جلست على "المقاعد الخلفية بعد الموت: "نهلة" وحكاية بنت اسمها "سارة"

نهلة كرم
نهلة كرم

بعد روايتها "على فراش فرويد" ومجموعتيها: "أن تكون معلقا فى الهواء"، و"الموت يريد أن يقبل اعتذاره"، تحكى الأديبة نهلة كرم عبر روايتها الأحدث "المقاعد الخلفية" -الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية- عن فتاة أسمها "سارة" تحب أن ترتدى ملابس سوداء، وتقرأ روايات، وهى تعمل معده فى الأفلام الوثائقية، وتحمل ذكرياتها أول قصة حب مع مدرسها حتى تقابل رامى، وهو أستاذ فى الجامعة، فتعجب به ويكون السؤال هل تصبح تلك العلاقة مجرد محطة فى حياتها؟ أم انها عثرت على الحب الحقيقى؟، وتحدثنا نهلة عن روايتها من خلال إجابتها عن أسئلتنا التالية:

 

- هل يعبرعنوان روايتك "المقاعدالخلفية" عن انعزال الحياة أم الاستمتاع بالحياة السرية والعلاقات تحت الضغط والخوف والتردد؟
هو في الأساس يعبر عن الاستمتاع بالحياة السرية في المقاعد الخلفية في السينما أو أتوبيسات الـ "سي تي إيه"، فالعلاقة التي تحدث في الخلف دائمًا ما تتم تحت خوف من أن يكتشفها حارس السينما أو السائق أو حتى الركاب، وهذا الخوف لا يردع البطلة عن فعل ذلك مع حبيبها في المقاعد الخلفية، بالعكس فهي تجد متعة في ذلك.

 

-الشخصيةالرئيسية في عملك تحب قراءةالروايات وترغب فى الارتباط بشخص مثقف،فما مواصفات فتي الأحلام في نظرالفتاة المثقفة؟

لا يمكنني أن أطلق حكمًا عامًا على مواصفات فارس الأحلام في نظر الفتاة المثقفة لأن كل فتاة لها مواصفات خاصة، لكني أعتقد أن الفتيات المثقفات يجدن صعوبة في إيجاد شخص مناسب لهن، هن أو معظمهن يبحثن طوال الوقت عن شخص يناظرهن أو يتجاوزهن في المستوى الثقافي والفكري، حتى تكون هناك مساحة للحوار بينهم، فميزة الثقافة والإطلاع أنها تتيح مساحات كثيرة للحديث، تخيل لو أن الأزواج يقرأون سويًا كتابًا على الأقل في الأسبوع ويتناقشون، ألن يجعل ذلك بينهما أرضية مشتركة للحديث بها ويقلل الخرس الزوجي قليلاً. 


- بطلة الرواية تعد لفيلم وثائقي عن "الكراكيب" وتتحدث عن أشخاص جمعوامقتتيات تذكرهم بالماضي،متي تصبح الذكريات مجرد كراكيب؟
تصبح الذكريات كراكيب عندما نصر على أن نحتفظ بأشخاص أو أشياء لا لزوم لهم بداخلنا، فليس من المنطقي أن نمضي في حياتنا ونحن ننظر إلى الخلف طوال الوقت ونفكر ونندم على أشخاص تركناهم أو تركونا أو أشياء تخلينا عنها أو تخلت عنا، بهذا الشكل لن نتقدم خطوة واحدة الى الأمام.


- الشخصيةالرئيسية كانت قصةحبها الأول مع مدرسها..هذه الفكرة تناولتها أعمال عديدة فما الداعى للتكرار إذن ؟
لأن قصة الحب هذه هي الأساس لما سيحدث بعد ذلك في حياة البطلة، فرغم أن علاقة سارة بأستاذها كانت في فترة مراهقتها إلا أنها ظلت بدون وعي تؤثر على طريقة تفكيرها على مدى عمرها، فمستر علي الذي كان يتحسس جسدها في المقاعد الخلفيةلأتوبيسات "السي تي إيه" بعيدًا عن أعين السائق، أو بمعنى آخر يفعل ذلك بطريقة حذرة خوفًا من أن تكشفه أعين السائق المراقبة في المرآة كان يضع سارة طوال الوقت في حالة خوف مما جعلها تربط لا إراديًا بين المتعة والخوف، فلم تعد تستطيع أن تستمتع مع حبيبها رامي بعد أن كبرت بدون أن تكون تحت ضغط وخوف، لذلك كانت ترفض فكرة وجود شقة مغلقة عليهما مثل فكرة الزواج التقليدي، وكانت تفضل أن تكرر نفس التجربة مع رامي في المقاعد الخلفية للسينما أو أتوبيسات السي تي إيه، فتجربتها في فترة المراهقة لم تكن عابرة أبدًا.