«الخائنة البريئة».. سنوات الشك حولت حياتي لجحيم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

وقعت الزوجة الشابة مغشي عليها بعد أن وجه لها الزوج ضربة قوية أصابت رأسها بدوار شديد، فقدت على إثرها التوازن والوعي، وتمددت فوق الأرض جثة بلا حراك.

سارع الأطباء في محاولة لإنقاذها، وما إن أفاقت من غيبوبتها، بعين حائرة، ونظرات زائغة تجوب أرجاء الغرفة لتبدو كالعائد للحياة يواصل العيش بعدما تذوق الحياة في مجتمع الموتى، استجمعت قواها، وبابتسامة خفيفة يشوبها مسحة حزن، اتخذت القرار، وتوجهت في صبيحة اليوم التالي إلى مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة.

انهارت فوق أقرب مقعد، وبصوت مبحوح وقبل أن تنطق بأي كلمة أصابتها حالة من التقيؤ أفرغت على إثرها ما في جوفها مما بعث المشهد بتعاطف الجميع معها وانتابتهم حالة من الفضول لمعرفة سبب حضورها.
هدأ الجميع من روعها، وبأنفاس متقطعة وصوت مبحوح، ووجه يشوبه مسحة حزن دفين قالت:«إنني الخائنة البريئة..لقد عشت مع زوجي ٤ سنوات تحملت خلالها مرضه بالشك، واتهامه لي بالخيانة، حيث كان يقوم بإغلاق باب الشقة كلما ذهب إلى عمله ».

تضيف الزوجة:«منعني من زيارة عائلتي، وبعد عودته كان أول شئ يفعله هو التفتيش بهاتفي المحمول، وإذا سمح لي بزيارة عائلتي لم يكف هاتفه عن الاتصال بوالدتي ويمطرها بوابل من الأسئلة، ومعرفة إذا كنت بصحبتها أم لا، وأي ساعة بالتحديد انصرفت وتواجدت لديها ازدادت حالته سوءا خاصة بعدما روى لي بأن زوجة صديقه تخونه مع أحد الأشخاص، وأصبحت فضيحتها على كل لسان، وخيل له بأنني مثلها، وأخذ يحاصرني بنظرات الاتهام والشك».

بصوت منهك تابعت الزوجة الحزينة: «في أحد المرات استشاط غيظا واقتضب وجهه عندما رآني اقبل ابن شقيقته الصغير الذي يبلغ من العمر ١٢ عاما، ونشبت بيني وبينه مشادة كلامية طلبت على إثرها الطلاق بعد أصابته حالة من اللوثة والجنون واتهمني بالخيانة مع الطفل الصغير وان هناك علاقة غير شرعية بيني وبينه، فما كان منه  إلا أن اعتدى علي بالضرب وأصابني في رأسي كدت أن أفقد حياتي».

وبأيد مرتعشة وذهول تتوسل إلى أعضاء لجنة التسوية الذين حاولوا أن يقوموا بمحاولة الصلح بينهما واستدعاء الزوج، إلا انهارت  في البكاء رافضة العودة إليه ورددت لم أتحمل العيش معه فهو إنسان مريض، وأخشى على حياتي معه، لقد اتخذت قراري بالخلع منه.