«نت فليكس» في السوق المصرية.. ونقاد: انتشارها يؤثر على صناعة السينما

"نت فليكس"
"نت فليكس"

بدأت في الفترة الأخيرة الشركة العالمية «نت فليكس» في التواجد بالمنطقة العربية وإتاحة خدمتها في إنتاج الأعمال السينمائية والتليفزيونية وبثها عبر الإنترنيت للجمهور العربي، خاص أنها تحظى بملايين المشاهدين على مستوى العالم.

وقررت الشركة تركيز استثماراتها بمصر خلال الفترة المقبلة، وإتاحة خدمتها للجمهور المصري، ولكن هل يؤثر نشاط «نت فليكس» في مصر على صناعة السينما ؟، وهذا سؤال طرحنا على عدد من النقاد وصناع السينما.

قالت الناقدة ماجدة خير الله: إن كثير من الناس ترى أن نشاط «نت فليكس» في مصر سيكون له أثر إيجابي، حيث أنها تقوم بإنتاج نوعية جيدة من الأعمال لنجوم كبار وتعرضها بشكل مباشر للجمهور عبر الانترنت، وهذا له جانبين، الأول الخاص بالجمهور الذي يخدمه هذا الأمر، والثاني خاص بصناعة السينما وحتى تستطيع «نت فليكس» في الاستمرار لابد أن يكون هناك مردود مالي، وأعتقد أنها قبل عرض الأعمال ستتفق على إعلانات تستطيع من خلالها تحقيق ربح جيد حتى لا تحقق أي خسارة، وعلى الجانب الآخر ستقدم فرصة للنجوم وللمخرجين من خلال الأعمال التي تنتجها، إضافة إلى تقديم نوعية مختلفة من السيناريوهات والموضوعات، وأفلام ذات مستوى جيد».


أما الناقدة ماجدة موريس، فهي ضد فكرة انتشار «نت فليكس» في مصر، حيث قالت: "إنها ستكون خاصة بقطاع محدود من الجمهور، حيث أنها فكرتها مشروعاتها جاءت من خلال ملاحظة أن هناك كثير من الناس في العالم يفضلون مشاهدة الأفلام وهي في منازلها، وهذا فيه جزء عملي حيث أن هناك من الجمهور لا يفضل الذهاب لدور العرض السينمائي خاصة مع توافر شاشات تليفزيون كبيرة جدا داخل المنازل، لكن الأمر غير مفيد للجميع، وبالنسبة لمصر وفي ظل الظروف السينمائية بها هو غير مفيد على الإطلاق، حيث أننا لا نملك الرفاهية الموجودة في العالم الذي حققت فيه "نت فليكس" نجاحا كبيرا، وهي تصلح في مصر لفئة محدودة جدا التي تملك الرفاهية، وإذا نجحت "نت فليكس" في مصر ستكون جاذبة للمستثمرين ورجال الأعمال، وهذا سيلحق ضررا كبيرا بصناعة السينما والفن في مصر، ولذلك أطالب الدولة بدعم الفن والثقافة لأن رجال الأعمال لن يقدموا على هذه الخطوة".

أما المنتج محمد حفظي يرى أن "نت فليكس" ليست صاحبة تأثير في مصر والوطن العربي، مشيرا إلى أنه دخل معهم في مفاوضات من قبل على شراء حقوق فيلم "اشتباك"، ورفض لأن عقودهم تنص على العرض الحصري، ويمنح المنتج عرض فيلمه في دور السينمات، وبعدها يحرم من بيع الفيلم أو عرضه في التليفزيون لمدة 4 سنوات، رغم أن المقابل المعروض منهم أقل بكثير من المقابل الذي من الممكن الحصول عليه من قناة مصرية أو عربية، وهو من وجهة نظره يكون له تأثير كبير على إيراد الفيلم.


وأكد أن دخولهم في السوق المصرية يستغرق وقتا طويلا وسيكون صعبا، وبخصوص إنتاجهم المباشر التجربة أثبتت أن الأفلام التي تحقق نجاحا خارج الوطن العربي لا تحقق نجاحا في مصر والعكس كذلك، ولا يتفهمون طبيعة هذه السوق، ودخولهم في العالم العربي لن يكن أمرًا سهلا، سواء في مشاريع الإنتاج أو حتى شراء حقوق العرض.