بروفايل| «هوكينج».. قاهر الإعاقة وأعظم علماء الفيزياء

 ستيفن هوكينج
ستيفن هوكينج

 توفي عبقري الفيزياء وعلم الكونيات، وعالم القرن الحادي والعشرين كما يلقب، ستيفن هوكينج عن عمر يناهز 76 عاماً، والذي يعد أحد أبرز علماء الفيزياء النظرية بالعالم بل وفي التاريخ، كما كان عنوانا للتحدي والإصرارا على هزيمة و قهر الإعاقة، بعد إصابته وهو في ريعان شبابه بمرض التصلب الجانبي als، وهو مرض مميت لا علاج له.

 


ولد هوكينج في أكسفورد، بإنجلترا، 8 يناير من العام 1942، أي الذكرى السنوي الـ300 لوفاة عالم الفلك والفيزيائي جاليلو جاليلي، لفرانك وأيزوبيل هوكينج، وأمه كانت اسكلتلندية، وبالرغم من الضائقة المادية التي عانت منها الأسرة، درس والداه في جامعة أكسفورد، حيث درس فرانك موضوع الطّب، أما إيزوبيل فدرست الفلسفة، والسّياسة والاقتصاد. 

 


في عام 1950، عندما أصبح والده رئيس قسم علم الطفيليات في المعهد الوطني للأبحاث الطبية، انتقل هوكينج وعائلته إلى سانت ألبانز، بهارتفوردشير في سانت ألبانز، واعتبرت العائلة ذكية للغاية، بل وغريبة الأطوار بعض الشيء، حيث كان يمضى أفراد الأسرة يقرؤن الكتب في صمت أثناء وجبات الأكل.

 

 

بدت على هوكينج علامات التصلب الجانبي الضموري، المعروف أيضًا باسم مرض العصبون الحركي أو مرض لو- جريج، الذي سبب له شللا تدريجيا على مدى عقود من الزمن، ولاحظت أسرته التغييرات، وبإجراء الفحوصات الطبيّة، تبين إصابته بمرض العصب الحركي، وكان يبلغ حينها الـ 21 من عمره، وذلك في عام 1963، و قد تنبأ الأطباء له بألا يعيش أكثر من سنتين فقط.

 

 

تدهورت قدرات "هوكينج" البدنية، وبدأ في استخدام العكازات، وتوقّف عن إلقاء المحاضرات، كما بدأ يفقد قدرته على الكتابة، ورغم ذلك، كان هوكينج مستقل ورفض بشدة قبول المساعدة أو تقبل التنازلات بسبب إعاقته، وقال إنه يفضل أن يُعتبر "أولاً عالِم، ثانيًا كاتب علوم شعبية، وفي كل الأمور التي تهم، إنسان عادي مع نفس الرغبات، المحفّزات، الأحلام، والطموح كالشخص الآخر". 

 

 

وبحلول أواخر السبعينات تدهورت حالته إلى إلأسوء، واستطاع فهمه فقط أبناء عائلته وأصدقاؤه المقربون، من أجل التواصل مع الآخرين، وكان يترجم شخص ما يعرفه جيدًا كلامه إلى خطاب واضح، وبدافع الخلاف مع الجامعة حول من سيدفع سعر المنحدر اللازم من أجله للدخول إلى عمله، قام هو وزوجته بحملة من أجل تحسين طرق الوصول لذوي الإعاقة في كامبريدج، بما في ذلك تكييف مساكن الطلاب في الجامعة.

 

 

تزوج " هوكينج"، عندما كان طالب دراسات عليا في جامعة كامبريدج، استمرت علاقته بصديقة أخته، جين ويلدي، والتي كان قد التقى بها قبل تشخيصه بمرض العصب الحركي بوقت وجيز، واستمرت العلاقة بالتطور، وتمت الخطوبة ثم الزواج في عام 1965، وأنجب منها ثلاثة أولاد، وثلاثة أحفاد بحسب ما ذكر موقعه الإلكتروني.

 

 

وفي مسيرته العلمية نجح هوكينج مع زميله الفيزيائي روجر بنروز، في دمج نظرية أينشتاين للنسبية مع النظرية الكوانتية للإشارة إلى أن المكان والزمان يبدأن بالانفجار الكبير وينتهيان في الثقوب السوداء، كما اكتشف هوكينج أيضاً أن الثقوب السوداء ليست سوداء تماماً، ولكن تنبعث منها إشعاعات، ومن المرجح أن تتبخر وتختفي في النهاية، كما استطاع مع معاونه جيم هارتل من جامعة كاليفورنيا، تطوير نظرية اللاحدود للكون، والتي غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون، إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق، هذا إلى جانب المئات من المقالات العلمية والمؤلفات التي تضمنت نظرياته وأبحاثه.

 


حصل " هوكينج" على العديد من الأوسمة الرفيعة، منها في عام 1976 وسام هيوز للجمعية الملكية، و1979 قلادة ألبرت أينشتاين، و1982 وسام الإمبراطورية البريطانية (القائد)، وفي 1985 الميدالية الذهبية للجمعية الفلكية الملكية، وفي 986 أصبح عضوا في الأكاديمية البابوية للعلوم، وفي 1988 حصل على جائزة وولف في الفيزياء، و1989 جائزة أمير أستورياس في كونكورد.

 


و من أغرب أراءه ومقولاته تلك التي أعلنها في مقابلة مع صحيفة الجارديان، إذ يعتبر هوكينج مفهوم الجنة كأسطورة، معتبرا أنه "لا يوجد أي جنة أو آخرة"، وقال: "نحن كلنا أحرار أن نعتقد ما نريد، ومن وجهة نظري أن التفسير الأبسط هو عدم وجود الله. لا أحد خلق الكون ولا أحد يوجه مصيرنا. وهذا يقودني إلى إدراك عميق، ربما لا يوجد جنة ، ولا آخرة على حد سواء، بينما في مقابلة خاصة مع CNN في أكتوبر 2008 ، قال هوكينج، إنه إذا تمكن البشر من البقاء على قيد الحياة خلال الـ200 عام المقبلة، فإن مستقبلنا سيكون مشرقاً.