«هدنة الغوطة الشرقية» ولادة متعسرة وسط مخاوف من "الفيتو" الروسي

مندوب روسيا لدى مجلس الأمن
مندوب روسيا لدى مجلس الأمن

قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو مستعدةٌ للتصويت لصالح قرار يتبناه مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار الإنساني في الغوطة الشرقية بسوريا، بشرط ضمانات من كافة الأطراف.

وأرجأ مجلس الأمن التصويت على هدنةٍ لوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، التي تواجه كارثةً إنسانيةً في ظل قصفٍ عنيفٍ تشنه القوات الحكومية المدعومة بنظيراتها الروسية، إلى جلسة اليوم السبت 24 فبراير، بعدما لم يتم التوصل لاتفاقٍ يوم الجمعة 23 فبراير، خلال جلسةٍ كانت موسكو من أبرز الداعين لها.

التعديلات الروسية على مشروع القرار الخاص بفرض الهدنة في الغوطة الشرقية قدمها مندوب موسكو لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبنزيا، إلى أعضاء المجلس.

وسيحبط حق النقض "الفيتو" من قبل روسيا أية مشاريع قرارٍ تفضي إلى هدنةٍ تنقذ المدنيين الذي يواجهون موتًا محققًا في الغوطة الشرقية، والتي يخشى المبعوث الأممي لدى سوريا ،ستيفان دي ميستورا، من تحولها إلى حلبٍ ثانيةٍ، على غرار ما شهدته الأخيرة أواخر عام 2016 من أحداثٍ داميةٍ.

واشنطن: التعامل مع موسكو صعب

نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان،  اعتبر أن تعامل واشنطن مع موسكو بشأن سوريا أصبح أكثر صعوبة، قائلًا "بذلنا جهدًا كبيرًا للحفاظ على العلاقات والحوار مع روسيا بشأن القضايا والمجالات التي يمكن أن نتعاون فيها بغية الوصول إلى هدف مشترك وكانت سوريا إحداها".

ومضى يقول "مع تقدم الحملة ضد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش" أصبح العمل مع الروس بشأن سوريا أكثر صعوبة بالنسبة لنا".

شروط موسكو

وزير الخارجية الروسية، سيرجي لافروف، أفصح ،خلال اجتماعٍ مع نظيره الأوزبكي عبد العزيز كاملوف، عن اشتراطات موسكو للموافقة على صيغة القرار في مجلس الأمن، والتي من أهمها بالنسبة للجانب الروسي، جعل وقف إطلاق النار حقيقيًا وقائمًا على ضمانات من كافة الأطراف داخل الغوطة الشرقية، ويمتد إلى خارجها في كافة مناطق الصراع بسوريا.

ويرى لافروف أن قرار وقف إطلاق النار الذي جرت مناقشته يوم الجمعة في مجلس الأمن لم يذكر أية ضمانات يلتزم بها المسلحون، دون أن يسمي هؤلاء المسلحين، لكنه على الأرجح يتحدث عن مسلحي الجماعات المتطرفة.

ويقول رئيس الدبلوماسية الروسية "الضمانات بطبيعة الحال، يتعين أن تحظى بدعم يتمثل في ضمانات الأطراف الفاعلة الخارجية، وهي بشكل أساسي تلك الأطراف التي لها تأثير على الجماعات المتطرفة التي استقرت في تلك الضاحية قرب دمشق".

الجدير بالذكر، أن الغوطة الشرقية كان معقلًا لفصائل المعارضة السورية المسلحة، قبل أن تشرع القوات الحكومية بحملةٍ عسكريةٍ لانتزاع السيطرة هناك من تلك الفصائل.