«الست المكافحة».. حكاية «بائعة خضار» أنقذها قرض مُيسر من جحيم الشارع

خضار وفاكهة
خضار وفاكهة

«أهلي وجيراني فخورين بي ولقبوني بالست المكافحة.. وبنيت نفسي بنفسي» بهذه الكلمات، بدأت السيدة «فريالة» «بائعة خضار»، في رواية حكايتها مع الحصول على قرض ساعدها في أن تكون تاجرة وصاحبة محل بعد أن ودعت الشارع.

تحكي فريالة عبدالحكيم، أو «أم عمرو» (52 سنة) قصة نجاحها، قائلة:  لم أدخل مدارس، وأنا من عائلة على أد حالنا، جوزي ارزقي، عامل رخام، يوم يعمل ويومين لا حسب ظروف السوق وعندي 3 أولاد لم يكملوا تعليمهم خرجوا من مدرسة في مرحلة 6 ابتدائي، البني الكبير عمرو عنده 31 متزوج ، ومحمد عنده 21 متزوج، ومحمود عنده 18 ومقيم معنا في شقتنا الايجار هو وزوجي وبنت بنتي التي توفت بعد ما ولدتها.


وتستطرد حديتها قائلة:"كان أولادي صغار ويحتاجوا مصاريف كثيرة، ولما الدنيا ضاقت فكرت إني لابد أن اشتغل وأساعد زوجي في المصاريف، وفعلا فكرت أنى اشتغل في بيع الخضار والفاكهة في المنطقة، لانه العمل الذي استطيع عليه، ولما وجدت أن بيع الخضار لوحده لا يكفي مصاريفنا، فكرت أن أبيع سمك بجانب الخضار فذهب إلي سوق العبور وأشتري "بالشروة" وأبيعه بالكيلو من أجل أن أوفر في الفلوس وأزود من ربحي"


وتستكمل: "استمرت لفترة أبيع الخضار وبجانبه السمك، لكن وجدت أن كل ذلك لا يكفي مصاريفنا، وكنت أفكر في كيفية تكبير المشروع واشتري كمية أكبر من الخضار والسمك، لكن لا أعرف كيف أحصل على فلوس؟ ففي يوم مروا علينا موظفين من جمعية نهوض وتنمية المرأة، قالوا لنا ان الجمعية تقدم قروض صغيرة للست المعيلة، والقرض يمكن أن يساعدني في إني أكبر مشروعي، فقررت علي الفور أني أخد قرض، وكنت ملتزمة في السداد دائما.


وتؤكد: زوجي وأولادي من أول ما أخذت قرار إني أخد القرض كانوا موافقين، لان "كان ما باليد حيلة"، فلا يوجد مصدر رزق لنا في البيت، غير أني أنفذ هذه الفكرة، وأخذ القرض أوسع به على نفسي وعلى عيالي" 


وتابعت: "بدأت بقرض ب300 جنيه كان في سنة 2004 ، زودت به كمية الفاكهة التي أشتريها، وأشتريت فاكهة أكثر مانجة وموز وفراولة، ولما فكرت أكثر كيف أوسع مشروعي واستفيد من القرض، تعاملت مع أصحاب محلات الجيلاتي واتفقت معهم أبيع لهم الفاكهة التي يجتاحونها بسعر الجملة وبدأت واحدة واحدة واستطاعت أن أسدد القرض في المواعيد، وطلعت ربح يكفي مصاريفي أنا والأولاد "ومن الربح الذي حصلت عليه فكرت كيف أوسع أكثر على بيتي وأبيع بجانب الخضار والفاكهة ساندوتشات"
 

وبفرحة وأمل ظهرت على ملامحها تقول: بعد ما سددت أول قرض، وشعرت انه فرق معي كثير وأني أحتاج أوسع أكثر لان بالرغم من كل ذلك كان يا دوب يكفي مصاريفي، وأنا كنت بفكر أفتح محل بدل "الفرشة" التي في الشارع، ففكرت أخذ قرض ثاني وثالث من الجمعية لغاية ما أقدر أحقق حلمي ، وبصراحة هما كانوا متعاونين معي وذلك كان يشجعني أكمل معهم.


وقالت: "أخذت قرض ثاني ب500 جنيه، وكبرت بها مشروعي، وأشتري كمية اكبر، وأصبحت بدل التعامل مع زبون واحد صاحب محل جيلاتي الذي أورد له الفاكهة، أصبحت أتعامل مع أكثر من واحد، لغاية ما أصبحت أتعامل مع الشارع كله، وربحي يزيد"


وتضيف: بعد أن سددت هذا القرض شعرت أني أقتربت من تحقيق حلمي وهو الحصول على محل، وكان الحل الوحيد لتحقيق هذا الحلم أني أخذ قرض ثالث من الجمعية بـ3500 جنيه، وفعلا أخذت القرض واشتريت المحل، وذلك كانت فرحتي الكبيرة، ووسعت على نفسي وبيتي".


وتابعت: "من أجل أن أوسع أكثر على بيتي وأهلي، استمرت في القروض، كل ما أسدد قرض، أخد قرض أكبر منه، لغاية ما وصلت لقرض ب6000 جنيه، وزودت البضاعة في المحل، وكان في محل بجواري يبيع صابون وأدوات نظافة وقفل، ففكرت أني أفتح جزء من محلي لبيع أدوات النظافة (صابون وغيره)، بجانب الفاكهة من أجل الزبائن لا يذهبوا لمكان أخر واستفيد زبائن أكثر.


وبنبرة آمل في المستقبل تقول: أنا الان مبسوطة وبحمد ربنا، قدرت أساعد في زواج أولادي، وكل واحد أصبح له عمله وصنعته، وقدرت اكفي بيتي من كل شئ ينقصه، من أجل زوجي الارزقي وأغلب الوقت في البيت لا يعمل، وحاليا مسئولة عن بنت بنتي التي امها توفت وتركتها في رقبتي وعمرها سنتين، وأنا لا أتركها إلي أن تكمل تعليمها وأزوجها وأجهزها من كل شئ"