«قبيلة الغفران» .. ضحية انقلابات قطر وفريسة نظام «الحمدين»

أميرا قطر الحالي والسابق
أميرا قطر الحالي والسابق

عواقب الانقلاب الفاشل مرة، هكذا أحكمت السياسة قواعدها، فطالت أحد فروع آل مرة، القاطنين قطر، وجعلتهم يعانون الأمرين، في البلد الخليجي الغني بالنفط، والذي أدار أمواله الطائلة التي يجنيها منه بعيدًا عن إحدى أشهر قبائله، قبيلة "الغفران" التابعة لآل مرة.

ومنذ ثلاثة وعشرين عامًا، جرى الانقلاب في مجرى دماء حمد بن خليفة آل ثاني، مثلما جرى في دماء أبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، فأذاق الابن أباه من نفس الكأس الذي جرعه الأب لابن عمه الشيخ أحمد بن علي آل ثاني عام 1971، فسلب منه حكم قطر، فأذاقه ولده لباس الانقلاب عام 1995، وخط بذلك بداية الانتهاكات ضد قبيلة الغفران، التي تعيش في قطر.

ومن هنا كانت البداية، الأب أراد أن يستعيد الحكم من ابنه العاق عام 1996، فأيدته قبيلة الغفران، التي دعمت الشيخ خليفة في مساعيه لاسترداد الحكم من ولده، بيد أن فشل تلك المحاولة كان عاقبة أمرها خُسرًا على القبيلة، التي اتهمتها السلطات القطرية بالتحريض والتخطيط لمحاولة الانقلاب على الحكم.

سحب الجنسية

"سحب الجنسية القطرية الجماعية" من أبناء تلك القبيلة، كان العقاب الذي أنزله نظام حمد بن خليفة بحق ستة آلاف من قبيلة "الغفران" عام 2004، بدعوى امتلاك هؤلاء جنسيةً مزدوجةً إلى جانب الجنسية القطرية، وهي الجنسية السعودية، وهو ما تعتبره الدوحة يخالف القانون القطري المعمول به في البلاد.

سببٌ يبدو واهيًا بعض الشيء في دولةٍ دأبت على سياسة التجنيس للعاملين بها، بغية زيادة عدد السكان، في الدولة الخليجية الصغيرة التي تعاني أزمة نقص السكان.

وريث حكم "حمد"، نجله تميم، سار على درب أبيه، فقام في شهر سبتمبر الماضي، سحب الجنسية من شيخ قبيلة الغفران، طالب بن لاهوم بن شريم المري، مع 55 شخصًا آخرين، من بينهم أطفال ونساء من أفراد عائلته.

انتهاكات قطرية بحق القبيلة

انتهاكاتٌ بحق القبيلة، كشفها أحد وجهائها، جابر عبد الهادي الغفراني، الذي تحدث عن أن ما يربو على ستة آلاف شخصٍ بالقبيلة تعرضوا للتهجير القسري من البلاد بعد سلب الجنسية منهم، كما لم تكتفِ السلطات بذلك، بل قامت بمصادرة أموالهم أيضًا، دون أي وجه حق، حسبما صرح لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وقال الغفراني إن هناك فئتين من أبناء القبيلة حاليًا، فئة في الداخل لا تملك الوثائق الثبوتية، والحكومة تصر على منع إعادة الجنسية لهم، ويحرمون من التعليم والعلاج والسكن وأبسط حقوق الإنسان، وفئة المهجرين منذ عام 1996 إلى وقتنا هذا في الدول المجاورة يطالبون بإعادة جنسياتهم وحقوقهم.

نظام «الحمدين» لم يكبح جماح قوته تجاه قبيلة الغفران عند هذا الحد، فقد أشار الغفراني إلى تعرض بعض أبناء القبيلة للتعذيب على يد جهاز الاستخبارات القطري، وهو ما أودى بحياة بعضهم، حسب قوله.

ويحرم النظام القطري أبناء القبيلة من حق العمل في البلاد، إلى جانب الوقوف حائلًا دون وصول مساعدات الدولة إليهم، وذلك وفقًا لاتهاماتٍ رفعتها القبيلة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

ويقول المجلس الأممي أنه يتابع القضية مع النظام القطري، الذي يتعاطى مع الموضوع بشكلٍ جديٍ، حسب تعبيره، وذلك من أجل إنهاء مشكلة عشيرة الغفران.

وتجدر الإشارة إلى أن آل مرة، التي تنبثق منها قبيلة الغفران، تنتشر في الأراضي السعودية والقطرية، وقد عقدت القبيلة الأم اجتماعًا في الإحساء بالمنطقة الشرقية في السعودية لبحث قرار الدوحة سحب الجنسية القطرية من شيخ "الغفران" طالب بن لاهوم بن شريم المري، لوضع حدٍ للانتهاكات المسلطة على القبيلة من نظام «الحمدين».