تصحيحًا للمفاهيم المغلوطة..

معهد الشرق الأوسط بواشنطن يصمم برنامجا بحثيا خاصًا لمصر

 الدكتور بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الاوسط بواشنطن
الدكتور بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الاوسط بواشنطن

أعلن الدكتور بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن المركز يعتزم تأسيس برنامج بحثي خاص لمصر على غرار برامج تركيا وإيران وغيرهما.

 

وأضاف أن ما يعرفه المجتمع الأمريكي عن مصر محدود، ويعتمد في الكثير منه على ماتقوله الصحف الامريكية الكبيرة، وبالرغم من قيام تلك الصحف بالتركيز على نقاط معينة، معتبرا أن مايدور في مصر من أحداث اوسع بكثير من تغطيات تلك الصحف.

 

وقال إن مصر أكبر من قصة هنا أو هناك في الميديا مشيرا إلى أن الإصلاح الاقتصادي الذي يدور هو نفسه قصة كبيرة، والملاحظ وجود اهتمام قوى من مجتمع الأعمال الأمريكي بمصر وكذلك من الشركات الأوربية والخليجية وهم يسالون عن الضرائب وسوق العمل والتضخم وسعر الصرف ولا يهتمون كثيرا بالقصص السياسية التي تكتبها الصحف عن مصر.

 

ودعا بول، إلى ضرورة تمكين الشباب من خلال توفير الفرص وحرية الإبداع واحترام طريقتهم الخاصة في العيش، وإيجاد حلول خلاقة لتحدى الخلاف بين النموذجين القديم والجديد، في مصر معتبرا أن تسهيل بداية النشاط، وإنشاء شركة أمر مهم للغاية.

 

أكد بول، أن الإدارة الأمريكية كانت منذ أيام فقط تسأل مصر عن علاقتها بكوريا الشمالية وتسعى لمعرفة كل التفاصيل حول تلك العلاقة ثم فجأة وجدنا، ترامب، نفسه يقول إنه على استعداد للقاء رئيس كوريا الشمالية.

 

وأشار إلى أن المركز ينظم ندوة يوم 28 مارس الحالي، يستضيف خلالها نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق لشرح حقيقة الأوضاع فى مصر.

 

وفسر بول، التوجه الجديد للرئيس الأمريكي بأنه يريد هو كل إدارته بما في ذلك الدفاع والخارجية والمخابرات التركيز على إيران، وزاد أن نجاح ترامب، في هذا الأمر سيعطي مؤشرا على أن سياسة الضغط المستمر يمكن أن تؤدي إلى نتيجة أما لو فشل مقترح اللقاء، أن ضغوط الولايات المتحدة على كوريا ستستمر بهدف وضع قنابلها وصواريخها في منطقة خضراء أي آمنة وشفافة بدلا من وضع التعتيم الراهن.


وأضاف أن تولى جورج بومبيو، منصب وزير الخارجية يمكن أن يؤدي إلى مزيد من النشاطات الأمريكية ضد إيران في سوريا، واعتبر أن الكثير من حلفاء الولايات المتحدة ليسوا سعداء بترامب، بسبب توجهاته السياسية ذات الطابع الشخصي وتحولاته المفاجئة غير أن أمريكا ستظل حريصة على تعزيز شبكة تحالفاتها لان ذلك واحدا من أسرار قوتها .

 

اعتبر سالم، أن أولويات الولايات المتحدة الراهنة هي الحرب ضد الإرهاب في العراق وسوريا واليمن ومواجهة إيران في لبنان واليمن وسوريا سعيا إلى إيجاد حل لمشكلة الصواريخ البالستية والبرنامج النووي والأولوية الثالثة هي إسرائيل، ثم العلاقات مع السعودية والخليج، وأخيرا حقوق الانسان وملف الحريات مستطردا أن ملف الحريات يأتي في مرتبة متأخرة من أولويات تلك الإدارة وان كان الاهتمام بالملف مايزال موجودا عند دوائر في الكونجرس والخارجية.

 

وحول مستقبل الدواعش في المنطقة بعد هزيمتهم في سوريا والعراق، قال إن كلا من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا ينظر للأمر من زاويته الخاصة لكن الأهم هو الحيلولة دون بروز جهاديين جدد في أوساط السنة بالمنطقة، مضيفا أن البعض يتمنى إيجاد مخرج لهم لكن أمريكا بشكل عام تتمنى لهم الموت.

 

واعتبر ان العمليات التي تقوم بها مصر ضد الارهاب في سيناء شانها مختلف عما جرى في العراق وسوريا ، فهناك اتخذ الامر مظهرا للصراع السنى الشيعي ، بينما في مصر هناك مواجهة من الشعب والدولة لفئات تحمل السلاح ضد المواطنين ، مضيفا ان التحدي الأكبر أمام الحكومة المصرية هو كيفية التعامل مع العائلات التي ينتمي إليها الإرهابيون، وعلى المدي البعيد فانهم لابد من تعزيز التنمية الشاملة في سيناء حتى تعود الاوضاع فيها الى المسار الطبيعي وأضاف أن مصر بلد كبير ولديه قدرات وهو قادر على انهاء الموجة الإرهابية.

 

واكد بول أن امريكا ترى ان لمصر دور قوي في المنطقة وهناك تفاهم بين الرئيسين السيسى وترامب من شانه ان يدعم الاستقرار وتغيير الفكر ومساندة التحديث مضيفا ان الادارة الامريكية تقدر ايضا الجهود التنموية التي تقوم بها مصر مضيفا ان السيسي يريد علاقات واضحة مع كل الاطراف وحلول عادلة للصراعات كما انه يعمل على دفع ايران الى الالتزام باستقلال دول المنطقة واحترام امنها وسلامتها .

 

وأوضح أن قصة صعود الاخوان التي بدأت مع مساعي امريكية لنشر النموذج التركي قد فشلت وترامب يعتبرهم ماضي انتهى ولاتولى الادارة الحالية اي تعاطف مع الاخوان وان كان يتم استقبال بعضهم في الخارجية او الكونجرس في بعض الاوقات مؤكدا ان السياسات الداخلية في كل دولة في المنطقة هي التي ستحدد مصير جماعة الاخوان وليست العوامل الخارجية .

 

من جانبه قال جيرالد فيرستاين السفير الأمريكي السابق باليمن والخبير بشئون الشرق الاوسط ، أن هناك رؤى متباينة ازاء مصر في امريكا لكن الواضح ان الرئيس ترامب ينظر بايجابية الى ماتقوم به مصر على الصعيد الداخلي او على المستوى الاقليمي ، ويبحث ترامب بشكل مستمر عن الامور التي من شانها مساعدة مصر على تحقيق الامن والاستقرار والتنمية .

 

وذكر أن ترامب قد يعمل في الفترة المقبلة على إيجاد حل للخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من ناحية وقطر من ناحية ولكن بطريقة مختلفة عن التصور الذي كان يعمل عليه وزير الخارجية السابق تيلرسون، موضحا أن تيلرسون كان تقييمه الخاص لأهمية قطر في مجال الطاقة لكن مع مراعاة أن أركان الإدارة كلها تدرك ان العمليات الأمريكية سواء في اتجاه أفغانستان أو في اتجاه العراق وسوريا تنطلق من قطر.

 

وأضاف أن إيجاد حلول لمشاكل المنطقة سيتم بشكل أسرع مع زيارة الأمير محمد بن سلمان المرتقبة الى واشنطن ومع التأثير الذي سيكون لوزير الخارجية الأمريكي الجديد بومبيو على السياسة الخارجية الأمريكية الذي سينتهجها الرئيس ترامب.

 

أكد أن نقل السفارة الأمريكية للقدس ستكون له تداعيات صعبة لأنه سيعطى لدولة مثل إيران الفرصة لأن تقول إنها تقف ضد أمريكا من اجل القدس.
ودعا إلى العمل على سرعة إيقاف الحرب في اليمن وتوفير إلغاء والدواء للمواطنين وتعزيز الشرعية والحفاظ على وحدة ها البلد مع دعم اقتصاده.