في عيد «ست الحبايب».. ننشر قصص كفاح من دفتر «الأمهات الكادحات» |صور

أمهات كادحات
أمهات كادحات

•    «نادية».. حكاية 30 عاماً في بيع الكتب والروايات على الرصيف
•    «سعاد»: أنا رب الأسرة منذ وفاة زوجي
•    «فاطمة»: أديت رسالتي تجاه أبنائي و«سترت» البنات
•    «أم هاشم»: نفسي أزور النبي قبل ما أموت
•    «ليلى»: أنا سند بناتي وأزواجهم

 

«ست الحبايب» هى الجندي المجهول في البيوت المصرية، تتحمل ما لا يتحمله الرجال من خلال قيامها بالأعمال المنزلية وخروجها لسوق العمل بل اضطرارها للعمل في مهن شاقة بالشوارع، حيث تعول النساء في مصر الكثير من الأسر، فهي المربية والعاملة والساهرة على خدمة أبنائها، ولذا تلقى «بوابة أخبار اليوم» في عيد الأم الضوء على قصص كفاح الأمهات الكادحات في شوارع القاهرة بحثًا عن الرزق ونفقة الأبناء من أجل وفاء رسالتهن في الحياة من تعليم وتربية وزواج أبنائهن.

 

وتحتفل مصر ودول الشرق بـ«عيد الأم» يوم 21 مارس من كل عام، بعدما أطلق الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين، دعوته في عام 1943 للاحتفال بعيد الأم في كتابه «أمريكا الضاحكة» لكن لم تلقى الفكرة استجابة كبيرة بالشارع المصري، وفى عام 1956 ذهبت سيدة مصرية لمكتبه في مؤسسة «أخبار اليوم» لتروى له قصة كفاحها من أجل أبنائها بعد وفاة زوجها ولم تتزوج وكرست حياتها لتربية وتعليم أبنائها حتى أصبح ابنها «دكتور» ثم اشترت له شقة ومهر وزوجته، لكن للأسف لم تجد منه كلمة شكر وإنما وجدت جحود من ابنها. 


ولما سمع مصطفى أمين القصة تأثر لها وقرر إعادة الدعوة للاحتفال بـ«عيد الأم» تكريماً لمكانة الأمهات واعترافا بعطائهن الفياض وعنائهن مع الأبناء طوال العمر، وأطلق الفكرة مرة آخري في مقالاته الصحفية ولاقت ترحيبا كبيرا من الأمهات والأسر المصرية، ومنذ ذلك الحين صار يوم 21 مارس هو عيدًا للأم يقبل الأبناء على أمهاتهم بالهدايا المعبرة عن الحب والامتنان، وتنتشر في البيوت المصرية أغنية«ست الحبايب» من ألحان الموسيقار المصري الكبير محمد عبد الوهاب.


«نادية.. والكتب»
في البداية تقول نادية عبد العزيز، بائعة الكتب على الرصيف بميدان الجيزة، أنا ببيع كتب ومصاحف وروايات على الرصيف منذ 30 عام بعدما توفى زوجي، ولدى 6 أبناء جميعهم تعليم جامعي، وزوجت منهم بنتين وولد، والولد يعمل مهندس زراعي، ولازال هناك 3 أبناء يدرسون بالجامعة هم وفاء في الصف الثالث بكلية الهندسة، ومحمد في أولى ثانوي عام، وفرح في 2 إعدادي والأولى على المدرسة.

 

وتابعت «الحمد لله أديت رسالتي في الحياة وعلمتهم أحسن تعليم بعد وفاة زوجي، وبصرف عليهم من فرش الكتب، وفى عيد الأم بيقدموا لي هدايا ويجيبوا اللي ربنا يقدرهم عليه، وببدأ شغل من الساعة 7 صباحا وحتى المساء، أي شغل لمدة 12 ساعة، وأنا فاتحة 3 بيوت هم: بيتي و2 شغالين معايا متجوزين وبيصرفوا على بيوتهم من الشغل معايا، وحتى أولادي وبناتي المتجوزين أنا بساعدهم لأن الأسعار ارتفعت وأزواجهم أرزقية والوضع صعب».

 

واستطردت «السوق فيه ركود كبير، وربنا يعينى وأكمل تعليم باقي العيال، ومش عاوزة من ربنا غير الستر وأفرح بالأولاد وأشوفهم متفوقين في التعليم، والحمد لله بشوف ثمرة نجاحهم كل سنة وده بيهون عليا التعب اللي بشوفه في الشارع والشقاء، وبرضو متربين أحسن تربية ومش بيعملوا مشاكل مع حد والمدرسين بتشهد لهم بأخلاقهم».

 

«سعاد» .. بائعة الترمس
وقالت سعاد محمود، صاحبة الـ65 عام «أنا عايشة لوحدي والولاد اتجوزوا وأنجبوا أطفال، وأنا اتحملت المسئولية كاملة من بعد وفاة زوجي من أكتر من عشرة سنين، واشتغلت في الشارع كل المهن، وشقيت لحد ما كبرتهم، واتعلموا واشتغلوا، وفى عيد الأم منهم اللى بيفتكرني ومنهم مش بيجي يزورني، وأنا شغالة بصرف على نفسي من بيع الترمس في ميدان الجيزة ومش بستنى مساعدة من حد من أولادي، وبشتغل من الصبح لحد المغرب، وأحسن ما أمد إيدي لحد، والحمد لله أديت رسالتي وعلمتهم وفرحت بهم، وبتمنى من ربنا أنه ينولني زيارة الكعبة وقبر الحبيب النبي».

«فاطمة.. و3 أرغفة خبز»
فى البداية قالت فاطمة إبراهيم، صاحبة الـ69 عام «أنا أرملة وزوجي مات وساب لى معاش 500 جنيه لا يكفى للمعيشة وإيجار الشقة ولوازم الحياة، فأقوم بشراء العيش من الفرن حيث أشترى 4 أرغفة عيش بجنيه، وأبيع للزبون 3 أرغفة عيش بجنيه، وبنتي بتجيب لى العيش وأنا أبيعه للناس وبكسب الحمد لله في اليوم حوالي 50 جنيه، وربيت العيال وعلمتهم وكلهم اتجوزوا، وربنا رزقنى بأحفادي بيجوا يزورني في عيد الأم أكتر من ولادى وبيجيبوا لى هدية عيد الأم على قد مقدرتهم» .


وأضافت «كل اللي أطلبه أنه ربنا يبعد عننا مفتشين التموين والصحة والشرطة، ومش عاوزة غير الستر في الدنيا».


«أم هاشم».. الرزق على الله
وقالت أم هاشم، صاحبة 67 عام «أنا جوزي كان مريض من زمن، وكان أرزقى على باب الله، وكنت بساعده ببيع فى الشارع ذرة وترمس، لحد ما أتوفى وربنا رحمه من المرض، وسابلي العيال صغيرين، اضطريت أنزل للشارع كل يوم أبيع من الصبح لحد الليل، وأدفع إيجار الشقة ومصاريف العيال، وعلمتهم 3 منهم خريجين جامعة، 2 أخدوا دبلوم، وكلهم اتجوزوا، وفى عيد الأم بيفتكروني ويجيبوا هدايا عيد الأم، وبيعرضوا عليا أنى اقعد فى البيت ومشتغلش وهما يصرفوا عليا، لكن أنا برفض لأني بنزل الشاعر بغير جو أحسن من قعدة البيت اللي تعجز، ونفسي أزور النبى قبل ما أموت».


«ليلى».. 25 عاما على «نصبة شاي»
وقالت ليلى عثمان، صاحبة الـ 59 عام «بقالى أكتر من 25 سنة ببيع على نصبة الشاى فى الجيزة، وزباينى معظمهم سواقين، ومعروفة بأم يحيى، والحمد لله علمت العيال وكبرتهم بعد موت أبوهم ودخلوا جامعات واتخرجوا واشتغلوا، وبصرف على نفسي وبساعد بناتى اللي متجوزين لأن أزواجهم أرزقية يوم فيه ويوم مفيش، ومش عاوزة مساعدة من حد، وفي عيد الأم بيجوا يزورونى ومنهم اللى بتجيب عباية واللا بتجيب طرحة واللي تديني فلوس، ومستورة والحمد لله، بس أنا بتمنى من ربنا أنى أروح الحج قبل ما أموت».