«روسيا» و«أمريكا» .. الخصمان والحكمان في مجلس الأمن

صورة مجمعة
صورة مجمعة

عقد مجلس الأمن جلسته الخاصة اليوم الأربعاء 14 مارس من أجل مناقشة أزمة الجاسوس الروسي، سيرجي سكريبال، العقيد السابق في جهاز الاستخبارات الروسية.

وجرت تلك الجلسة، التي جرت اليوم، بناءً على طلبٍ من بريطانيا، قدمه مندوبها لدى المجلس الأممي، ماثيو رايكروفت، والذي اتهم في كلمته اليوم في جلسة مجلس الأمن، موسكو بالتورط والضلوع وراء تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته.

وهذا الاتهام هو نفسه الذي قالته رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في وقتٍ سابقٍ اليوم، خلال جلسةٍ لمجلس العموم البريطاني، وسط تنصلٍ من الجانب الروسي تجاه الاتهامات الموجهة إليه من لندن.

رد عنيف من مندوب روسيا

وعلى الجانب الآخر، قال فاسيلى نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إن بريطانيا استخدمت لغة تهديد غير مقبولة على خلفية تسميم سيرجى سكريبال، بغاز الأعصاب، مؤكدًا أن موسكو لا تسمح لأحد أن يتحدث معها بلغة الإنذارات والتهديد.

ورد نيبينزيا الاتهامات لبريطانيا، متحدثةً عن إمكانية الأخيرة تصنيع هذه المواد الكيماوية السامة، بعدما أكدت أن عملية التسمم كانت بمادة "نوفيتشوك"، ومتهمًا لندن أيضًا بالسعي نحو تشويه سمعة موسكو.

المناقشات حول ذلك الأمر عبر مجلس الأمن، لن تأتي بأية مشاريع قرارات تُتخذ ضد موسكو، فيُنتظر أن تستخدم روسيا حق النقض "الفيتو" ضد أي قرارٍ يدينها بمجلس الأمن، مع العلم أن بريطانيا تمتلك هي الأخرى نفس حق النقض، لكنها نادرًا ما تستخدمه منفردة لتبطل مشاريع قرار أممية متفق عليها.

"فيتو" أمريكي داعم لقرار ترامب

الوضعية الحالية مع روسيا تذكرنا بما كان عليه مجلس الأمن في ديسمبر الماضي، حينما كسرت الولايات المتحدة إجماعًا داخل مجلس الأمن ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

واستخدمت أمريكا حق النقض "الفيتو" تجاه مشروعٍ مصريٍ لإلغاء قرار الرئيس الأمريكي، حال دون إدخال هذا القرار حيز التنفيذ، على الرغم من تصويت سائر أعضاء المجلس الأربعة عشر الآخرين، لصالح مشروع القرار المصري، لتبدو حينها الولايات المتحدة قد لعبت دور الخصم والحكم في هذه القضية.