صاحب رسائل «عزرائيل»: لا أصنف أعمالي كروايات سياسية

 أحمد عبد المنعم رمضان
أحمد عبد المنعم رمضان

في روايته الجديدة «رسائل سبتمبر»، يرسم الأديب أحمد عبد المنعم رمضان عالمًا بين الفانتازيا والواقع، حيث يختار ملاك الموت القاهرة مدينة عريقة مسرحًا لتجربته الغرائبية وهي إرسال الرسائل لمن سيقبض أرواحهم قبل يومين من موتهم خلال شهر سبتمبر، وتتعقد الحياة أكثر في مدينة تجمع التناقضات، حول هذه الرواية الصادرة عن دار «توبقال» بالمغرب، دار حوارنا:

 

هل الفانتازيا وإيجاد عالم مضاد للمدينة الفاضلة «ديستوبيا» يمثلان المعادل المنطقي للواقع الآن؟

- فكرت ذات مرة، أنه إذا أتيحت لنا الفرصة لكتابة روايات واقعية جدا، نستمد أحداثها من صفحات الجرائد وبرامج التلفزيون، وترجمناها إلى لغات أجنبية، ربما تبهرهم في الغرب، وربما يعتبرها بعضهم فانتازيا، أو قد يصنفون تلك الروايات المغرقة في واقعيتها بأنها ديستوبيا. 

 

فالواقع بات يمثل عبئا علينا بما يتخلله من هزل وعبثية وكوميديا سوداء، والفارق بين الديستوبيا والواقع أصبح ضئيلا وهشا. 

 

ولا أعتقد أني أكتب عن عوالم فانتازية تماما، وبالطبع ليست كتابتي من النوع الواقعي، وأظن أن كتابتي تقع في مساحة واسعة تمتد بين العالمين، مساحة تضم العديد من الألوان والمدارس بأسماء متعددة كثيرة، إلا أنني أحب أن أسميها مساحة الحلم أو الكابوس.


هل يؤسس عملك الأخير لما يشبه مشروعا روائيا بالنسبة إليك يعتمد في الأساس على نقد الواقع السياسي؟

 

- من المبكر الحديث عن ملامح مشروع أدبي خاص بي أو حتى بأبناء جيلي، فنحن مازلنا نطور رؤانا ونختبر أفكارنا. أما عن السياسة، فإنها بالتأكيد تؤثر بي وبكتابتي، وبنمط حياتي وحيواتنا جميعا، إلا أنني لا أميل إلى تصنيف رواياتي وقصصي كروايات سياسية، ولا أعتقد أن هذا التصنيف صحيح بشكل عام. 

 

ربما كانت روايتي الأولى «رائحة مولانا» كذلك، ولكن عندما شرعت في إعداد مجموعتي القصصية «في مواجهة شون كونري» قررت أن أستبعد أغلب القصص ذات النبرة السياسية العالية، خشيت من ذلك التصنيف وهربت منه وانتقيت قصصا أكثر ارتباطا بي وبعالمي وبما يعتمل بي من مشاعر، ورغم ذلك ظلت روح الغضب، والتمرد والثورة حاضرة بشكل ما، شكل غير مباشر في تلك المجموعة. 

 

أيضا في رسائل سبتمبر، لم تكن السياسة هي الهم الأساسي أو الأبرز في الرواية، كانت على هامشها، أو في خلفيتها، تلقي بظلالها على الأحداث وتتشابك معها أحيانا دون أن تكون محور اهتمام الشخصيات وأكبر مشاغلها، في الوقت الحالي أجد نفسي مستريحا لتلك الصيغة أكثر من غيرها، صيغة لا تُهمل السياسة وأثرها على الواقع تماما، ولا تنغمس فيها كليا.