في عيدها القومي الـ19..

صور| جنوب سيناء.. كنوز بكل اللغات على أرض مصرية

جنوب سيناء - صورة أرشيفية
جنوب سيناء - صورة أرشيفية

19 مارس.. يوم محفور في ذاكرة محافظة جنوب سيناء، ففيه عيدها الوطني، ومنه تضيء شمعتها الـ19 لرحلة السحر والجمال على أرض الفيروز.


الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار، تحدث لـ«بوابة أخبار اليوم» عن أهم المعالم الأثرية والسياحية في جنوب سيناء، قائلاً: «تقع مواقع آثار جنوب سيناء في مناجم يصعب الوصول إليها، والطرق الموصلة إليها وعرة، لكونها عبارة عن مدقات ضيقة، ونظرًا لما حدث ويحدث في هذه المنطقة تأخرت عمليات التنقيب بها». 


وسيناء ملتقى قارات العالم القديم؛ إذ تقع في قارة آسيا، وتعد جسرًا بين آسيا وإفريقيا، والذي عبرت عليه كل الحضارات والجيوش، وتعرف بـ«أرض الفيروز»، واشتق اسم «سيناء» من اسم إله القمر «سين» لدى الساميين، لما للقمر من أهمية أثناء السير ليلاً في سيناء.


وعُرفت منطقة جنوب سيناء بجبالها ومناجم الفيروز والنحاس بها المتواجدة في «سرابيط الخادم، ووادي مغارة»، التي  كانت مجتمعًا لعمال المناجم، وطريقًا تجاريًا في العصر الإسلامي عرف باسم «درب الحج»، و«التجمع الديني» في دير سانت كاترين، والتعايش السلمي بين المسلمين ورهبان الدير.


شاكر أوضح كذلك أن أهم مناطقها الأثرية: منطقة «سرابيط الخادم» الواقعة في جنوب شرق مدنية أبو زنيمة على هضبة من الحجر الرملي، وترتفع حوالي 1200 متر عن مستوى سطح البحر، وبها أهم منطقة لمناجم الفيروز والنحاس الذي استعمله المصريون القدماء في التزين وصناعة أدواتهم.


وأشار إلى أن المصريين القدماء بنوا معبدًا للإلهة «حتحور» ربة الفيروز، يبلغ طوله 80 مترًا وعرضه حوالي 35 مترًا، وأول من أسسه هو الملك أمنمحات الأول مؤسس الأسرة الثانية عشر، ثم استكمله خلفاؤه، واستمر ملوك الدولة الحديثة في الاهتمام بالمعبد، فرممه الملك أمنحتب الأول، وكذلك معبد «المعبو سوبد»، ثم شيد «حنفية حتحور» وهي مكان مخصص للتطهير، كما أقام الملك أمنحتب الثالث مسلتان على جانبي المدخل، وكان الملك رمسيس السادس من الأسرة العشرين آخر من تركوا اسمهم في هذا المعبد.


ويتكون المعبد من مدخل ثم صرح ثم مجموعة من الأفنية بها عدة حجرات، تتضمن أسماء الملوك الذين أوفدت البعثات في عهدهم، بحسب الدكتور مجدي، الذي أضاف: «لكن للأسف هذا المعبد دمرته إسرائيل».


ومن أهم ما يرتبط بالمعبد تلك النقوش المعروفة باسم النقوش السينائية، التي كتبها بعض العمال غير المصريين الذين أتوا من بلاد الشام للعمل هناك، وكتبوها على بعض التماثيل وجوانب مغارات الفيروز والأحجار، واتضح من دراستها أنها أصل لبعض الحروف التي استخدمها الفينيقيون القدماء، وكانت أولى الخطوات في تبسيط الكتابة، والأصل لكثير من الأبجديات في العالم الحديث، بحسب كبير الأثريين.


أما منطقة وادي فيران، فهي واحة صغيرة جنوب سيناء، بها عيون ماء وبعض الحقول، وفيها بعض الأديرة المسيحية من القرون الأولى، وكان يحج إليها المسيحيون اعتقادًا منهم بأن جبل موسى قريب منها.


من وادي فيران إلى منطقة عيون موسى؛ حيث تعد واحدة من أهم المناطق الواقعة على طريق الحج القديم، وتقع على مقربة من المدخل الجنوبي لقلعة الجنوب من العصر الإسلامي، وكشف بها عن مصنع للفخار من العصر البيزنطي.


ثم تأتي منطقة آثار وادي فرندل، وتم اكتشاف أفران وفخار وعملات وبئر مياه من العصر الروماني، وتضم 12 عينًا من آبار المياه الجوفية، ويقال إنها العيون التي فجرها الله لقوم موسى، كما زار جنود الحملة الفرنسية تلك المنطقة.

وعلى رأس معالم جنوب سيناء «دير سانت كاترين»، والذي يجسد حرفيًا أن تلك الأرض كانت قبلة للمسيحيين المضطهدين في القرن الأول، الذين فروا إليها هاربين، وبدأت حركة الرهبنة فيها ولكنها لم تنظم إلا في القرن الرابع الميلادي، وتقع تلك المنطقة وسط جنوب سيناء أسفل جبل كاترين، أعلى الجبال في مصر.


ويعد هذا الدير من أجمل وأقدم الأديرة في العالم، وكان هدف الرهبان الأوائل البحث عن طريق الخروج، وفي القرن الرابع الميلادي أقامت الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة العذراء عند شجرة «العليقة المقدسة».


كما أقام الإمبراطور جستنيان في القرن السادس 557 الميلادي، والدير ليضم كنيسة هيلين، ويكون حصنًا للرهبان من هجمات البدو، وبنى كنيسة تسمى الكبرى أو «البازيليكا» أو «الكاتدرائية» أو التجلي، وهي أكبر من كنيسة العليقة وتشبه في تصميمها كنيسة أيا صوفيا، وسميت بـ«سانت كاترين» في القرن السادس الميلادي، نسبة للفتاة كاترينا التي قتلها الإمبراطور مكسيمانوس، لرفضها العودة للوثنية فنقل جسدها لهذا المكان وسمى باسمها حتى الآن، وتوجد بقايا رفاتها في داخل صندوقين من الفضة، أحدهما للجمجمة والآخر لليد اليسرى.