الرسالة لاتزال في قلبي| ننقل خطابات أهالي الشهداء إلى أبطال سيناء.. صور

خطابات أهالي الشهداء لأبطال سيناء
خطابات أهالي الشهداء لأبطال سيناء

•    وصايا بالثأر.. دعوات بالنصر.. وحكايات ما قبــــــــــل الاستشهاد
•    والدة الشهيد عمرو وهيب: اثبتوا وقاتلوا فالنصر حليفكم وأرواح أبنائنا ترعاكم
•    شقيق الشهيد الشبراوى منشدا «احترامى ليكم يعنى احترامى للوطن»
•    زوجة الشهيد محمد عبد الرؤوف: شفيتم صدورنا 
•    شقيق الشهيد باسم عبد الله: نصرتم وطنكم ودينكم
•    والد الشهيد بغدادى: روح ابنى تخاطبنى «إخوتى جابولى حقى»
•    والدة الشهيد ضياء فتحى: أرى ابنى فى وجوهكم
•    ابنة الشهيد ياسر الحديدى: بابا دلوقت مرتاح فى قبره

ما تلك الرهبة التى تنتابنى وأنا أكتب عن الشهداء؟.. ما سر هذا الخوف والجلال وأنا فى حضرتهم؟.. استمعت لحكايات الشهداء من أهلهم، أدركت من قصصهم كيف وصل الله قلوبهم برباط من نور إلى الجنة قبل أن ينالوا شرف الشهادة.. فهم المصطفون المختارون لهذه المنزلة العظيمة... هؤلاء هم شهداؤنا وتلك هى رسائل أهلهم الذين إذا تكلموا وجب علينا الصمت والسمع فهم من اقتطعوا جزءا من أرواحهم حبا وفداء لهذا الوطن.. رسائل أسر الشهداء اختصوا بها أبطالا يقفون أسوداً فى أرض المعركة.. جنودنا فى أرض سيناء الحبيبة.. حملت الخطابات مشاعر الحب والوفاء ودعوات الانتصار ووصايا الثأر وحكايات وقصص وبطولات شهدائنا الأبرار.. «الأخبار» تنقل رسائل أمهات وزوجات وأقارب الشهداء إلى جنودنا وأبطالنا فى سيناء.

«منذ استشهاد ابنى عمرو وهيب وعودته ملفوفا فى علم مصر وهو دون الثلاثين من عمره وأنا أنتظر اليوم الذى يأتى ويثأر أبطالنا لزملائهم».. هذه هى إحدى عبارات الدكتورة زهور والدة الشهيد قائد فرقة الصاعقة عمرو وهيب.. والدة البطل مازالت تنتظر الثأر لشهيدها ممن انتزعو منها روحها.. لكنها تثق فى أن دماء من زفته عريسا إلى الجنة لن يذهب سدى.

تستطرد الدكتورة زهور فى رسالتها قائلة: لقد أثلج صدورنا وعد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة بالقضاء على الإرهاب خلال ثلاثة أشهر وتابعنا باهتمام بيانات القوات المسلحة وكنت طوال الوقت اتطلع إلى توصيل رسالة تأييد لأبنائنا. فى العملية الشاملة بأن يثبتوا ويقاتلوا فالنصر حليفهم بإذن الله لأنهم فى جانب الحق. وأرى أرواح أبنائنا الشهداء ترعاهم وترفرف فوقهم. إلا أن جند الله لهم غالبون ونحن جميعا نتطلع إلى سيناء، طاهرة خالية من الإرهاب وكذلك مصر كلها لكى ننعم بالهدوء والأمان وأن تتبوأ مصر المكانة التى تستحقها.

هذه كانت رسالة أم الشهيد إلى زملائه الأبطال على الجبهة فى سيناء.. فضلت أن تكتفى بتلك العبارات فى مخطوطها لكنها حكت عن بطولات ابنها الشهيد.. بمجرد أن تتحدث مع الدكتورة زهور تعرف من أين استمد البطل الشهيد شجاعته وقوته فرغم مصابها ظلت متماسكة أو على الأقل لم تبد ضعفا أبدا لكنها حكت عن البطل عمرو وهيب بقوة وعزة وفخر.. تقول الدكتورة زهور:
شارك ابننا الأصغر، قائد سرية بقوات الصاعقة فى عملية حق الشهيد الأولى وقام بعمل مداهمات خطرهة فى محيط مدينة رفح وقد هنأه الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع فى مكالمة تليفونية وأثنى على مجهوداته فى القضاء على مجموعة من التكفيريين شديدى الخطورة.

كان يشتم رائحة الخطر فى كل المهمات التى قام بها وفى واحدة منها حمل زميله على كتفه ليلا لمسافة طويلة سيرا على الأقدام فى مناطق وعرة حتى أوصله لكتيبته فجرا. وكان قد شارك فى رفع جثث زملائه من أماكن العمليات حتى جاء دوره فى الاستشهاد واللحاق بهم فى الجنة.

وتضيف الدكتورة زهور والدة الشهيد البطل عمرو وهيب ابنى استشهد معه فى نفس العملية جنديان وفقد الثالث ساقيه وهو الوحيد الذى بقى على قيد الحياة وكنت أنا ووالده نتابع بعد استشهاده أخبار زملائه ونطمئن عليهم.. ومازلنا حتى الآن نتابع لحظة بلحظة فقلوبنا معلقة بأرض سيناء بمكان استشهاد ابننا.

 

«عزة وفخر»

كانت رسالة الكاتبة الصحفية ريهام فوزى زوجة الشهيد البطل محمد عبد الرؤوف مقتضبة وقصيرة لكنها عبرت بصدقها عما تحمله وتتحمله قلوب زوجات شهدائنا الأبرار.. فهى المصرية المحبة لوطنها والزوجة الفخورة بشهيدها المنتظرة للثأر.. الداعمة لأبطالنا فى سيناء.. هى الأم التى تحاول إخفاء جرحها لتكمل مسيرة بدأتها مع زوجها البطل لرعاية أطفالها مثلها مثل كثيرات قدموا أغلى ما يملكون لهذا الوطن وانتزعت تضحياتهم جزءا من روحهم.. لكن شرف شهادة الزوج زين حياتها وحياة أبناءها فأحاطهم بطوق من العزة والكبرياء والفخر.

تقول الكاتبة الصحفية ريهام فوزى فى رسالتها: «الحرب فى سيناء أتت فى هذا التوقيت لتشفى جزءا ولو قليلا مما تحمله صدورنا من حرقة قلب على شهدائنا من كافة طوائف الشعب.. إننا نعطى رسالة للعالم أجمع على قدرتنا على محاربة الإرهاب الخسيس.. ربنا ينصر جيشنا وشرطتنا حماة الوطن».

بكلمات قليلة عبرت زوجة الشهيد البطل محمد عبد الرؤوف عن فهم وإدراك عميق لقضية الإرهاب فلمست فى رسالتها أبعادا إنسانية وجددت رسالة الثقة فى أبطالنا جنود الجيش والشرطة بما عهدته منهم من بسالة عايشتها بنفسها خلال استشهاد زوجها الذى أصر بشجاعة منقطعة النظير على ملاحقة الإرهابيين الذين أطلقوا النار على أحد كمائن الشرطة بالسويس.. ووضع نفسه بين خيارين إما حماية هذا الوطن أو الاستشهاد لكنه فاز بالحسنيين الشهادة والنصر حيث نجح وزملاؤه فى القبض على الخلية الإرهابية التى أطلقت النار واستشهد عبد الرؤوف برصاصة غدر أثناء الملاحقة..

 

«ابنى مازال حياً»

رسالة من القلب أرسلتها السيدة نجاة والدة الشهيد البطل ضياء فتحى، هذه بعض كلماتها..
من قلب أم ودعت ابنها الوحيد بالزغاريد.. زفته عريسا إلى الجنة بعد استشهاده أثناء تفكيك قنبلة فى شارع الهرم: «إلى كل ابن لى فى الجيش والشرطة فى أرض سيناء الحبيبة أنتم أبطال.. يا من تدافعون عن أرض وعرض الوطن.. يا من تحاربون عدوا خسيسا بكل شجاعة ولا تعلمون من أين ستأتى الرصاصة ومع ذلك تتسابقون للذهاب إلى أرض الفيروز لتطهيرها من الخونة المتآمرين.

لم أفقد ابنى، أرى صورته فى كل وجه منكم سيروا على بركة الله يا خير أجناد الأرض.. كل منكم لا يقدر وزنه بالذهب فكل ما نعيشه فى أمان أنتم مصدره.. تحيا مصر برئيسها الذى وضع روحه على كفه ووعدنا بأنكم ستقضون على الإرهاب، شكرا لجيشنا العظيم، شكرا للشعب الذى عانى كثيرا لكنه وثق فى رئيسه وجيشه وشرطته»

تلك كانت كلمات من رسالة السيدة نجاة.. لكن حديثها لم ينقطع فقالت بحماس شديد «سيناء 2018 ده مش تار ابنى بس ده تار بلد بحالها تار مصر.. وانا لو كان معايا غير ضياء ابنى كنت قدمته يروح يحارب مع إخوته فى سيناء دلوقت عشان يطهر بلدنا من الخونة».

وتستكمل نجاة حديثها قائلة : « انا لما بتابع الأخبار بنسى إن ليا ابن واستشهد لأن ابنى كان عارف أن الشهادة جزء من شغله لكن أنا بتابع الأخبار عشان افتخر بولادى وبطولاتهم لأن كل ضباط وجنود الجيش والشرطة ولادى وأنا اعتبرتهم كده وأى انتصار ليهم بكون فيه مرتاحة نفسيا وبيكون انتصار ليا ولما بعرف عن خبر استشهاد حد من ولادنا هناك بحس إن ابنى استشهد تانى وفراقهم بيقطع فى قلبى بس فى النهاية أرواحنا أرخص شيء نقدمه لمصر عشان تبقى فى أمان.

وتقول : إنه يجب على جميع الشعب أن يلتف حول قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية ويدعمها بكل ما أوتى من قوة لأن الحرب هذه المرة مختلفة عن كل الحروب التى خاضتها قواتنا فالعدو غير محدد ويختفى بيننا ويطعن من الظهر.

وتؤكد أنه برغم كل هذا فقواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية قادرة على دحر هؤلاء الخونة والانتصار عليهم وإخراج هؤلاء الفئران من جحورهم والقضاء عليهم.

وتستكمل والدة الشهيد حديثها: « ضياء ابنى لو كان موجود كان زمانه بيحارب هناك بس هو أمر الله وهو كان حاسس انه هيستشهد وكان دايما بيقولى يا ماما أنا هموت وأنا بفكك قنبلة من إللى بنفكهم دول حتى انه قبل ما ينزل يوم استشهاده فضل يسمع الموسيقى العسكرية إلى بتكون فى الجنازات ولما سألته ليه كده يا بنى قالى معلش مخنوق شوية يا ماما».

وتوضح نجاة أن الشهيد كان قد أصيب بطلق فى ذراعه من قبل أثناء عمله بالمباحث بمدينة العريش ثم تم نقله إلى قوات الحماية المدنية وفى هذه الفترة نجح فى تفكيك أكثر من 80 % من المفرقعات التى كلف بتفكيكها.

وتشير إلى أن المنطقة التى كانت تتواجد بها القنبلة والتى استشهد على أثرها الشهيد لم تكن ضمن الدائرة التى يقوم بتمشيطها لكن نظرا لغياب ضابط الحماية المدنية المسئول عن هذه المنطقة لظروف طارئة تم استدعاء الشهيد ضياء والذى لم يتردد للحظة فى الذهاب بل إنه حتى عندما وصل زميله لم يترك له أمر تفكيك هذه القنبلة برغم مطالبة زميله له بأن يتوقف إلا أن الشهيد قال له « ديه قنبلتى وانا هفككها» وكانت ملامحه تشير إلى أنه كان يشعر أنه سيستشهد من هذه القنبلة وبرغم من هذا كان وجهه مليئا بالسعادة وهذا ما أخبرنى به زملاؤه.

وتختتم والدة الشهيد حديثها مخاطبة القوات المسلحة قائلة : « ربنا معاكم وينصركم وإن شاء الله هتنتصروا وإحنا وراكم».

 

«شبراوى ورفاقه»

«هو اخويا اللى مسبش المعركة.. اللى عمره ما كَلْ يوم ولا اشتكى
اللى متحمل جراحه
الدموع من قلبه كانت تحضن سلاحه.. بس عمره ما فى يوم بكى
اللى شال المسئولية... كان بيحلم ليك وليا
اللى كان ماسك ايديا.. اللى يستاهل سلامى وابتسامى
أقصى آيات احترامى للى عمره فى يوم ما باعنى.. احترامى ليكو يعنى احترامى للوطن».

انتقى محمد الشبراوى شقيق الشهيد البطل الرائد أحمد الشبراوى تلك الأبيات ليرسلها إلى أبطالنا المقاتلين فى سيناء.. محمد كان متلهفا ليحكى لنا بطولات شقيقه وزملائه الأبطال أحمد منسى ورامى حسين وغيرهما ممن ضربو أروع الأمثلة فى التضحية والشجاعة يحكى محمد عن شقيقه البطل ويقول الرائد أحمد الشبراوى استشهد بطلا دفاعا عن الأرض والعرض فى السابع من يوليو الماضى بكمين البرث أثناء خدمته فى الكتيبة 103 صاعقة بسيناء أثناء اشتباكات مع تكفيريين أدرج فى قائمة الشرف الوطنى فى 18 يناير الماضى.

ولد الشبراوى عام 1986 بمدينة الزقازيق وتخرج فى الكلية الحربية عام 2007 ومنذ تخرجه وشبراوى بمدينة رفح وحتى عام 2010 وحصل بعد ذلك على فرقة لمكافحة الإرهاب الدولى ثم انتقل بالوحدة 777 لمكافحة الإرهاب الدولى منذ 2011 وحتى عام 2013 وشارك خلال ثورة يناير فى تأمين المنشآت الحيوية والمهمة وأثناء حفر قناة السويس الجديدة تم تكليفه بوضع خطة لتأمين مبنى هيئة قناة السويس ضد الأخطار الإرهابية المحتملة وقد حصل خلال خدمته على العديد من التكريمات لمهارته وشجاعته وفى عام 2013 تم نقله إلى الكتيبة 103 صاعقة بالعريش للعمل كقائد سرية وخلال تواجده بسيناء شارك الشهيد الشبراوى فى عملية حق الشهيد إلى أن نال الشهادة فى الهجوم الإرهابى على كمين البرث العام الماضى.

ويضيف محمد الشبراوى أن قلوب الشهداء كانت مربوطة بحبل من نور فى حياتهم وبعد استشهادهم فأذكر حين استشهد قائده العقيد رامى حسنين كتب الشهيد شبراوى على صفحته على الفيس بوك ناعيا العقيد رامى قائلا استشهد البطل والمعلم والأخ والظهر والسند والقائد وأقسم بالله منسيب حقك يا رب يتقبلك إن شاء الله من الشهداء.. سلام حتى نلتقى «.. فقد تمنى الشبراوى الشهادة ليلحق بشهداء سبقوه إلى جنة الخلد وقد كتبها الله له فنالها.

 

«أنتم على حق»

ياسر عبد الله شقيق الشهيد باسم عبد الله كتب رسالته من أعماق قلبه كانت الرسالة مفعمة بالمشاعر والحماس تحمل الكثير من العبارات القوية تشد من أزر أبطالنا وتذكرهم بحسن أعمالهم.. يقول ياسر فى أجزاء من رسالته:

«ليس هناك كلام يعبر عما تقدموه لنا فأنتم حماة الوطن والعين الساهرة.. أنتم على حق.. واعلم أيها الجندى النبيل أنك نفعت أمتك ودينك ونلت وسام الحق وتخليت عن جميع متع الدنيا لتكسب حب الخالق الذى أوجدك لهذه المهمة العظيمة، شعبك يعتز بك رفعت راية الولاء للوطن فى ساحات المعارك وأبهرت العالم ببطولاتك تصمد بنفس شامخة فى أصعب الأوقات لتعزف لحن الانتصار».
يقول ياسر عبد الله، شقيق الشهيد باسم عبد الله: آن الأوان أن تبرد دماء أخى بقبره وأن يهدأ لأن إخوته تقوم بأخذ ثأره بعملية سيناء 2018 الحلم الذى طال انتظاره والتى ستكون بداية الثأر لكل الشهداء والذين راحوا ضحية الغدر والخسة لكن أرواحهم باقية ببطولاتهم.

ويضيف أنه مازال حتى الآن يتذكر أخاه وذكرى استشهاده فى مذبحة رفح الأولى وعدم مراعاة هؤلاء المجرمين حرمة الشهر الكريم وقيامهم باستهداف كمين « كرم أبو سالم» وقتل 16 شهيدا من خيرة أبناء الوطن والغريب أن توقيت العملية كان أثناء أذان الفجر.

ويستطرد ياسر قائلا: « باسم أخويا كان حاسس إنه هيستشهد وكان باين عليه فى آخر إجازة فقد أصر على زيارة أقاربنا وأصدقائه واحتضننا كأنه يودعنا»
ويشير إلى أنه بعد ذلك بأيام قليلة صدم بخبر استهداف الكمين من التليفزيون.. ويضيف.. فى هذه اللحظات شعرت بالشلل لثوان حتى بدأت استجماع قوايا وذهبت لمعرفه أخبار أخى والتى انتهت بصدمة خبر استشهاده.

ويوضح أن ما قام به أخوه هو واجب على كل مصرى وواجبنا جميعا وإن لم نستطع أن نكون بجانب إخواننا الذين يحاربون فى هذا التوقيت فعلى الأقل نقوم بدعمهم بكل السبل وأن نرد على الأكاذيب التى يرددها أهل الشر لأن التضحيات التى تقوم به القوات المسلحة الآن بالتنسيق مع الشرطة المدنية لأجلنا جميعا ولأجل أن ينعم كل مواطن فى مصر بالأمن والاستقرار.

 

«ثقة وأمل»

« أنا أول ما سمعت عن العملية سيناء 2018 حسيت بفرحة وأن حق جوزى جه وإنه معاهم هناك وفرحان بجنودنا وهما بيطهروا بلدنا من الخونة وفضلت ادعى ربنا مع جنودنا وإخوتنا خاصة أن ليا قرايب هناك من الجيش والشرطة بس كل شيء فدا مصر» هكذا بدأت بسنت أشرف، زوجة الشهيد ياسر الحديدى، حديثها لـ «الأخبار» بنبرة سعيدة مليئة بالثقة والأمل.

وتضيف أن بطولات القوات المسلحة فى الحرب الواقعة فى سيناء الآن هى استكمال لتضحيات شهدائنا وأيضا هى بداية عودة الحق لمصر أولا ثم الشهيد الذى آن الأوان لتبرد دماؤه داخل قبره وليطمئن أن إخوته من الجنود البواسل يثأرون له وعلى العهد باقين لحماية الوطن وتطهيره من الخونة.

وتستكمل بسنت حديثها مسترجعة ذكرى استشهاد العميد ياسر الحديدى قائلة: « هو كان حاسس إنه هيحصل حاجة من أول ما بلغوه المأمورية إنه هيروح العريش وأنا قلتله ما تروحش وحتى لما قعد هناك 9 أيام وكان بيطمنا بس حسيت إنه قلقان أكتر بعد ما كان قبض على إرهابى خطير هناك وحتى لما كلمنا قبل ما يستهدفوا المدرعة بتاعته بالعبوة الناسفة بنص ساعة ويطمنا وبعدها الخبر جالى ومكنتش مصدقة بس زى ما هو كان بيقول كل شيء فدا البلد».

وتوجه زوجة الشهيد رسالة لقواتنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية بضرورة أن يثابروا وألا تأخذهم شفقة مع هؤلاء الخونة وأن يضربوا بيد من حديد حتى تتطهر سيناء من الإرهاب.

«حق بابا»

وتلتقط عليا الحديدى، ابنة الشهيد، طرف الحديث بصوت طفولى يحمل كل معانى الصفاء والأمل قائلة : « الجيش والشرطة دلوقتى بياخدوا حق بابا عشان بابا يكون مرتاح فى قبره ويفرح هو وكل إللى راحوا وفارقونا بسبب الإرهابيين الخونة».

وتوضح عليا أنه قبل أن يسافر والدها للعريش طالبته بعدم الذهاب وكانت تشعر قبل أن يرحل أن هذه هى المرة الأخيرة التى ستراه فيها برغم أنه كان دائما ما يطمئنها ألا تخاف وإن كل شيء قدر وأنه سيعود بأمر الله.

وتستكمل ابنة الشهيد حديثها بنبرة حزينة قائلة: « كنت دايما بقوله يا بابا إللى بيروح هناك ما بيرجعش وهو كان بيقول لا فى ناس بتروح وبترجع وفضل يطمنى وفعلا كنت بدأت أطمن فعلا لما عدا 9 أيام ومحصلش حاجة بس فى الآخر سمعت الخبر ومش كنت مصدقة لأنه كان مكلمنا قبلها بنص ساعة».

وتطالب القوات المسلحة والشرطة بأن تتعامل بكل ما أوتيت من قوة مع هؤلاء الإرهابيين وأن يثقوا بأنهم أهل الحق لأن صاحب الحق دائما حتما سينتصر وسيظل التاريخ يذكر تضحياته لأجل هذا الحق وسيخلد ذكرى بطولات من حارب لأجل نصرته، أما هؤلاء فهم أهل باطل ونهايتهم لزوال.

«يوم الفرح»

رسالة إلى الأبطال الذين حققوا نصرا عظيما أكتبها لكم بدموع فرحة النصر: «أنا والد اخوكم الشهيد محمد محمود حسن بغدادى من خمس سنين مبنامش من الحزن.. النهاردة هنام وانا مرتاح حق ابنى اخواته جابوه وقهروا الجبان ودفنوه انتم الذين حققتم أمانينا بندعو لكم بالنصر قلوبنا معاكم ليل ونهار»

والدكم محمود بغدادى والد الشهيد محمد بغدادى

بعد أن كتب رسالته وبتلقائية منقطعة النظير وبنبرة مليئة بالسعادة وشعور بالانتصار انطلق لسان محمود حسن، والد الشهيد محمد البغدادى، قائلا :»ده اليوم إللى كنت بتمناه من زمان ده يوم فرح ابنى والقصاص ليه ولأخوته من الشهداء»

ويضيف أنه عندما سمع البيان الأول للقوات المسلحة وعلم بعملية سيناء 2018 انتابه شعور بالسعادة لا توصف وشعر أن روح ابنه معه وتخاطبه قائلة « اخواتى بيجيبوا حقى يا والدى وبيحرروا سيناء»

ويشير إلى أنه يتمنى نجاح العملية وأن يوفق الله القوات المسلحة لتطهير سيناء من هؤلاء حتى يشعر الشهداء أجمعين بأن دماءهم لم تذهب هباء وأن الانتصار على هؤلاء مسألة وقت لا أكثر وفى النهاية سيكون النصر للحق ولمصر.

وبنبرة حزينة يسترجع محمود حسن ذكرياته مع الشهيد قائلا : الشهيد فى آخر إجازة له كانت كل تصرفاته توحى بشعوره بقرب استشهاده حتى أنه قام بفسخ خطبته دون إبداء أسباب وعندما سألته عن سبب هذا الأمر أجابنى بصوت حزين: « الموضوع مش هيكمل يابا » حرام أظلمها.

ويوضح أنه بجانب هذا كله تبقى اللحظة الفارقة التى تيقنت بها أن هذه هى المرة الأخيرة التى سأرى بها ابنى الشهيد، فعلى غير عادته قام باحتضانى «حضن» لن أنساه يوما وكان يبكى بشدة وتعجبت من هذا كله لكن بعد استشهاده علمت لما كان هذا الاحتضان.

ويناشد والد الشهيد الشعب المصرى انه لابد أن نتكاتف مع القوات المسلحة والشرطة المدنية والوعى بالمؤامرة التى تدبر لبلدنا الحبيب وأن نقوم بالرد على هذه الأكاذيب ويقوم كل واحد منا بعمله على أكمل وجه حتى لا تضيع تضحيات أبنائنا هباءً.

ويختتم حديثه باعثا برسالة للقوات المسلحة قائلا : « أيها المرابطون على الحدود وجميع إخواننا وأبنائنا بالقوات المسلحة والشرطة المدنية يا ريت نقدر نكون معاكم دلوقتى بس كل إللى نقدر عليه إننا بندعيلكم فى كل صلاة ربنا ينصركم».

«وصية أم وأمنية أب»

أما ريان هاشم ريان خال الشهيد البطل إبراهيم عيد الأبيض فقد اكتفى برسالة إنسانية حكى فيها عن بعض تفاصيل حياة الشهيد فهو متطوع فى القوات المسلحة وعمره وقت استشهاده عشرون سنة وكان يستعد لزفافه فى أبريل القادم وهو الشقيق الأصغر لأربع بنات ويعلم الجميع فى قريته بمحافظة الغربية مدى حسن خلقه والتزامه فكان محبا للجميع ومحبوبا من الجميع.

ويضيف ريان فى حديثه للأخبار أن والدة الشهيد توصى أبناءها فى سيناء بالثأر للشهيد وزملائه.. أما والده فيؤكد أنه على استعداد للذهاب إلى سيناء ليحارب جنبا إلى جنب مع زملاء البطل الشهيد إبراهيم حتى تتطهر أرض الوطن منهم.