«بوابة أخبار اليوم» ترافق أبطال العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»

أنغام التنمية مستمرة بـ«أرض الفيروز» مع صليل الحرب على الإرهاب 

أبطال القوات المسلحة في سيناء
أبطال القوات المسلحة في سيناء

في اليوم الثاني لرحلتنا لمرافقة القوات المسلحة في العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 كان التحرك من الإسماعيلية من مقر قيادة الجيش الثاني الميداني إلى أرض سيناء الغالية، بدأت الرحلة في الساعات الأولى من الصباح، واتخذنا طريق المعدية رقم 6 لنعبر قناة السويس .. ذلك الشريان الحيوي الأهم في العالم ، لنرى كيف يتم تأمين المجرى الملاحي، وبعدها بدقيقتين نرى قناة السويس الجديدة ونعبرها بواسطة إحدى المعديات، لتطأ أقدامنا أرض الفيروز المقدسة. 
المشهد الأول لدينا هو الصحراء .. بلونها الأصفر أول ما يجول بخاطرنا عند رؤيته تساؤل: «لماذا لا نعمر الصحراء؟».. وما هي إلا ثوان معدودة لنجد الإجابة التي تبدد المزاعم وتقتل الشكوك، وتنفي تساؤلاتنا ، برؤية «بشائر الخير» وأحد المشروعات القومية الكبرى وقد شقت الصحراء الجرداء، إنها مدينة الإسماعيلية الجديدة مررنا بجوار المدينة التي يتم الآن التجهيزات النهائية لها، بعد أن شقت الارض عن «عمارات» سكنية لمئات الأسر المصرية.
وتعد الإسماعيلية الجديدة بحق بداية تنمية شاملة حقيقية لسيناء، بجانب العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 ، يجب أن تمتد ايادي التنمية لتصل إلى سيناء، وتعمل جنبا إلى جنب مع استخدام البنادق استهداف العقول، وتغيير الواقع ، فالارهاب هو فكر لا يرتبط بمكان أو شخص ، ومحاربته تعتمد على الشق الأمني، وكذلك شق التنمية. 
توطين الشباب بأرض سيناء يضرب الإرهاب في مقتل وهو الحل الأمثل ، فقد كان مطلباً شعبياً وهدفاً قومياً وتحدياً حقيقياً لمصر، وتأخر عشرات السنوات بعد استرداد سيناء كاملة بعد خوض حرب أكتوبر 73 المجيدة ، ولكن جاءت القيادة السياسية الواعية التي تدرك أهمية التنمية ، في مواجهة أمراض المجتمع ، ليتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراته بإطلاق عشرات بل مئات المشروعات القومية الكبرى ، والتي كان لسيناء نصيبٌ كبيرٌ منها . 

تركنا المدينة الجديدة ، لنسلك الطريق الأوسط الذي يشق رمال سيناء بداية من قناة السويس الجديدة في الغرب ، وحتى خط الحدود الدولية في الشرق ، لنمر على العديد من الكمائن ، التي يقف جنودنا البواسل فيها كـ "الأسود" ، أبطالاً وسط الصحراء ، لا يهابوا المجهول ، يقوموا بدورهم في تفتيش السيارات المارة بالطريق والتأكد من هويتهم وأوراق ثبوتهم . 
منذ اللحظة الأولى لاستقلالنا المدرعة ، التي كانت تقلنا تبددت أى مشاعر للقلق أو الخوف ، فزهو المشاركة فقط كمراسل حربي في العملية العسكرية الشاملة لتطهير سيناء من دنس الإرهاب يكفينا ، شعور حقيقي بأن هناك أبطالاً ، ربما لا يعلم عنهم الكثيرون ، رجالاً لا يهابون شيئاً ، شعارهم النصر أو الشهادة ، لا بديل عن الانتصار ، ترى في وجوه الضباط والمجندين أمل كبير وإصرار شديد على اقتلاع جذور الإرهاب وتخليص سيناء ومصر منه للأبد . 
بعد وقت ليس بالقليل مررنا بقرية "بغداد" التابعة لمركز الحسنة لمحافظة شمال سيناء ، وهي قرية صغيرة يتواجد بها بعض الخدمات كوحدة الإسعاف والطوارئ ومدرستين ، وبعض الخدمات الأخرى ، لنرى مشهد أخر مختلف بعد تركنا لقرية بغداد .. قلعة صناعية كبرى وسط الصحراء ، العمل فيها لا يتوقف ، رغم العمليات العسكرية في كل أرجاء سيناء ، نرى مصنع الأسمنت والمملوك لأحد رجال الأعمال المصريين الوطنيين ، ومصنع أخر للأسمنت التابع للقوات المسلحة ، وهما يمثلا خطوة أولى لاستغلال الثروات الكامنة بأرض الفيروز ، العامرة بثروات طبيعية تنتظر القوى البشرية التي تنقب وتبحث عنها وتستغلها . 
طوال طريقنا للعريش ، نرى الآليات العسكرية من مدرعات قتالية متعددة لناقلات الجنود المختلفة ، ويتكرر مشهد تحركاتها على مدار الساعة تباعاً ، وبعد مرور وقت قصير وصلنا إلى احد الكمائن ، وأصبح لا يفصلنا عن مدينة العريش سوى كيلو مترات قليلة . 
لنصل إلى مدينة العريش ، عاصمة شمال سيناء والتي تعد مركزاً رئيسياً في العملية العسكرية الشاملة .. حيث كان في استقبالنا أحد الضباط من المسؤولين عن العملية سيناء 2018 ، بوجه بشوش رحب بالوفد الإعلامي الذي حضر من القاهرة للمشاركة في التغطية ، ونقل الصورة للرأي العام .. وتبدأ مهمة أخرى في الحلقة الثانية من مهام المراسل الحربي لجريدة الأخبار.
الواقع بحى الزهور يدحض الأكاذيب 


بعد أكاذيب استهداف حي الزهور بمدينة العريش بالصواريخ من قبل القوات المسلحة، ونسف عدد من المباني ، قام العقيد أ.ح تامر الرفاعي المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة بنفي تلك الأكاذيب والاختلاقات .. إلا أن «بوابة أخبار اليوم» لم تكتف بالتصريحات الرسمية وصممنا على نقل الحقيقة للشارع المصري من داخل وقلب حي الزهور .
الحي يبدو هادئاً ، وكأنه لا يكترث لما يقال عنه ، أطفال في الشوارع تلهو ، بعضهم يلعب بالكرة ، وأخرون يلعبون ألعاب الصبية ، وفتيات صغيرات مجدولات الضفائر ، رجالا ونساءً يتجولون في الشوارع بكل أريحية ، محلات مختلفة الأنشطة مفتوحة أبوابها يمكث أصحابها بداخلها انتظاراً للرزق الحلال . 
المشهد لا يختلف كثيراً عن أي حي في إحدى مدن الدلتا . 
ولتوضيح حقيقة سقوط الصواريخ على الحي والذي لم نشاهد فيه جدار قد سقط ، أو "شارع" قد تم تدميره .. التقينا بمحمود شكري ويعمل في أحد المحلات التجارية وقال إنه قد تعود على صوت الرصاص هنا في العريش ، والأمر أصبح طبيعياً ، ولا يهاب ذلك سواء هو أو أسرته ، مؤكداً أنه لم يحدث أي توجيه لصواريخ بالحي ، والدليل على ذلك أنه لا يوجد منزل قد تدمر .