خالد ميري يكتب: «الأخبار».. والجائزة الحقيقية

خالد ميري
خالد ميري

شاءت الأقدار أن أتولى رئاسة تحرير محبوبتى «الأخبار» فى وقت تمر فيه الصحافة الورقية فى العالم بأزمة هى الأكبر على مدار تاريخها، لكن الأقدار شاءت أيضا أن أعمل مع مجموعة من أفضل الصحفيين فى مصر والوطن العربى، لنواجه معا الأزمة وتظل «الأخبار» فى الصدارة.. الصحيفة الأكثر توزيعاً وتأثيرًا وانتشارًا فى مصر والوطن العربى.
وجاء تتويج جهد الزملاء بفوز «الأخبار» معشوقتهم بجائزة مصطفى وعلى أمين كصحيفة العام وأفضل صحيفة لعام ٢٠١٧، ليمثل تحديًا جديدًا للجميع من مديرى التحرير إلى المحررين تحت التمرين للحفاظ على هذا النجاح، والاستمرار دوماً فى الصدارة.
الحقيقة أن «الأخبار» منذ صدور عددها الأول قبل ٦٦ عاماً يوم ١٥ يونيو ١٩٥٢ وهى صحيفة كل عام، هى الصحيفة الأعلى توزيعاً والأكثر انتشاراً، هكذا أراد مؤسساها العملاقان الراحلان «مصطفى وعلى أمين» وهكذا كان، النجاح لم يكن صدفة لكنه تحقق بجهد وعرق عمالقة تولوا رئاسة تحريرها بداية من الأساتذة الكبار محمد التابعى وجلال الدين الحمامصى وعلى أمين وكامل الشناوى ومحمد زكى عبدالقادر ومصطفى أمين الذين تولوا رئاسة تحرير العدد الأول، وصولاً إلى أساتذتنا جلال دويدار ومحمد بركات ومحمد حسن البنا وياسر رزق.
منذ صدور العدد الأول لـ «الأخبار» بمانشيت «نص عريضة الوفد إلى جلالة الملك» حدث تغيير كامل فى العمل الصحفى بمصر والوطن العربى.. مدرسة جديدة قادت الصحافة العربية من الرأى إلى الخبر، ومن صحافة المقال والملك إلى صحافة الخبر والجماهير والوطن، مدرسة مازالت تقود الصحافة المصرية والعربية فى مواجهة أزمة الصحافة الورقية، لتسترد صدارتها وانتشارها وتأثيرها فى ظل مواجهة شرسة من كل وسائل الإعلام، تليفزيونا وإذاعة وصحافة إلكترونية وحتى وسائل التواصل الاجتماعى، مواجهة أثبتت فيها الصحافة الورقية أنها الأكثر مهنية ومصداقية وهى تغير جلدها من صحافة الخبر إلى صحافة الرأى والحوار والتحقيق والتقرير، لتبدأ مشوارا صعبا تسترد فيه ما فقدته وتستعيد توازنها وقدرتها على الانطلاق.
الفوز بجائزة تحمل اسم العملاقين «مصطفى وعلى أمين» هو ثمرة جهد وعرق كل أسرة تحرير «الأخبار»، فشكراً للجميع بداية من مديرى التحرير وليد عبدالعزيز وصالح الصالحى وطاهر قابيل وعصام السباعى وفرج أبوالعز وخالد النجار وعبدالقادر محمد على والفنان حاتم محمود، وصولا إلى كل محرر مازال تحت التمرين، ولا ننسى الصديقين العزيزين عمرو الخياط رئيس تحرير «أخبار اليوم» ومحمد البهنساوى رئيس تحرير بوابة «أخبار اليوم» اللذان يشاركانا الحلم والعمل والنجاح، أسرة واحدة تبذل كل جهد ليل نهار لتظل «الأخبار» فى الصدارة صحيفة العام وكل عام، وهو نجاح تحقق أيضا بالتعاون مع إدارة مؤسستنا العريقة بقيادة ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة وبجهد مميز لأحمد جلال مدير عام المؤسسة وبمشاركة كل أعضاء مجلس الإدارة والجمعية العمومية وإدارات المؤسسة المختلفة، هو عمل جماعى شاركنا فيه جميعاً، وكانت الهيئة الوطنية للصحافة بما تضمه من خبرات صحفية وإدارية بقيادة الكاتب الكبير كرم جبر أحد كتاب «الأخبار» الكبار دائما ما تدعم وتساند.
والتهنئة واجبة لأساتذتنا فى دارنا «أخبار اليوم» الذين فازوا  بالجوائز الفردية لجائزة مصطفى وعلى أمين، وأولهم الكبير إبراهيم سعده رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «أخبار اليوم» الأسبق، أستاذنا الذى وقع على قرار تعييني، والذى فاز بجدارة واستحقاق بجائزة شخصية العام ونتمنى أن يعود إلى بلده وأهله اليوم وليس غداً، وأن يعود قلمه لينير «الأخبار» و«أخبار اليوم»، أما جائزة الانتماء فذهبت لمن يستحقها للكبير مصطفى بلال مستشار تحرير الأخبار الذى منح عمره بأكمله «للأخبار» وحدها وتأخر تكريمه كثيراً، وجائزة الوفاء ذهبت للراحل العزيز مجدى عبدالعزيز مدير تحرير «أخبار اليوم» السابق عن رحلة عطاء وعمل حافلة فى دارنا الغالية، والتهنئة واجبة لشابين التألق لم يكن غريباً عنهما وفازا بجائزة أفضل تحقيق صحفى هما هيثم النويهى ومحمد وهدان ابنا «الأخبار»، وأيضا التهنئة لرسامى كاريكاتير مميزين استحقا جائزتهما بجدارة هانى شمس ومحمد عمر، أما المتميز أحمد المراغى الذى أبدع ويبدع مع «الأخبار برايل» فهو يستحق كل تقدير وتكريم.
فى ٩ أشهر فقط قام الزملاء فى «الأخبار» بتطوير شامل فى الشكل والمضمون أكثر من مرة، جهد ضخم وعمل كبير شارك فيه الجميع.. النجاح لا يأتى صدفة.. وأسرة تحرير «الأخبار» تستحق ما حققته من نجاح، والأهم أن هذه مجرد بداية.
والمؤكد أن الجائزة الحقيقية كانت وما زالت هى ثقة قارئ «الأخبار» الذى يجد وسيجد ما يبحث عنه فى صحيفته المفضلة.