«سقوط عفرين» .. احتلال تركي مصبوغ بإدانة دولية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«سقوط عفرين في قبضة الأتراك»، حدثٌ ألقى بظلاله جاثمًا على الشعب السوري، والأكراد المتمركزين شمال غرب سوريا هناك.

فمع إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تمكن قواته من السيطرة على مركز المدينة الواقعة شمال غرب سوريا، حلت الأتراح محل الأفراح لدى الأكراد، الذين يحيون في هذه الأيام احتفالات "النوروز"، والتي يُتوقع أن تشهد هذا العام احتجاجاتٍ واسعةً على الغزو التركي الحادث في عقرين.

عملية غصن الزيتون، التي شنتها القوات التركية في عفرين بدايةً من العشرين من يناير الماضي، أتت أكلها بالنسبة للرئيس التركي أردوغان، الذي لم يبالِ بالانتقادات الواسعة من جميع أنحاء العالم تجاه ما يجوز اعتباره احتلالًا تركيًا لأراضٍ من سوريا.

توصيف ما حدث بالاحتلال لم يأتِ من فراغٍ، فقائد الجيش الثاني التركي قام بزيارةٍ اليوم لعفرين، ورفع علم تركيا وسط المدينة بدلًا من العلم السوري، في تصرفٍ استفزازيٍ للشعب السوري، وتُرسخ به أنقره مفهوم الاحتلال الذي بات يُلصق بعملية الجيش التركي في عفرين.

تنديد ميركل وقلق أمريكي

وللمرة الأولى نددت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وبشدةٍ بالعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في عفرين، داخل الأراضي السورية، وذلك خلال كلمةٍ ألقتها أمام مجلس النواب "البندوستاج" اليوم.

وقصت دمشق شريط المنددين بسيطرة الجيش التركي على عفرين، فقد نددت وزارة الخارجية أول أمس الاثنين بما أسمته الاحتلال التركي لعفرين، مطالبةً القوات الغازية، حسب وصفها، بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية.

ومن جانبها، أبدت واشنطن قلقها إزاء الوضع في عفرين، داعيةً كل الأطراف المعنية التي تعمل في شمال غرب سوريا بما في ذلك تركيا وروسيا والنظام السوري للسماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية إلى المدينة، وسط تقارير تدعو للقلق وردت من المدينة حول سوء أوضاع المدنيين هناك، الذين نزح عددٌ كبيرٌ منهم هربًا من العمليات العسكرية هناك.

إدانة مصرية ورد تركي

وشجبت القاهرة خلال بيانٍ صادرٍ عن وزارة الخارجية، الاحتلال التركي لمدينة عفرين السورية، وما نجم عن العمليات العسكرية التركية في عفرين شمال غرب البلاد من انتهاكات في حق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة.

وزارة الخارجية التركية ردت على البيان الصادر من نظيرتها المصرية، قائلةً "ننتظر من مصر بدلًا من الدفاع عن تنظيمات إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية، تحاول احتلال الأراضي السورية، أن تبذل جهودًا صادقة لحل الصراع في سوريا".

وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ، ويقود الحزب الكردي تمردًا عسكريًا مسلحًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، كما تعتبر أنقره وحدات حماية الشعب الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، في حين تتنصل القوات الكردية في سوريا من أي صلةٍ لها بحزب العمال في تركيا.

وإلى الآن، تلتزم بلدان عدة في المنطقة إلى جانب جامعة الدول العربية الصمت حيال ما يجري في عفرين، في حين لم يصدر أي موقفٍ من قبل روسيا، الحليف الأساسي للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، وكذلك إيران، وكلاهما يشترك مع أنقره في مباحثات آستانا حول تسوية الأزمة السورية، وفرض مناطق خفض التوتر في أراضيها.

وبرغم إدانة ما حدث، فإن أردوغان يبدو أنه لم يكترث بهذا فأعلن نيته توسيع العمليات العسكرية لتشمل الأكراد في العراق، كما توعد الرئيس التركي مع بداية عملية غصن الزيتون بأنه سيستمر في قتال الميليشيات الكردية في سوريا والعراق حتى لا يبقي قيهم أحدًا.