خلال الدورة الـ 38 لمعرض السياحة الدولي بمدريد..

عودة الحياة لـ «السياحة الثقافية» بدماء شبابية

بعض شباب قطاع السياحة
بعض شباب قطاع السياحة

عوامل نجاح أي قطاع اقتصادي هو ضخ دم جديد يحمل معه أفكار تساعد على تطوره ونموه، وهو ما يشهده القطاع السياحي في مصر خلال الآونة الأخيرة، حيث يحاول القطاع الخروج من المشكلات التي تواجهه ويعود لمساره الصحيح حتى تعود الحركة السياحية لما كانت عليه في نهايات عام 2010 والتي وصل فيها إلى مصر 14 مليون و700 ألف سائح محققه إيرادات تصل إلى 12 مليون و500 ألف دولار أمريكي. 

 

كانت نقطة الانطلاق لهذا العام من العاصمة الإسبانية مدريد، والتي توحي بأن القطاع السياحي يسير على خطوات تمتاز بتجديد الحوار والأفكار والخطط السياحية، فكانت أول خطواتها مع الدورة الـ 38 لمعرض السياحة الدولي، فلم تكن أجواء العمل كما كانت عليه كل عام في الجناح المصري، فكانت ردود الأفعال لشركات السياحة ومنظمي الرحلات وزائري الجناح المصري إيجابية خاصة من خلال التمثيل المشرف لعدد من شباب قطاع السياحة المنتظر من وقت لأخر لتمنح قطاع السياحة الثقافية قبلة الحياة، وضخ دم جديد وأفكار خارج الصندوق بالتعاون مع خبرات كبار رجال الأعمال والمستثمرين في القطاع.

 

«بوابة أخبار اليوم» التقت مع عدد منهم لتوضيح الصورة الحالية لأسواق السياحة الثقافية بين السوق الإسباني وأمريكا اللاتينية.

 

قال عطية يمني، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السياحية - تعمل في السوق الإسباني وأمريكا اللاتينية منذ 7 سنوات فقط - إن التفاؤل يخيم على معرض الفيتور هذا العام بعد ردود أفعال منظمي الرحلات والشركات المتعاونة في زيادة أعداد السائحين إلي مصر.

 

وأضاف «يمني» أن المقصد السياحي المصري يعتبر أهم برنامج في كتالوجات منظمي الرحلات الأسبان، المكسيك، الأرجنتين والبرازيل وهو السبب الرئيسي لاهتمام السوق الأوروبي واللاتيني بالتعاون مع الشركات المصرية شريطة الأفكار الجديدة وهو ما تم إدراجه للدعاية لبرامج السياحة الثقافة المشتركة بين الشركة ومنظمي الرحلات وكنتيجة لذلك حققت الشركة 8 آلاف سائح من السوق الإسباني فقط خلال موسم الشتاء الماضي وهي الأرقام التي تعتبر مؤشر لعودة السياحة الثقافية لما كانت عليه خلال السنوات القادمة.

 

أكد شريكه هشام محمود، أنه من الضروري اعتماد طريقة جديدة للعمل داخل القطاع السياحي، من أجل إيجاد حـلول للمشكلات التي تعاني منها السياحة فالقطاع الحكومي لا يمكن أن يعمل وحده منفردًا أو القطاع الخاص في جانب أخر، آملًا أن يعود الاهتمام من وزارة السياحة ممثلًا في وزيرة السياحة بأسواق السياحة الثقافية والمعارض الخاصة بها بعد أن فقدت مصر شريحة كبيرة للدول المنافسة من سائحي هذا النمط الذي يدر أكبر عائد للدخل القومي.

 

من ناحية أخرى، قال ياسر مصطفى، صاحب إحدى الشركات السياحية التي تعمل في السوق الإسباني منذ عام فقط وحققت أعدادًا كبيرة من السياحة اللاتينية إلى مصر، إن جميع الاجتماعات التي دارت خلال معرض الفيتور مع الجانب الإسباني توحي بأن هناك أمل جديد في الموسم الشتوي المقبل، مضيفًا أنه إذا كان قطاع السياحة المصرية حقق طفرة مع نهاية 2017مقارنة بإحصائيات عام 2016 ، فإن الموسم الشتوي لـ 2018 سيحقق الضعف.

 

ولأن إسبانيا تتمتع بعدد إجازات كبيرة علي مدار العام بين أعياد دينية واحتفالات تاريخية قال محمود عبد المجيد صاحب إحدى الشركات السياحية التي تعمل في السوق الإسباني منذ 6 سنوات، إن «حجوزات الأسبان كمجموعات مؤكدة إلى المقصد السياحي المصري تمت خلال معرض الفيتور برحلات تبدأ من مارس المقبل حتى بدايات موسم الصيف الذي كان يمثل فترة ركود للسياحة الثقافية وهو ما يوحي بأن هناك طلب متزايد على مصر وأن فكرة التخوف لما تنشره الوسائل الإعلامية المضادة عن مصر لم تكن في الحسبان لدي الأسبان».

 

جون عدلي، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السياحة بالأقصر، أن السياحة لم تعد موردا اقتصاديا مهما يدعم اقتصاديات الدول فقط وإنما هو أهم قطاع ينمي الخطط التنموية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى وهو ما تسعي له حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن درجة الاستقرار السياسي والعلاقات السياسية بين مصر وإسبانيا خلال الفترة الماضية لابد وأن تتوج في شكل اقتصادي خدمي ولا يحقق هذا النمط إلا قطاع السياحة.

 

وعن حجوزات موسم الشتاء القادم، قال خالد زكريا، أحد أصحاب الشركات السياحية إنها بدأت تتضح بالتعاون مع منظمي الرحلات وستتوج مع معارض أمريكا اللاتينية خلال شهر إبريل المقبل لتتضح الصورة الكاملة بحجوزات السائحين بالإضافة إلى عدد الطائرات الشارتر التي أعلنت عن بدء رحلاتها مع بداية الموسم الجديد.