تواريخ أعياد ميلاد المستخدمين، صورهم الشخصية ومواقعهم.


وفي عام 2013، قام الباحث بجامعة كامبريج «اليكساندر كوجان» بتطوير تطبيق خاص به، استخدمه ما لا يقل عن 300 ألف شخص حول العالم، ونتيجة للتطوير الأكثر انفتاحًا الذي أدخلته الشركة على التطبيقات، فإن الباحث تمكن من الحصول على المعلومات الشخصية لعدد كبير من المستخدمين المراهقين حول العالم.


في عام 2014 تراجع فيسبوك عن الخطوات التي اتخذها مسبقًا عام 2007، وحدد المعلومات التي يمكن لأي تطبيق الحصول عليها، وتم منع أشخاص مثل «كوجان» من معرفة معلومات شخصية تتعلق بملايين الأشخاص إلا بموافقتهم على استخدام التطبيق وإعطاء الإذن بالاطلاع على  معلوماتهم الشخصية.


ثم أعلن مارك أنه علم من خلال صحفيين يعملون لصحيفة الجارديان البريطانية، عام 2015 أن «كوجان» قام بمشاركة عدد من المعلومات التي حصل عليها من خلال تطبيقه مع شركة «كامبريدج أناليتيكا»، ولذلك تم وقف التطبيق مباشرة لأنه بذلك اخترق سياسة فيسبوك –وفقًا لمارك- الذي تابع قائلا، إنه طلب ضمانات تؤكد اختفاء ومسح هذه المعلومات المسربة من قاعدة بياناته هو والشركة.


وقال زوكربيرج: «منذ حوالي أسبوع علمنا أن كامبريدج أناليتيكا قد لا تكون التزمت بحذف المعلومات التي تم تسريبها إليها كما تم الاتفاق معها، ولذلك منعناهم تماما من استخدام أي من خدماتنا.»
وأكد مؤسس الموقع أن شركه تحليل البيانات الأمريكية  تدّعي من جانبها أنها التزمت بحذف البيانات، والمزيد من الدقة والتاكد من صحة ذلك الادعاء قامت فيسبوك بالتعاقد مع شركات متخصصة لتحقق في الأمر وتتأكد من هذا.


وقال مارك في بيانه إن ما حدث كان خرقا للاتفاق والقواعد المتفق عليها من قبل «كوجان» و «كامبريدج أناليتيكا» و «فيسبوك»، لكنه في الأمر نفسه خرقًا للثقة المتواجدة بين الشركة ومستخدميها الذي اعتقدوا أن بياناتهم الشخصية في أيدي أمينه، وتابع مارك: «سوف نصلح الأمر بقدر استطاعتنا من خلال اتخاذ عدد من التدابير مثل: التحقيق مع كل مطوري التطبيقات الذين تم السماح لهم بالحصول على قدر كبير من المعلومات الشخصية قبل أن تغير فيسبوك سياستها عام 2014، وفي حال عدم موافقة أصحاب هذه التطبيقات سيتم منعهم تماما من استخدام خدماتنا».


ثانيًا- سوف تقوم فيسبوك بتحديد المعلومات التي يمكن للمطورين الحصول عليها خلال المستخدمين.


ثالثا- ستعمل فيسبوك على أن يكون كل المستخدمين على وعي كامل بما يمكن للتطبيقات الحصول عليه من معلومات، وذلك من خلال تطوير أداه جديدة تمكن المستخدمين من معرفة ما هي حدود المعلومات التي يمكن لأصحاب التطبيقات الحصول عليها.


وفي النهاية أكد مارك انه هو من قام بتأسيس هذا الموقع الاجتماعي وفي النهاية هو المسئول عن أي اختراقات يمكن أن تحدث فيها، لكنه وعد بإصلاح الأمر مهما طالت الفترة التي يمكن أن يتخذها ذلك.


وتترقب الشركة التي يستخدمها ملايين الأشخاص حول العالم ردود الأفعال الدولية التي تدين «فيسبوك» لعدم قدرته على اتخاذ تدابير أكثر جدية تجاه حماية معلومات المستخدمين الشخصية.