" سليم" يسرد "حكاية وطن" للإعلاميين الأفارقة بدورة الأعلى للإعلام

أحمد سليم
أحمد سليم

التقى اليوم الأحد، أحمد سليم أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالإعلاميين الأفارقة المشاركين بالدورة التدريبية في حوار مفتوح عن ثورات الربيع العربي والحديث عن مصر في ثوبها الجديد "حكاية وطن " بعد ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو .
وجاء ذلك في إطار التنسيق والتعاون الدولي الإفريقي بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووزارة الخارجية المصرية بإعداد برنامج تدريبي لوفد من الإعلاميين الأفارقة الناطقين باللغة العربية المشاركين بالدورة التدريبية التاسعة عشرة في مجال التدريب الإذاعي والتليفزيوني .
تحدث "أحمد سليم "أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مع الإعلاميين الأفارقة عن ثورات الربيع العربي تلك الموجه العارمة من الثورات التي اجتاحت العديد من الدول العربية مختصة بالذكر أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير كنموذج لثورات الربيع العربي حيث خرجت جموع الشعب المصري بمختلف أطيافه في مظاهرات واحتجاجات ضد النظام رافعين شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية "حتى جاء يوم "جمعة الغضب" في الثامن والعشرين من يناير وكان ذلك التاريخ بداية لظهور جماعة الإخوان المسلمين ضمن صفوف المتظاهرين استطاعت النزول للشارع بكثافة وتنظيم جيد وتمكنوا من تحريك الأحداث لصالحهم في ذلك التوقيت فهم يمتلكون القدرة على العمل العنكبوتي المنظم تحت الأرض فجماعة الإخوان المسلمين استطاعوا أن يركبوا الموجة وجاءت لهم الفرصة أن يخرجوا من جحورهم ويظهروا على السطح وهدفهم الأساسي هو الوصول للحكم بأسرع الطرق.
وأوضح "سليم " للإعلاميين الأفارقة مدى صلابة وتماسك جميع العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري في تلك الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد وتمسكنا جميعاً بالحفاظ على مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري "صوت مصر "من أي اعتداء خارجي يحاول السيطرة عليه وبعد نجاح ثورة الـ 25 من يناير وتنحي الرئيس السابق "محمد حسني مبارك " عن منصبه وتسليم السلطة للمجلس العسكري تغير شكل الحياة السياسية في مصر، ومرت مصر بفترة انتقالية تعددت فيها الأحزاب السياسية والإئتلافات وكان الحزب الواضح في تلك المرحلة هو حزب "الحرية والعدالة "الممثل لجماعة الإخوان" التي استطاعت أن تسيطر على المشهد السياسي في تلك الفترة، وبدت مصر وكأنها تدخل عصر الحكم الديني خاصة بعد فوز الرئيس المخلوع "محمد مرسي" بالانتخابات الرئاسية وسعي الإخوان لفرض سيطرتهم على جميع أجهزة الدولة وإقالة قيادات الدولة كل ذلك أدى لحالة من الغضب الشديد التي دفعت الشعب المصري للتمرد على حكم الإخوان فظهرت حركة تمرد وحركة المرأة المصرية وغيرها من الائتلافات العادية لنظام الإخوان فخرجت جموع الشعب المصري في الثامن والعشرين من يونيو تطالب بإسقاط مرسي وجماعة الإخوان فسانده الجيش المصري وخضع لرغبة شعبه ، وقام الشعب بتفويض الرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية بحكم البلاد والسيطرة على الوضع وفض اعتصامات الإخوان لتدخل مصر لفترة جديدة كتبها الشعب بإرادته وتم انتخاب الرئيس "عبد الفتاح السيسي" رئيسا للبلاد وفاز بأغلبية الأصوات وبدأت مرحلة جديدة بالنسبة للتاريخ المصري.
وذكر أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للإعلاميين الأفارقة إن هناك كثيراً ممن شبهوا الرئيس السيسي بالرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" لأنه ابن المؤسسة العسكرية كما كان عبد الناصر وكلاهما يؤمنوا بضرورة ضمان وضع اجتماعي عادل للطبقة البسيطة مع ضرورة وجود صناعات وطنية مشيراً لحب الرئيس السيسي للقارة الإفريقية فلديه توجه إنساني سياسي نحو إفريقيا كما كانت مصر في فتره حكم عبد الناصر فبعد وفاة عبد الناصر جفت علاقاتنا مع القارة الإفريقية وكان الاهتمام الأكبر بدول الغرب إلا أن مصر منذ عام 2014 وتولي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الحكم قد شهدنا عودة مصرية قوية في إفريقيا فالرئيس السيسي قام خلال فترة حكمه بالعديد من الزيارات للخارج كان أكثرها لإفريقيا واستطاع استرداد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي وذلك إن دل فيدل على سعي الرئيس "عبد الفتاح السيسي" لتقوية العلاقات الإفريقية.
كما تناقش الإعلاميون الأفارقة مع أمين عام المجلس الأعلى للإعلام عن أزمة المياه وكيفية مواجهتها، وأكد سليم للإعلاميين الأفارقة إن مسألة المياه بالنسبة لدول حوض النيل مسألة حياة أو موت وسنعمل معاً سوياً حتى نتخطى تلك الأزمة .
وأشار سليم خلال حديثه مع الإعلاميين الأفارقة إلى أهم الإنجازات التي حققتها مصر خلال الأعوام الأخيرة الماضية وكم المشروعات التي استطاع المصريون إنجازها رغم كل الصعاب مقدماً لهم نماذج كمشروع الضبعة والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العالمين الجديدة موضحاً لهم سعي مصر لأن تصل لوضع اقتصادي وحضاري جيد .
وتحدث الإعلاميون الأفارقة مع أمين عام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن العملية الشاملة لتطهير سيناء 2018 وكيف استطاعت قواتنا المسلحة التغلب على تلك الجماعات الإرهابية، وكيف استطاعت تعمير سيناء. وأكد سليم للإعلاميين الأفارقة إن عملية سيناء الشاملة 2018 جعلت سيناء حالياً بالكامل تحت السيطرة المصرية وفي الزيارة القادمة لمصر سنحرص على أن تروا سيناء الجديدة.
وتطرق الإعلاميون الأفارقة للحديث عن دور الإعلام وسط كل هذه الظروف، وأكد أحمد سليم أن الإعلام بعد ثورة30 يونيو شهد حالة من الانفتاح الإعلامي بظهور العديد من القنوات والصحف الخاصة وانتشرت حالة من الفوضى وعدم الانضباط بالمشهد الإعلامي المصري وكان ذلك هو الهدف الأساسي وراء إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وهو العمل على ضبط المشهد الإعلامي في مصر.
وأشار أمين عام المجلس إلى التقسيم الجديد للإعلام المصري طبقاً للدستور الجديد المتمثل في الهيئات الإعلامية الثلاثة المتمثلة في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام كهيئة مستقلة وهو معني بكل شئون الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والإلكتروني والمسئول عن إدارة وتنظيم الإعلام في مصر وأحد مهامه هي إعادة ضبط المشهد الإعلامي المصري والهيئة الوطنية للإعلام المسئولة عن إعلام الدولة المسموع والمرئي والهيئة الوطنية للصحافة المسئولة عن الصحف القومية .
وأكد سليم للإعلاميين الأفارقة على سعي المجلس وعن اتخاذه لخطوات جادة نحو إنشاء قناة تليفزيونية إفريقية نبث من خلالها كل ما يهم القارة من أخبار وقضايا بمشاركة كل الإعلاميين الأفارقة والعرب فنحن يهمنا أن يكون لدينا إعلام إفريقي وأن يكون له دور فعال مؤثر بشتى بقاع العالم .