في اليوم العالمي للسعادة

صور| دكتور خريج «هندسة».. والشكل «بلياتشو»| قصة شادي حبيب «الأطفال»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

بدأ حياته كمعظم الناس، يحلم بأن ينهي دراسته الجامعية ويجد الوظيفة المناسبة ثم يفكر في الخطوات التالية، إلا أن ظروف صعبة مر بها جعلته من أشهر رموز السعادة لأطفال والكبار.


«شادي» الذي يبلغ 30 عامًا، قرر الخروج من عباءة البلياتشو أو الدكتور شيكو، والتي تخفي ملامحه الحقيقية ليجيب عن أسئلتنا، والأسباب التي أنسته كونه مهندسًا معماريًا ليصبح دكتور أطفال بدون دراسة الطب، يعالج المرضى بـ«الحب».


في البداية، ما السر وراء تحولك من مهندس معماري إلى «دكتور شيكو»؟
قصتي بدأت عندما مرض ابن شقيقي «معاذ» ودخل إلى مستشفى 57375، وحينها بدأت احتك بالأطفال وأبحث عن شيء يحول آلامهم لفرحة، فكرت في شخصية الساحر لتعلق الأطفال بها إلا  أنها لم تعجبني كشخصية، وبعد فترة توصلت إلى فكرة «البلياتشو».


راودني الخوف والخجل في البداية، ولكن مع الوقت أحسست وأن لدي هدف وهو رفع معنويات الأطفال، وعندما شاهدت خوفهم من الأطباء فكرت في مزج البلياتشو بالدكتور، فيشعروا بأنه مصدرًا للسعادة بدلًا من الخوف منه ومن هنا تغيرت حياتي من شادي المهندس إلى دكتور شيكو «البلياتشو».


هل اقتصر أمر دكتور شيكو على مستشفى 75357 فقط؟
عندما شاهدت السعادة في وجوه أطفال 57357، قررت زيارة مستشفيات مختلفة من بيها أبو الريش ومعهد الأورام ومعهد ناصر، ومستشفيات في الاسكندرية وشرم الشيخ، ثم توجهت فيما بعد إلى دور أيتام ودوم مسنين والاهتمام بأطفال الشوارع.


أصبحت الشهرة هدف الكثيرين، هل كنت تسعى خلفها أم حدثت بالصدفة؟
وجدت نفسي معروفًا دون أي قصد، رسالة «دكتور شيكو» لاقت إعجابًا كبيرًا، ولم أقصد أو أتخيل أن اشتهر بهذا الشكل لأني خجول جدًا وكنت خائفًا جدًا من الفكرة، ولكن ما شجعني تجاوب الأطفال وسعادتهم ودعم الكثيرين للفكرة فيما بعد.


وربما زادت الشهرة عند استضافتي في مؤتمر «مصر أولًا» بدعوة من القائم عليه الناشر فتحي المزين، كإحدى الشخصيات المؤثرة وطلب مني حكاية قصتي في حضور نخبة من الإعلاميين والصحفيين، وبدأ اسمي يظهر في القنوات الفضائية والصحف والمجلات.


ما الذي استفدته من خلال هذه التجربة؟
تعلمت الجرأة والثقة بالنفس، وتغيرت شخصيتي تمامًا وأيقنت أنه على الإنسان أن يحب ما يفعل، وان السعادة لا تقاس بالمال ولكن بما يمكننا أن نعطي، وفي هذه التجربة وجدت أن قدمت فكرة تستحق الافتخار بها، ربما تكلفني ماديًا ونفسيًا وجسديًا ولكن فرحة الناس أكبر تعويض.


ودكتور شيكو تأثيره يظهر معي أنا شخصيًا، فعندما أشعر بضيق أو يكون لدي مشاكل خاصة، أجد أن لاشيء يستحق الحزن أمام معاناة الأطفال المرضى وأهلهم، وأرى كل شيء صغير جدًا واستكمل فكرتي بقوة أكبر.


ما الأهداف التي تسعى إليها خلال الفترة المقبلة؟
هدفي تقديم الفرحة في أي صورة، سواء كلمة أو رسالة أوجهها للناس بطرق بسيطة، وتبنيت مبادرة بعنوان «فرح تفرح»، تهتم بإسعاد الناس في الأماكن المختلفة وكان آخرها الذهاب لمساعدة المرضى بمستعمرة الجذام في منقطة أبو زعبل.


أين «شادي» من هذه الرحلة؟!
أشعر بأن وجودي الحقيقي في إسعاد الناس، أشعر بعد كل عمل تطوعي براحة نفسية كبيرة، ولا أريد أكثر من أكون مصدر سعادة، والمرضى والمسنين وكل الناس الذين أهتم بإسعادهم لديهم الكثير من الهموم ولكن يحتاجون إلى مصدر بهجة فرغم أنني لا أقدم لهم شيئًا كبيرًا إلا أنهم «بيتلككوا» لكي يشعروا ولو للحظات بالسعادة.