الخلع بسبب «بنطلون» و «عشرة جنيهات»

أرشيفية
أرشيفية

بين أروقة مكاتب فض المنازعات بمحاكم الأسرة قصص وحكايات بعضها طريف والأخر «تافه» يتناسى الأزواج ما يمكن أن تسببه تلك المشاكل من أثار سلبيه على الأبناء غالبا يكونوا ضحية لهذا العند، بينما ينشغل الزوج والزوجة بمن سيخرج فائز من تلك المعارك القضائية.

  «زوجي كان متفتحا سعادتي معه لم تكن مسبوقة لحسن معاملته واهتمامه الزائد، لكن كانت الصدمة الكبرى لي، ولم أكن أتخيل أن سينتهي بي الحال باللجوء إلى المحكمة لطلب الخلع منه» بهذه الكلمات بدأت الزوجة الثلاثينة حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم».

 

بصوت حزين تكمل حديثها:« فوجئت به يطلب مني عدم التحدث مع أبناء عمي الذين تربيت معهم، وبمثابة أشقاء لي، لم أرفض طلبه معتقدة بأنه "بيغير عليا" واحترمت رغبته، لكني لاحظت تهكمه علي في أي تصرف مني، أو كلما اعترضت على شئ أو ناقشته، أفاجأ به أيضا ينهرني مستندا إلى بعض من آيات القرآن الكريم، ويفسرها على هواه ورغبته الشخصية، وأخذ يحاصرني في كل تصرفاتي لدرجة أنه يتدخل فيما ارتدي من الثياب، ويطلب مني عدم ارتداء "البنطلون" وما إن اعترضت يواجهني بشدة، وبدون سابق إنذار هجرني لمدة تزيد عن شهرين ولم يفكر في الاقتراب مني».

 

وتضيف الزوجة: «أخشى على نفسي  الفتنة، ولم أجد حلا لذلك إلا وهو طلب الخلع منه».

في ركن قريب من المحكمة تجلس متقاضيات يستمعن إلى الزوجة بعضهن يؤيدن موقفها وأخريات يعترضون بسخرية على ما تقول، وبخطوات يشوبها خجل تقدمت زوجة أخرى ، وبدموع تتساقط ببطء شديد فوق وجنتيها تطلب الخلع بسبب ١٠ جنيهات اتهمها زوجها بسرقتها.

وبنظرات زائغة تتابع الحضور قالت: «وافقت على الزواج مرة أخرى بعد تطليقي من زوجي الأول أبو ابني الطفل الصغير، هربا من لقب مطلقة، ليس ذلك فقط بل للهروب من سجن أبي، وتهكمه المستمر ومعايرته لي، اعتقدت أن الدنيا فتحت لي ذراعيها بعدما توسمت خيرا في زوجي الثاني، ولم أكن اعلم بأنني سأعيش ما تبقى لي من حياة قي عذاب دائم وتعاسة معه، خاصة بعدما اكتشفت بخله الشديد غير تفرقته في المعاملة بين ابني وابنه».

في أحد المرات طلب ابني ١٠ جنيهات لرغبته الذهاب إلى «السايبر» للعب مثله مثل الأطفال أبناء الجيران، لم أتردد للحظة وقمت بإعطاءه المبلغ بعدما لمحت الابتسامة التي فقدها منذ زواجي تعلو وجهه، وكاتت الطامة الكبرى، حيث علم زوجي، وطار عقله واتهمني بسرقة المبلغ، وحدثت مشادة كلامية بيني وبينه نتج عنها تلقين ابني علقة ساخنة كاد أن يفقد حياته بسببها، غير إنني فشلت في الدفاع عن ابني وحمايته من بين براثنه، وهرعت به إلى المستشفى وهو في حالة حرجة، دعوت الله أن يشفيه واتخذت القرار بعد تماثل ابني للشفاء هو اللجوء إلى المحكمة لطلب الخلع من هذا الزوج البخيل المتحجر القلب بعدما رفض تطليقي».