قواتنا المسلحة.. 7 سنين «انتبااااه»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

نعم إنها سبع سنين اتخذت فيها قواتنا المسلحة وضع الانتباه التام والتحرك بالخطوة السريعة.. وكلنا نعلم كيف حافظ الجيش على صلابة الدولة المصرية في ظل تهديدات عاصفة اجتاحت المنطقة، وكيف نجح رجاله في إنقاذ الدولة من الانهيار والشعب من الفاشية والانقسام.. وكيف وفر احتياجات المصريين اليومية دون أن يشعر أحد وقت توقفت عقارب ساعة الإنتاج أو ضخ الموارد في خزينة الدولة.. وفوق كل ذلك كيف ساهم في جهود التنمية وإقامة المشروعات ضمن جهود الدولة ككل، رغم مسئولياته الجسام في الحفاظ على  سيادتنا الكاملة على أرض وحدود وسماء ومياه الوطن وثرواتنا القومية.
وقال الرئيس نصا: « موش عايز أقول أن أنا بس اللى عارف الجيش عامل إيه خلال الـ 7 سنين اللى فاتوا..عشان مايصحش أقول كدة اللى عملوه واللى بيعملوه أجرهم على الله سبحانه وتعالى.. مش هاقول هايتكتب في التاريخ ولا أحرف من نور.. أرجو من الإعلام يساعدنا في التصدي من غير ما نقول تانى المطلب ده».
وأضاف الرئيس قائلا: «الأمر قد يحتاج جهد مننا.. خلّوا الناس تطلع تشوف الجبهة.. طلعوا الإعلام أكتر.. خليهم يخشوا عند العمليات، خليهم يشوفوا الناس بتموت أزاى، الناس بتروح تشوف ولادكم وولاد مصر بيقدموا أرواحهم عشانكم انتم.. عشان البلد تبقى في سلام وأمان، لا يليق أن يسئ لهم أحد ولن نسمح بيه وعشان كدة بقول للإعلام وأجهزة الدولة كل واحد يتصدى لو عنده قناعة أن في دور طيب بيتعمل لكن لو كان عنده غير كده يبقى ربنا يعوض علينا، الإساءة دى بالقانون تساوى بالنسبة لي خيانة عظمي».
من هذا المنطلق نحاول قراءة بعض ما تم من جهد في هذه المؤسسة العريقة خلال السنوات السبع الماضية.. ونحن نعلم أن قواتنا المسلحة تولت الحفاظ على كيان الدولة المصرية عقب 25 يناير مباشرة، وأعقبتها مسئولية المساهمة في إعادة بناء الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيه بجانب مساهمتها الفعالة في جهود التنمية الشاملة، بالتوازي مع القيام بعمليات عسكرية ضخمة في سيناء للقضاء على العناصر التكفيرية فيها، وتدمير كل مصادر تهريب السلاح لهم سواء عبر الأنفاق مع قطاع غزة، أو من باقي الحدود سواء الغربية أو الجنوبية قبل تأمينها تماما والسيطرة الكاملة عليها.
وكان من نتيجة ذلك نجاح مصر خلالها في تحقيق قدر كبير من الاستقرار والأمن بعد انهيار بعض مؤسسات الدولة، وليس بخاف عن الجميع ما مرت به مصر خلال مرحلة انتقالية لم تستغرق وقتاً طويلاً بفضل وعى المصريين وشجاعة جنود مصر الأوفياء بتصحيح المسار ولفظ حكم جماعة متأسلمة عملت على شد المجتمع المصري نحو التفسخ والعمل على تغيير هويته الثقافية والدينية والاجتماعية، وبعد أن أقصيت عن الحكم اتحدت مع تنظيمات إرهابية غاية في العنف لتخريب الوطن وسفك الدماء، وبالمقابل قدم أبناء مصر المثل على مواجهة الإرهاب وتعقبه ليس في سيناء وحدها، بل في أنحاء الجمهورية، إيمانا بأن طريق الاستقرار والتنمية يبدأ بالأمن.
واتجهت مصر إلى تحديث قواتها المسلحة بأحدث الأسلحة المتنوعة التي لم تقتصر على ما تنتجه قوة بعينها، بل انفتاح واضح على كافة القدرات التسليحية الدولية بما يحقق الاستفادة القصوى للقوات المسلحة في الدفاع عن كامل السواحل والسماء والتراب المصري، لتقفز مصر إلى مصاف الدول الرئيسية عالمياً من حيث قوة جيشها.. وهو ما تبين أهميته لاحقا في حماية الأمن القومي المصري ومصادر دخلنا الكبرى سواء في حماية قناة السويس والمجرى الملاحي المؤدى لها في البحر الأحمر حتى باب المندب، أو في حقول الغاز المكتشفة مؤخرا في منطقة المتوسط.
نعم لقد كشفت ثورة 30 من يونيو عن حجم التحديات الهائلة المحيطة بالوطن والمهددة لأمنه واستقراره، سواء من خلال الإرهاب والتطرف الذي اتخذ باسم الدين شعارات له، والذي تحركه قوى خارجية يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مصر.. ودفعها إلى المصير المجهول الذي انزلقت إليه بعض الدول في المنطقة وهناك نقص شديد في البني التحتية والاحتياجات الضرورية للمواطنين مع ضعف شديد في موارد الدولة، فضلا عن حجم هائل من المشكلات الداخلية المتراكمة وحالة التربص التي يضمرها المنتمون للإخوان وبعض النشطاء وتنفيذ أعمال العنف والإفساد ونشر الشائعات في تعطيل مسيرة الحياة اليومية في مصر وخلق المشكلات والعقبات أمام الحكومة مستهدفة إسقاط الدولة وعرقلة جهودها في التنمية ومعالجة مشكلاتها.
ورغم كل هذه التحديات كانت عراقة وأصالة شعب مصر وقدرته على الصمود في وجه تلك التحديات.. وإصراره على عبور اشد الأزمات.. واستعداده للتضحية بالغالي والنفيس للحفاظ على مصر موحدة أرضها... متلاحمة بنسيج شعبها، واصطفافه خلف قواته المسلحة والشرطة من اجل مواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد بقاء الدولة المصرية بالعمل على تقوية وتدعيم القوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات.. سواء لمواجهة الإرهاب أو لحماية أمننا القومي أمام التهديدات الخارجية.
العملية سيناء 2018
تستمر العمليات العسكرية على كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة في إطار العملية «سيناء 2018» التي تمثل ملحمة من البطولة والفداء لرجال قواتنا المسلحة والشرطة وكأنها زلزال بقوة 2018 ريختر يضرب جذور الإرهاب في سيناء، بعد أن أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها الأخير الذي حمل رقم 13 الذي جاء فيه: « إنه إيمانًا من القوات المسلحة بأن مكافحة الإرهاب حق من حقوق المواطنين، واستمرارا لجهود أبناء شعب مصر من القوات المسلحة والشرطة، وتنفيذًا لخطة المجابهة الشاملة «سيناء 2018» يواصل المقاتلون تنفيذ المهام المخططة لتطهير شمال ووسط سيناء ومناطق الظهير الصحراوي من الإرهاب، وفرض السيطرة الكاملة على الحدود البرية والساحلية بالاتجاهات الإستراتيجية المختلفة.
لتتواصل مسيرة الوطن بجهود رجال أشداء يحملون على أكتافهم التخلص من الإرهاب الأسود ومتمسكين بعقيدتهم الراسخة إما النصر أو الشهادة في سبيل تحقيق أمن الوطن وسلامة شعبه العظيم
وحرصت مصر على إعطاء الأولوية لرعاية مصالحها الحيوية.. وسرعة استعادتها لمكانتها ودورها الحيوي وقوة تأثريها في حل القضايا والمشكلات الإقليمية والعالمية.. مؤكدا التزامها بالمبادئ والقيم التي تحكم العلاقات الدولية وترتكز على التعاون السلمي البناء في حل المشكلات وتنمية العلاقات وفق قواعد الاحترام المتبادل ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
بدأت مسيرة الانطلاق
وإلى جانب اليد التي تحمل السلاح وتقدم حياتها دفاعاً عن الوطن، نجد أن هناك نجاحات ملموسة تحققت على صعيد البنية التحتية خدمة لأغراض التنمية أنها حكايات كفاح وكأنها يوميات الحفر على الصوان والبناء.. فقد بدأت مسيرة الانطلاق مبكرا وبسرعة هائلة وإرادة قوية.. لتغطى مختلف المجالات الحيوية.. ومختلف محافظات الجمهورية.. وبدأت من قناة السويس. وصدق الشعب وعده حين لبى النداء بالاكتتاب الشعبي لحفر القناة الجديدة عبر ملحمة شعبية تعبر عن اصطفاف الأمة خلف القيادة السياسية.. بعدها تمت مضاعفة شبكات النقل.. والقيام بثورة على العشوائيات.. وتحولنا من مستهلكين لمصدرين للكهرباء.
وأحدثت مصر نقلة نوعية في إستراتيجية توفير الطاقة الكهربية اللازمة لتوسعات المستقبل وذلك بتوقيع عقد مع روسيا لإنشاء محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربية بقيمة 25 مليار دولار.
واقتحمت خطط التنمية الشاملة والمستدامة واحدا من أهم واخطر المجالات المؤثرة على الأمن الغذائي في مصر حاليا ومستقبلا وهو مجال استصلاح واستزراع أراض جديدة تضاف لمساحة الأرض الزراعية الحالية وتقابل الزيادة السنوية المطردة في عدد السكان وفى هذا المجال وضعت خطة طموحة لاستصلاح واستزراع 1.5 مليون فدان في مختلف محافظات الجمهورية فضلا عن مشروعات الصوب الزراعية والاستزراع السمكي.
عاصمة من المستقبل
وفى خطوة جريئة واقتحام غير مسبوق في معالجة مشكلة التكدس السكاني في مناطق القاهرة الكبرى تم التخطيط لإقامة العاصمة الإدارية الجديدة والتي تمثل نقلة نوعية وحضارية في الخريطة السكانية والاستثمارية.. وكان نصيب الأسد للصعيد في خطط التنمية للعام المالي الحالي.
مدينة الجلالة
ويجرى العمل على قدم وساق في واحد من المشروعات الجديدة المطلة على خليج السويس وهو مشروع إنشاء مدينة الجلالة والتي تضم مجمعات سكنيه متميزة وأخرى سياحية واستشفائية وجامعة ومركزا ثقافيا ومارينا لليخوت وهى تشكل مركزا عالميا فريدا ذا إطلالة رائعة على خليج السويس.
هذا قليل من كثير قدمته قواتنا المسلحة خلال السبع سنوات الماضية.. ملاحم نضال لجهود شعرنا بها في أمان يظلل تراب وسماء ومياه بلادنا.. ومشروعات تغطى مليون كيلومتر مربع من أراضيها.. شكرا للرجال.