صحف عالمية عن إقالة «ترامب» لوزير خارجيته: «الإهانة الأخيرة»

تيلرسون
تيلرسون

في قرار وصفه البعض بالمفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء 13 مارس، إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون من منصبه، وتعيين مايك بومبيو بدلًا منه.

 

وكان وزير الخارجية المُقال "تيلرسون"، في جولة خارجية بعدد من الدول الإفريقية، قبل أن يقطعها فجأة أمس الاثنين ويعود إلى واشنطن، ليتم إقالته من منصبه بعدها بساعات، وهي الإقالة التي وصفتها العديد من الصحف العالمية بـ«المُهينة».
 


وشنت الصحافة الأمريكية هجومًا شديدًا على وزير الخارجية السابق، والذي وصفته بأنه «ضعيف وغير مؤثر»، إلا أنها حذرت من أن عهد خليفته مايك بومبيو لن يكون أفضل منه.

 

الإهانة الأخيرة
 

تحت عنوان «ترامب يوجه الإهانة الأخيرة لتيلرسون»، قالت صحيفة «واشنطن بوست»، إن وزير الخارجية المُقال لم يكن الشخص المناسب لشغل هذا المنصب بسبب «ضعفه الشديد».


وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن «تيلرسون» كان يفتقد لمهارات التواصل مع من حوله، حيث أفقد وزارة الخارجية الأمريكية العديد من الدبلوماسيين المخضرمين، الذي استقالوا في إطار سعيه إلى إعادة هيكلة الوزارة مرة أخرى.


وأوضحت «واشنطن بوست» أن «تيلرسون» كان يجهل مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية، وظهر ذلك بوضوح من خلال تقليله من شأن ملف حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أنه مفاوض غير فعال سواء مع حلفاء الولايات المتحدة مثل دول الخليج أو خصومها مثل روسيا.


ولفتت الصحيفة، إلى أن إقالة وزير الخارجية من منصبه لم تكن أول الإهانات التي وجهها ترامب إليه، حيث سبق وأن أعلن الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس والانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، على الرغم من اعتراض وزير خارجيته على تلك القرارات.


وتابعت «واشنطن بوست»، أنه في الوقت الذي أعلن فيه «تيلرسون» عن إمكانية التفاوض مع كوريا الشمالية، غرد «ترامب» قائلًا: «إن هذا الأمر يضيع للوقت»، وعندما استبعد «تيلرسون» إمكانية التقارب بين النظام الأمريكي والكوري، خرج «ترامب» ليعلن موافقته على لقاء رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون.


أضعف وزير خارجية لأمريكا

 

بينما وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وزير الخارجية المُقال ريكس تيلرسون، بأنه أحد أضعف وزراء الخارجية في تاريخ أمريكا.

 

وأضافت الصحيفة، أن «تيلرسون» إذا كان أنهى حياته المهنية كرئيس لشركة «إيكسون موبايل» التي كان يديرها لتذكرة البعض بأنه واحد من أنجح رؤساء الشركة، إلا أنه بدلا من ذلك سيتم تذكُره على أنه من وزراء الخارجية غير المؤثرين والضعاف في تاريخ أمريكا.

 

ولفتت «نيويورك تايمز»، إلى أن «تيلرسون» وافق على قيادة وزارة الخارجية دون أن تكون لديه أي خبره دبلوماسية أو قدرة على القيادة، إلا أنها لفتت إلى أن بديله «مايك بومبيو» ربما يكون أسوأ منه.

 

الفوضى تضرب الدبلوماسية الأمريكية
 



وقالت صحيفة الـ«جارديان» البريطانية، إن القرار الذي اتخذه دونالد ترامب بإقالة «تيلرسون»، أدخل الدبلوماسية الأمريكية إلى حالة من الفوضى.


وتابعت الصحيفة البريطانية، أن وزير الخارجية الأمريكي المُقال لم ينتقد قرار ترامب خلال خطابه الذي ألقاه عقب قرار الإقالة، إلا أنه لم يوجه الشكر إليه أيضًا على الفترة التي عمل فيها معه.


وأضافت أن «تيلرسون»، الذي بدا مهتزًا ومُحبطًا، أكد خلال خطابه الأخير، أن مهمته خلال الأيام القادمة هي الحرص على انتقال السلطات بشكل سلس إلى خليفته.


وأشارت الصحيفة، إلى أن «ترامب» واصل قراراته الصادمة باختيار المُتشدد مايك بومبيو ليشغل منصب وزير الخارجية، والذي تتوافق آرائه السياسية مع شعار «أمريكا أولا» الذي دائما ما يردده «ترامب».


وأكدت أن وزير الخارجية الجديد واجه انتقادًا شديدًا في الماضي بسبب تصريحاته التي قال فيها، إن استخدام أسلوب الإيهام بالغرق لا يُعتبر وسيلة لتعذيب السجناء.


الإقالة منذ أشهر


وكشفت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن قرار ترامب بإقالة تيلرسون من منصبه اتخذه منذ عدة أشهر قبل أن يعلنه اليوم الثلاثاء.


وأضافت أن البيت الأبيض كان يمهد لخليفة تيلرسون - مايك بومبيو- منذ عدة أشهر لكي يتولى مهام وزير الخارجية.


ولفتت إلى أن سبب غضب ترامب على وزير خارجيته السابق، جاء بعد التسريب الذي خرج لوسائل الإعلام في العام الماضي، بأن تيلرسون وصف ترامب بأنه « شخص معتوه لا يهدأ أبدًا».