طفلة شهيد العريش «الحديدي»: قولت لبابا ما تسافرش

عالية طفلة الشهيد العميد ياسر الحديدي مع محرر بوابة أخبار اليوم
عالية طفلة الشهيد العميد ياسر الحديدي مع محرر بوابة أخبار اليوم

مر عام على استشهاده، لكن تبقي ذكراه العطرة لتخلد أثره على مدى الحياة، فراق موجع، وزوجة صابرة راضية بقضاء الله وقدره، وطفلة تحتسب أبيها عند الله من الشهداء، تتماسك رغم قسوة الموقف.

 

في منزل الشهيد العميد «ياسر الحديدي» مفتش الأمن العام، الذي استشهد في العريش بعد أن نالت منه يد الغدر والخسة، صورة كبيرة للشهيد تضئ مسكنه قبل الوصول إلى باب المنزل، ومن الوهلة الأولى شاهدنا الدروع والتكريمات التى حصل عليها الشهيد، تقديرًا لحبه الكبير لعمله، تزين كل ركن في منزله.

 

 «الشهيد لا يفارقنا»

تقول «بسنت عصفور»، زوجة الشهيد العميد ياسر الحديدي، مفتش الأمن العام، خلال حديثها مع «بوابة أخبار اليوم»، نشعر في كل لحظة أنه معنا، لا يفارقنا منذ لحظة استشهاده، هو في مكانة أعلى الآن وهذا مايثلج قلوبنا.

 

كان نعم الزوج والأب والإبن البار بوالدته، طيب القلب، حتى لو أخطأنا نحن كان هو من يحتوينا، ولا يترك لحظة حزن أو ضيق تمر علينا، لا أتذكر يوم أنه خرج من المنزل، وتركنا في مثل هذه الحالة، في الأجازة الأخيرة التى قضيناها معا شاهدنا جنازة أحد الشهداء على التلفاز، وتمنى وقتها أنا ينال الشهادة، وكأنه يعطينا مؤشر أنه سيستشهد في سبيل الله، وعندما طلبت من ألا يسافر إلى العريش، قال: هذا عملنا مين هيحمي البلد.

 

 

«بارا بوالدته»

هم ثلاث أشقاء هو أكثرهم قربا لقلب والدته، دائما مايسمعها، ويزورها في كل وقت، إذا افترضنا ان أجازة العمل أسبوع يذهب إليها 5 أو 6 مرات، وهي بالفعل في حالة صعبة بعد استشهاده، والدموع لا تفارق عيناها، ذكرياته لاتفارق مخيلتها، طوال الوقت، لا تتقبل الواقع، بأنه لن ياتى إليها مرة أخرى، حالتها الصحية في تدهور كبير.

حتي العساكر والسائقين، كانوا يتهافتون للعمل معه، لأنه لم يكن يومًا قاسي في معاملته مع أحد، وإذا علم أن هناك من يحتاج لشئ، ولم يطلبه منه بصورة مباشرة، يعمل كل ما في وسعه لقضاء حوائج الناس.

 

«عالية»

«قولت لبابا ماتسافرش».. عالية، نجلة الشهيد، رغم صغر سنها، إلا أن الشهيد دائما ما كان يخبرها عن عمله، وأين يذهب، وماذا يفعل طوال الوقت، تقول: عندما طلبت منه ألا يسافر، صمم على السفر، وقال « مين هيحمي البلد لو أنا لم أسافر»، أنا نفسي اكون مذيعة، وأدخل كلية الضباط المتخصصين، ازور جدتي دائما وتقول لى «انتى ياسر الصغير»، أحب أقولها ماتعيطيش هو في الجنة.

 

«الرئيس الأب»

تقول زوجة الشهيد، التقينا الرئيس السيسي، مرتين، المرة الأولى في تخرج دفعة جديدة من أكاديمة الشرطة، وهناك ألقت «عالية»، كلمة أمام الرئيس والحضور، في رثاء والدها، وبعدما انتهت، فوجئنا بقدوم الرئيس إلينا، وتقبيل رأس عالية، قائلاً لها «فعلا بابا مايتعوضش»، وسألنا، هل تحتاجون لشئ ؟، بالفعل لمسنا حب الرئيس وخوفه على عالية، وتقديره الكبير لوالدها الشهيد.

وفي المرة الثانية، وجهوا الدعوة لنا، في إفتتاح إحدى المعارض، وصمم الرئيس السيسي، على أن تقوم عالية، ونجل الشهيد «أحمد الدرديري»، بقص شريط الإفتتاح،  قائلا: هم الأمل في بكره.

«أصدقاؤه في العمل»

في الحقيقة، دائما مايطمئن علينا اللواء «جمال عبدالباري»، مساعد أول وزير الداخلية للامن العام، بالسؤال، المستمر، إذا كان ينقصنا شئ، وزملاؤه دائما في تواصل معنا، حتى البدو في سيناء، من شدة حبهم للشهيد، وعلاقته الطيبة معهم، يبادرون بالسؤال عنا بين حين وأخر.