«بوتين» يتأهب لولايةٍ رابعةٍ في حكم روسيا

صورة مجمعة
صورة مجمعة

ساعاتٌ قليلةٌ تفصل الشعب الروسي عن معترك الانتخابات الرئاسية، التي ينطلق منها الرئيس المنتهية ولايته، فلاديمر بوتين، بحظوظٍ وفيرةٍ نحو الاحتفاظ بمنصبه لولايةٍ رابعةٍ وثانيةٍ على التوالي.

بوتين الملقب بالقيصر، جلس على سدة الحكم في روسيا منذ عام 2000، حين اُنتخب رئيسًا خلفًا لبوريس يلتسن، ولم يتنازل عن عرشه في حكم البلاد إلا جبرًا بحكم دستور البلاد، الذي يمنع رئيس الجمهورية من أن يبقى في منصبه أكثر من ولايتين متتاليتين.

وبخلاف النظام الأمريكي، الذي استنسخته مصر بعد ثورة 25 يناير، والذي يقصر عدد ولايات الحكم عند حاجز الولايتين فقط مدى الحياة، فإن الدستور الروسي يجيز للرئيس الذي قضى مدتين في حكم البلاد، أن يعيد ترشحه مرة ثانية، ولكن بعد أن يمكث ولايةً على الأقل خارج سدة الحكم في البلاد.

18 عامًا في السلطة

بوتين قضى في حكم البلاد في حقبته الأولى ولايتين، في الفترة ما بين عامي 2000 و 20008، ليترك منصب الرئيس بعدها لرئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف، الذي لعب دور "المحلل" للرئيس الروسي، بعدما أصبح رئيسًا خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2012، تولى خلالها بوتين رئاسة الوزراء في البلاد، ليشغل صوريًا منصب الرجل الثاني في البلاد، ولكنه كان أيضًا الحاكم الفعلي للبلاد.

وبعد مضي فترة الولاية الأولى لميدفيديف، عاد بوتين والرئيس المنتهية ولايته إلى تبادل الأدوار من جديد، ليعلن ميدفيديف أنه سيتنازل عن الترشح للرئاسة لصالح بوتين.

وخلال فترة حكم ميدفيديف، أجرى مجلس الاتحاد الروسي "الدوما" تعديلًا دستوريًا يزيد فترة الرئاسة من أربع سنواتٍ إلى ست سنواتٍ، ليظل بوتين رئيسًا لروسيا في حقبته الثانية حتى العام الجاري 2018، وبإمكانه أن يمكث في منصبه حتى عام 2024.

الولاية الأخيرة على الأرجح

ولن يكون بوسع بوتين التمديد لولايةٍ ثالثةٍ على التوالي عام 2024، حال أصبح رئيسًا للبلاد من جديد اليوم الأحد 18 مارس، وسيكون عليه الانتظار حتى عام 2030، إن أحياه الله كي يترشح للرئاسة من جديد، وهو ما يبدو صعبًا بعض الشيء، خاصةً أن الرئيس الروسي يبلغ حاليًا من العمر 65 عامًا، وسيكون حينها قد طعن في سن السابعة والسبعين من عمره، وهو ما قد يقلل من فرصة عودته لتولي الرئاسة في البلاد لحقبةٍ ثالثةٍ من حكم روسيا.

واستبعد بوتين خلال حملته الانتخابية إمكانية سعي حزبه "روسيا الموحدة" الذي يشكل أغلبية بمجلس الدوما، لإجراء تعديلٍ دستوريٍ يسمح له بالترشح للانتخابات من جديد عام 2024، داعيًا الشعب الروسي إلى عدم القلق على مستقبل روسيا بعد رحيله عن الحكم.

منافسو بوتين بالانتخابات

وإلى جانب بوتين، يتنافس سبعة مرشحين آخرين بغية إزاحة الرئيس الروسي من على سدة الحكم، وهم سيرجى بابورين، مرشح حزب الاتحاد الشعبي العام الروسي القومي المحافظ، وبافيل جرودينين، مرشح حزب الشيوعي الروسي، وفلاديمير جيرينوفسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي.

وإلى جانب هؤلاء، يتواجد على لائحة المرشحين، جريجوري يافلينسكي، مرشح حزب يابلوكو الديمقراطي المنتمى إلى اليسار الوسط، ومكسيم سورايكين، مرشح حزب شيوعيو روسيا، وبوريس تيتوف، زعيم حزب النمو، إضافةً إلى كسينيا سوبتشاك، وهي إعلامية ومرشحة عن حزب المبادرة الاجتماعية الليبرالي.

ولكن لا يبدو أن أحد هؤلاء المرشحين السبعة قادرٌ على مقارعة بوتين في تلك الانتخابات، حيث يتصدر الرئيس المنتهية ولايته استطلاعات الرأي، التي تُشير إلى تأييد ما يناهز 70% من الناخبين الروس له، وهو ما يعبد الطريق له نحو تحقيق فوزٍ مريحٍ، وحسم نتيجة الانتخابات من الجولة الأولى، دون الحاجة لجولة إعادة.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية التصويت في الانتخابات بدأت بالفعل في مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي المطلة على المحيط الهادي، الواقعة شرق البلاد، حيث تسبق موسكو بنحو تسع ساعاتٍ كفارق توقيت.

ويبقى السؤال مطروحًا الآن في روسيا، حول هوية من يخلف بوتين في منصبه بعد ست سنواتٍ من الآن، أكثر من الحديث عن الانتخابات الجارية، التي تعتبر شبه محسومة للرئيس الروسي المنتهية ولايته، والمتأهب لولايةٍ جديدةٍ على رأس هرم السلطة في موسكو.