«إقالة تيلرسون» .. هل كسب «ترامب» ود نتنياهو «الرافض للاتفاق النووي الإيراني»؟

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء 13 مارس العالم بإعلانه إقالة وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، من منصبه، وتعيين مدير جهاز الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، بدلًا منه، ليطوي بذلك صفحة تيلرسون داخل إدارة الحكم في الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكي عزى إقالة وزير خارجيته إلى نشوب خلافاتٍ بينه وبين تيلرسون حول عدة أشياء أهمها الموقف من الاتفاق النووي الإيراني، فترامب أعلن رغبته في الانسحاب منه إن لم يتم تعديله، فيما كان تيلرسون يرى هذا الاتفاق مقبولًا، حسبما قال ترامب اليوم.

ومنذ قدوم ترامب لسدة الحكم مطلع العام الماضي، رغب في تعديل اتفاق لوزان النووي، الذي وقعته بلاده، إبان حقبة سلفه باراك أوباما، رفقة خمس من القوى العظمى في العالم (روسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) مع إيران عام 2015، متهمًا إيران بعدم الوفاء بشروط هذا الاتفاق، دون أن يقدم دليلًا حول انتهاك طهران لهذا الاتفاق، كما طلب الكونجرس منه في أكثر من مناسبة.

إقالة بعد لقاء نتنياهو

الرئيس الأمريكي جمعه لقاء بالبيت الأبيض برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، قال عنه الأخير إنه صب التركيز خلاله في الحديث عن الملف النووي الإيراني، حيث استغرقا أكثر من نصف الوقت في الحديث عن هذا الملف.

نتنياهو أفاد الصحفيين حينها برأيه تجاه الملف النووي الإيراني، والاتفاق الذي يرغب ترامب في تعديله، فأوضح قائلًا "قلت له رأيي، إما أن يتم تعديل الاتفاق تمامًا أو إلغاؤه تمامًا، وكانت هناك نقاشات مفصلة بهذا الشأن".

وبدا من حديث ترامب اليوم أن تيلرسون وقف حجرًا عثرًا أمامه في مساعيه لتعديل هذا الاتفاق أو إلغائه، في ظل تعنت آخر من قبل الكونجرس الأمريكي تجاه مساعي ترامب نحو تعديل الاتفاق النووي، فارتأى للرئيس الأمريكي إزاحة تيلرسون من طريق مباحثاته حول الاتفاق النووي الإيراني، من أجل تحقيق رغبة نتنياهو.

رفض نتنياهو للاتفاق النووي

ولم ترغب إسرائيل في البداية في اتفاق لوزان النووي، المُوقع عام 2015، حيث لم يشمل هذا الاتفاق اعتراف إيران بحق إسرائيل في الوجود في شبه الجزيرة العربية، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما.

وانتقد حينها نتنياهو الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران واصفًا إياه بـ"اتفاق سيء" يسمح للجيش الإيراني بامتلاك بنية تحتية نووية كبيرة، حسب قوله.

ودعم نتنياهو ترامب، منذ قدومه للبيت الأبيض، في مساعيه لتعديل الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يحظى برضاء تل أبيب.

وهنا يُطرح السؤال حول دوافع ترامب نحو إقالة تيلرسون في ذلك التوقيت بالتحديد بعد أقل من أسبوعٍ من لقاء نتنياهو، والذي جمعه به محادثاتٍ تركزت على الملف النووي الإيراني أكثر من تركيزها على مباحثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فهل هذه الإقالة تمهيدًا للعصف باتفاق لوزان النووي من أجل إرضاء إسرائيل؟