«بيزنس» الدعاية الانتخابية.. «الكمبيوتر» يهزم «الخطاط»

انتشار الدعاية الحديثة
انتشار الدعاية الحديثة

يصفهم البعض بمفتاح «العملية الانتخابية».. ويطلق عليهم البعض الأخر «كومبارس الانتخابات».. دونهم لا يمكن أن تدور دفة التنافس بين المرشحين المتنافسين في أي انتخابات.. ومع بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة يتسابق أصحاب المطابع والخطاطون وتجار الأقمشة ومكاتب الدعاية والإعلان، للحصول على نصيب الأسد من هذا الموسم.

وبدأت الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، السبت 24 فبراير، فترة الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخابات الرئاسة ولمدة 28 يومًا.

وأكدت الهيئة الوطنية على ضرورة التزام المرشحين بضوابط الدعاية الانتخابية، وهى حظر التعرض لحرمة الحياة الخاصة لأي من المرشحين، تهديد الوحدة الوطنية، استخدام الشعارات الدينية، أو التي تدعو للتمييز بين المواطنين، استخدام العنف أو التهديد باستخدامه، تقديم هدايا أو تبرعات أو مساعدات نقدية أو عينية، أو غير ذلك من المنافع أو الوعد بها، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

وأضافت الهيئة أن الدعاية الانتخابية تحظر على المرشحين استخدام المباني والمنشآت ووسائل النقل والانتقال المملوكة للدولة أو لشركات القطاع العام أو لقطاع الأعمال العام ودور الجمعيات والمؤسسات الأهلية في الدعاية بأي شكل من الأشكال.

ولفتت الهيئة إلى أنه من بين المحظورات أيضاً استخدام المصالح الحكومية والمرافق العامة ودور العبادة والمدارس والجامعات وغيرها من مؤسسات التعليم العامة والخاصة ومقار الجمعيات والمؤسسات الأهلية في الدعاية الانتخابية، وإنفاق المال العام وأموال شركات القطاع العام وقطاع الأعمال العام والجمعيات والمؤسسات الأهلية في أغراض الدعاية، أو الكتابة بأى وسيلة على جدران المباني الحكومية أو الخاصة.

ويحظر على شاغلي المناصب السياسية وشاغلي وظائف الإدارة العليا في الدولة الاشتراك بأي صورة من الصور في الدعاية الانتخابية، بقصد التأثير الإيجابي أو السلبي، على نتيجة الانتخابات أو على نحو يُخل بتكافؤ الفرص بين المترشحين.

«أكل عيش»

في البداية يقول الحاج حمدي عبد الغنى، خطاط وصاحب مطبعة للدعاية والإعلان بشارع الهرم بالجيزة، إن موسم الانتخابات يعد «أكل عيش» بالنسبة للخطاطين والمكتبات في مختلف أنحاء الجمهورية، حيث يحرص المؤيدون لكل مرشح على عمل دعاية لهم في الشوارع.

وأضاف أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فلا يوجد مرشحون كثيرون وإنما تقتصر الدعاية على محبي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذين يحرصون على عمل بانرات ولافتات له بالمناطق الشعبية ومداخل الشوارع.

وتابع: «سعر المتر للبانر بـ 40 جنيها، أما لو كانت لافتة قماش يشترى القماش من عندي المتر بـ 25 جنيها ويدفع أجرة الخطاط، أما الفليكس فسعرها مرتفع يصل لـ 500 أو 600 جنيه، وفى حالة تزويد اللافتة بإضاءة داخلها تصل لـ 400 جنيها».

وذكر أحمد مصطفى، صاحب مطبعة ومكتب دعاية وإعلان بالمعادي، أن سعر المتر للبانر 75 جنيها، سعر متر القماش للافتات 90 جنيها، وإذا تم تزويد اللافتة بالإضاءة «فليكس» فيصل سعر المتر لـ85 جنيها، وفي حالة طلب راغب الدعاية كميات كبيرة يتم عمل خصم له.

وأوضح علي محمد، صاحب مكتبة للدعاية والإعلان بالعجوزة، أن سعر المتر للبانر يتراوح من 50-70 جنيها حسب الكمية المطلوبة للدعاية، مضيفا أن الدعاية باللافتة القماش لا يوجد إقبال عليها خاصة مع ركود سوق الخطاطين واتجاه الغالبية للطباعة بالكمبيوتر والأوفست والليزر.

«معاناة الخطاطين»

يقول الحاج سعيد عبدالله، خطاط: «مهنة الخطاط التقليدي اللي بيكتب بالقلم على القماش واللوحة الخشب والبلاستيك بدأت تندثر لأن بانرات الفوتوشوب عليها طلب أكبر خاصة في الدعاية للانتخابات لأنها أوضح وتظهر للناس أكثر، وممكن اللافتة التقليدية مع المطر والرياح والتقلبات الجوية تتقطع لكن البانر الديجيتال يتحمل تقلبات الجو والمطر وممكن تحتفظ بها بعد انتهاء الانتخابات للانتخابات القادمة، وحاليا شركات الدعاية والإعلان طورت المهنة وبتعمل إعلانات على الشوارع الرئيسية والمحاور والكباري "out door" وعن طريق تصميم إلكتروني وفوتوشوب وطباعة بأحدث التكنولوجيا في المطابع، كل ده أثر على مهنة الخطاط التقليدي اللي بيرسم بأيده».

وتابع: «كثير من الخطاطين حاليا يغيروا نشاطهم أو بعد موتهم يذهب أبنائهم لمهنة أخرى أو يفتتح مكتبة ويستخدم التكنولوجيا الحديثة لأن مهنة الخطاط التقليدي اللي بيرسم بالقلم مش هتأكله عيش، وتصميمات الكمبيوتر أسرع من الخطاط التقليدي وأوفر في الجهد والوقت والتكلفة ويستطيع من خلالها المرشح إبراز الرمز الانتخابي مثل النجمة أو الهلال أو النخلة أو المركب وهكذا بالألوان ويكبر حجمها ويبرز رقمه الانتخابي كل ذلك بالألوان والرسومات والتصميمات وهو مالا يستطيعه الخطاط التقليدي وأيضا التحكم في حجم الخط  للكتابة وعدد الكلمات عن طريق الكمبيوتر والألوان وحجم الصورة للمرشح وإبرازها بالألوان».

وأضاف: «الخطاط التقليدي الذي لا يزال يحافظ على مهنته التراثية عليه أن ينافس التكنولوجيا والكمبيوتر بأن يخفض التكلفة حتى يجذب زبائن ويطور من إمكانياته في الكتابة أكثر لأن جمال اليد لا تعوضه التكنولوجيا المصطنعة.. لكن الخط اليدوي تشعر فيه بحيوية الكتابة وجمالها».
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي