ذكرى ميلاده الـ61.. «بن لادن» إرهابي ظنت أمريكا أن العالم سيصبح أفضل بدونه

 صورة مجمعة
صورة مجمعة

«اليوم الذي قتل فيه بن لادن رأيت العالم بشكل مختلف تمامًا، خرجت من البيت الأبيض وقتها وكان كل شيء يبدو مضيئًا أمامي..كانت الحياة أصبحت مكانا أفضل، خاصة بعد التحضيرات الطويلة التي مررنا وصولا لهذه اللحظة.» بهذه الكلمات وصف مدير الاستخبارات الأمريكية السابق جون برينان الساعات التي أعقبت مقتل زعيم القاعدة في مايو 2011.


بعد سبع سنوات من مقتل أسامة بن لادن الذي ولد في 10 مارس1957، والذي ظن العالم أن التخلص منه سينهي الإرهاب، مازالت الدول تحارب من أجل استقرارها في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تنشرها الجماعات المسلحة في كل مكان اليوم بزعامة «داعش»..الكابوس الجديد الذي ينتظر العالم أن ينتهي لينهي معه كل الموت والدماء.

 


أمس القاعدة.. واليوم داعش!


في حوار مع قناة NBC نيوز الأمريكية بمناسبة ذكرى ميلاد زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، استعاد برينان ذكريات يوم العملية التي اعتبرها العالم نصرًا على التنظيم الإرهابي، مشيرًا إلى أن مقتل بن لادن كان نتاج عمل شاق ليس فقط للاستخبارات الأمريكية ولكن العديد من المؤسسات الأمنية الأمريكية الأخرى.


ولفت برينان أن استيقاظ وحش «داعش» كبديل عن القاعدة جعل الأمر يبدو وكأن الإرهاب سيظل يطارد الكثير من الأجيال، وليس هذا الجيل فقط، إلا إنه متأكد من أن الانتصار عليه سيكون قريبا، وسيحدث بلا شك.


واعتبر مدير الاستخبارات الأمريكية السابق أن القضاء على البغدادي سيكون رمزًا قويًا كما حدث مع مقتل بن لادن، فإعلان مقتل زعماء هؤلاء الأشخاص سيكون بمثابة خطوة قوية نحو القضاء على التنظيمات المسلحة وأفكارها بشكل كامل.


وتابع برينان قائلاً: «بن لادن كان رمزا من رموز القاعدة وكل المؤمنين بها حول العالم، وهذا هو حال البغدادي تقريبا. لكننا هذا المرة لا نتحدث عن تنظيم متواجد في بلد يعنها لكنه متواجد ويعمل في أكثر من دوله حول العالم كعدد من الدول العربية والأفريقية. إنه تنظيم تمكن من وضع قواعده وثبتها بقوه داخل الكثير من العقول والبلاد. الكثير من الأشخاص تم تضليلهم وتجنيدهم لأسباب دينية غير صحيحة بالمرة.»


استغل التنظيم الإرهابي «داعش» الكثير من الفرص السياسية التي سمحت له بالتواجد والانتشار، كما حدث في العراق وسوريا، وفقًا لبرينان، لكنه يرى من وجهة نظرة أن القضاء على داعش قد لا يكون نهاية الإرهاب، فكما كانت هناك القاعدة بالأمس، وظهر لنا اليوم داعش، لا أحد يدري ما الذي يمكن أن يحدث غدًا.


ولفت السياسي الأمريكي إلى عدد من الأسباب التي سيؤدي استمرارها إلى وجود الإرهاب في كل مكان، أهمها طبيعة بعض الأشخاص المنحرفة وحبها للقتل والدماء، الفساد، واختفاء الديمقراطية في بعض البلاد، وهي كلها من وجهة نظرة أسباب يجب التصدي لها.


الرجل الذي قتل أسامة بن لادن

 


«روب أونيل»..الرجل الذي أطلق النار على أسامة بن لادن في منزله المحصن بباكستان. أصدر كتابًا في ابريل 2017 يروي فيه كيف كانت اللحظات التي أطلق فيها النار على رأس الرجل الذي حفظ وجهه من كثرة التدريبات. طلقتين في الرأس..«سألني صديقي بعد أن قتلته، هل أنت بخير، قلت نعم. رد: لقد قتلت أسامة بن لادن. لقد تغيرت حياتك للأبد.» هكذا يتذكر أونيل (الذي تقاعد حاليًا من الجيش) ما حدث في 2 مايو 2011.


أكثر ما يذكره الناس حول مقتل أسامة بن لان هو الصورة التي  تم تداولها تجمع بين الرئيس _وقتها_ باراك أوباما- وزيرته للخارجية هيلاري كلينتون ونائبه جو بايدن. جميعهم يبدو عليهم القلق بينما تتم عملية القضاء على زعيم القاعدة الذي أرق العالم بأفكاره.


يتابع أونيل: «كنا نقوم بالتدريبات يوميا وعندما رأيته يقف في الشرفة بلحيته البيضاء القصيره.. كان هذا هو الوجه الذي حفظته قبل أن تأتي اللحظة الحاسمة».


أين جثته؟..بن لادن مازال حيًا!

 

 


العديد من الأسئلة مازالت تدور في أذهان الناس حتى اليوم، فعقب الاحتفالات تساءل كل من تابع نشرات الأخبار، لماذا لم تنشر الولايات المتحدة صورًا لجثة بن لادن إن كانت بالفعل قامت بقتله. 


ألقت الإدارة الأمريكية جثة أسامة بن لادن في البحر، وبررت ذلك لسببين: الأول- هو أنها لم تكن تريد أن يصبح قبره مزارا أو ضريح لأي من المؤمنين بأفكاره. ثانيًا- انه لم يكن هناك وقتا كافيا لكي يتم ترتيب إجراءات دفن مع دول أخرى. 


وفقًا لتقرير نشرته الاندبندنت البريطانية يناير 2016، فإن عدد من الإيميلات والمعلومات السرية التي تم تسريبها أكدت أن إدارة واشنطن تحتفظ بصور لزعماء القاعدة المقتولين ومن بينهم أسامه بن لادن. 


ووفقا لتقرير آخر نشرته نفس الصحيفة في يوليو 2017، فإن الولايات المتحدة كانت تملك 4 خطط مختلفة لسيناريو التخلص من الرجل الذي تخطى الحدود الأمريكية ونفذ مذبحة «11 سبتمبر». في ذلك اليوم كانت الخطة الأولى هي أن يتم إلقاء القبض على بن لادن وهو حي، لكن ما حدث بتدمير إحدى طائرات الهليكوبتر الخاصة بالقوات الأمريكية و إسقاطها أمام المنزل في باكستان لم يكن أمر متوقع ولذلك انتقلت القوات للخطة الثانية وفيها تم استهدافه من قبل أونيل ثم اقتحمت القوات المنزل وعثروا على جثته بالطابق الثالث، وذلك وفقًا لتصريحات أحد الأشخاص الذين كانوا متواجدين بالعملية.


تخلص العالم من بن لادن، لكنه لم يتخلص من أفكاره، وربما لذلك ظهرت «داعش»، ولا أحد يثق تمامًا إنه إذا تم القضاء على تنظيم هذا العصر فسوف ينتهي الإرهاب إلى الأبد. الكثير من زعماء التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة ظهروا واختفوا أو اختبئوا دون أن يدري أحد عنهم شيئًا أو من ورائهم أو كيف جاءوا، وربما هذا لا يهم مقارنه بعدد الأرواح التي يتم حصدها نتيجة أفكار هؤلاء.