حكايات| سر انتصار الفرعون العجوز على «إسرائيل»

تمثال الملك مرنبتاح
تمثال الملك مرنبتاح

«إسرائيل قد تبددت ولم يعد لبذرتها وجود».. من بين مئات النقوش الفرعونية ظل أحد الجدران الفرعونية محتفظًا بتلك الكلمات، لتصبح هذه المرة الوحيدة التي ذكر فيها اسم إسرائيل في النقوش المصرية القديمة.

بعد حكم دام 67 عامًا لرمسيس الثاني، كواحد من أقوى فراعنة مصر، مات هذا الفرعون عام 1232 ق.م، ليخلفه على العرش ابنه الثالث عشر «مرنبتاح»، الذي كان هو نفسه متقدمًا في السن.

لم تمر فترة وجيزة على إمساك «الفرعون العجوز» بمقاليد الحكم، حتى قامت ضده ثورة صغيرة في فلسطين أخمدها بلا صعوبة، وهذا الحدث مسجل في أنشودة النصر التي تسجل قوته ويفخر فيها بأن إسرائيل تبددت على يده، لتصبح المرة الوحيدة التي تُذكر فيها كلمة إسرائيل بين النقوش الفرعونية، بحسب ما ذكره كتاب «عندما حكمت مصر الشرق».

أما لوحة هذه النقوش، فتم اكتشافها عام 1896 على يد عالم المصريات الإنجليزي «فليندرز بيتري» في معبد مرنبتاح الجنائزي، وتعد الأولى من نوعها في التاريخ المصري القديم، واستغلها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته على أرض كنعان وإسرائيل، مستكملا بذلك انتصارات أبيه الملك رمسيس الثاني.

وهذه اللوحة في الأصل كانت للملك أمنحتب الثالث؛ لكن لأسباب غير معروفة استخدمها الملك مرنبتاح لتسجيل انتصاراته، وباتت مستقرة حاليًا في موقعها بالمتحف المصري.

وفي تفاصيلها، يبلغ ارتفاع اللوحة 310 سنتيمترات، وعرضها 160 سنتيمترًا، وسُمكها 32 سنتيمترًا، وكانت مخصصة في الأساس لمعبد الموتى لأمينوفيس الثالث،   ومدون على خلفيتها تقرير عن المنشآت التي قام بها الملك في غرب طيبة وفي سوليب والأقصر والكرنك.

إلا أنه  في عهد العمارنة أزيل جزء من الصيغة المنحوتة عليها، واستخدمها الفرعون سيتوس الأول، وفي نصفها الأيمن يقدم الملك أمينوفيس الثالث ماءً باردًا ونبيذ إلى أمون رع، أما النصف الأيسر يظهر مرنبتاح يستقبل السيف المقوس «شيبش» من أمون رع.

ويحتل «مرنبتاح» المركز الـ14 بين أبناء رمسيس الثاني؛ إذ أن جميع إخوته الأكبر منه ماتوا في حياة والدهم، فيما استمرت مدة حكم مرنبتاح حوالي عشر سنوات.

 

Egypt_KV8_01 450px_Merenptah_Louxor Israel_stela1