«وجبات بالسم الهاري».. عرض مستمر في المدن الجامعية

الطلاب يشتكون من سوء الوجبات
الطلاب يشتكون من سوء الوجبات

«وجبات الطعام بالمدن الجامعية» صداع في رأس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار، ورؤساء الجامعات، ودائما ما يبحثون عن حل للخروج من تلك الأزمة والوصل إلى «جودة الطعام المقدم للطلاب» وهي الغاية التي أصبحت بعيدة المنال بعد تكرر حوادث التسمم الجامعي بالمدن الجامعية والشكاوى المتكررة من سوء الطعام.. «بوابة أخبار اليوم» تحاول خلال التقرير التالي عرض عدد من الوقائع حول ذلك الملف والتي تعددت وتكررت دون حل من المسؤولين، حتى أصبحت عرضا مستمرا وحصري بالمدن الجامعية في البلاد شرقا وغربا.

«ديدان في الوجبات»

وقائع الإهمال الخاصة بوجبات التغذية للمدن الجامعية تعددت، وحالات التسمم بين الطلبة تكررت، التي كان أولها ما شهدته مدينة الطلبة التابعة لجامعة عين شمس، التى بدأت أزمتها بصور تداولها طلاب بالجامعة، على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، تظهر الإهمال الذى يتعرضون إليه فيما يخص التغذية، إذ عثروا على «ديدان» فى وجبة غذائية مقدمة لهم بالمدينة.

الرد الرسمي على الواقعة جاء من الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، فى تقرير قدمه للدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، والبحث العلمى، بأنه فور اكتشاف الواقعة تم إيقاف مدير عام التغذية بالمدن الجامعية ومدير مطبخ المدينة الجامعية، وإحالة جميع العاملين المشاركين فى إعداد الوجبة للتحقيق.

في الواقعة ذاتها، شدد الوزير على ضرورة رفع جودة الطعام وتقديم وجبات غذائية متوازنة للطلاب المقيمين بالمدن الجامعية، بحيث تفى باحتياجات الجسم فى المرحلة العمرية للطالب، وتخضع للإشراف الطبى والصحى، كما شدد الوزير على ضرورة تطبيق عقوبات رادعة على كل المتسببين فى فساد الوجبات التى توزع على الطلاب فى المدن الجامعية.

«ديدان وعفن»

فى أواخر شهر يناير الماضى، عثر طلاب المدينة الجامعية التابعة لجامعة الإسكندرية على «ديدان» فى وجبات الطعام المقدمة إليهم، مع وجود عفن بالفاكهة، فى مدينة منطقة سابا باشا، وتداول طلاب الجامعة المقيمون فى المدينة صورًا، على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، كتبوا عليها: «بالمدينة الجامعية سابا باشا يتكرر لثانى مرة وجود ديدان بالوجبات الغذائية للطلاب ساكنى المدينة الجامعية، بالإضافة إلى وجود عفن فى الفاكهة».

الطلاب قالوا «إنهم تناولوا وجبة مكونة من البسلة والأرز وشرائح اللحم، وعثروا على الديدان داخل الطعام وسط حالة من الغضب إزاء سوء مستوى الطعام المقدم لهم، مطالبين بتدخل إدارة المدن الجامعية واتخاذ موقف حاسم تجاه تكرار العثور على ديدان داخل وجبات الطعام».

الأمر تم رفعه لإدارة المدن الجامعية، بينما ثار العديد من الطلبة، ممن طالبوا المسئولين بضرورة فحص عينات من الطعام ومن الوجبات المقدمة إليهم، ورقابة المطابخ لضمان جودة وجبات التغذية. واكتفى مسئولو المدن الجامعية بالإسكندرية بالتعليق على تلك الواقعة، بأن الوجبات التى عُثِر على الدود فيها، مجرد وجبات فردية، فالدود لم يكن فى كل الوجبات المقدمة بالمدينة، وتساءلوا من أين يأتى الدود وكيف يكون فى كامل قوامه بعد عملية طهى الطعام لمدة لا تقل عن ساعة كاملة.

حالات تسمم جماعى

وفى المدينة الجامعية التابعة لجامعة الزقازيق، أُصِيب مئات الطلبة والطالبات بحالات تسمم جماعى، فاتجهت أصابع الاتهام إلى وجبات المدينة الجامعية، وروى الطلبة المصابون تفاصيل ما تعرضوا له، إذ شعروا فى بادئ الأمر بتغير طعم التونة المقدمة لهم عن طعمها الطبيعى والمعتاد، لتبدأ مأساة المصابين بحالات القيء والإسهال وطفح حبيبات على الشفاة.

نقل المئات من الطلبة المصابين إلى مستشفيات الزقازيق المختلفة لتلقى العلاج اللازم. وندد زملاؤهم آنذاك بالوجبات التى تُقدم إليهم فى المدينة، مؤكدين أنها عادة ما تكون نيئة وغير مكتملة الطهى، وتحتوى على العديد من الشوائب والحشرات، كما أكدوا أن التونة هى السبب الرئيسى فى تسمم زملائهم، إذ إن التونة التى تُقدم إليهم مجهولة المصدر وغير صالحة للاستخدام الآدمى.

طعام نيئ

وفى المدينة الجامعية التابعة لجامعة جنوب الوادى، بمحافظة قنا، اشتكى العديد من الطلبة، من سوء حالة الطعام المقدم إليهم ضمن وجبات المدينة، حيث أكد الطلبة أن قلة أعداد الطباخين المختصين بطهى الطعام، تجعلهم يعدون الطعام بشكل سريع دون التأنى فى طهيه، ما يجعل الدجاج واللحوم المقدمة إليهم نيئة وغير مكتملة الطهى، ويضطر الطلبة لتناول الطعام رغم عدم اكتمال طهيه، بينما يقوم آخرون بالامتناع عن تناول تلك الوجبات.

«ديدان» بـ«الأزهر»

في المدن الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، لم تكن هى الأخرى بمنأى عن تلك المشكلة، حيث اشتكى عدد من طلبة وطالبات الجامعة فى مدن القاهرة، من وجود «ديدان» فى الطعام المقدم لهم، وكان آخر تلك الوقائع ما رواه أحد الطلبة ويدعى عبد الله جمال، حول عثوره على ديدان فى طبق الخضار الخاص بوجبته يوم الجمعة الماضى، فقام على الفور بإزالتها من الطبق واستئناف الطعام، مؤكدًا قيامه بذلك لأنه لو تقدم بشكوى للمسئولين فلا فائدة من وراء ذلك، حسب قوله.

 الدكتور جمال عبد ربه، مستشار رئيس جامعة الأزهر لشئون المدن، نفى فى تصريحات صحفية له، ذلك الأمر، وقال إن الطلبة يحصلون على وجبات جيدة، ويقوم مسئولو المدينة بمتابعة عمليات صرف الطعام والوجبات أولًا بأول.

 «فول بالعقارب»

وأخيرا شهدت المدينة الجامعية بأسيوط ، واقعة غريبة باكتشاف طالبة وجود "عقرب" داخل طبق الفول أثناء تجهيزه. وقالت الطالبة رشا نيازي، التي تسكن بالمدينة الجامعية بأسيوط، إنها فوجئت أثناء تجهيز طبق الفول الذي تسلمته من مطعم الجامعة، بعد إضافة الطماطم عليه، بوجود "عقرب" داخله، فاستدعت زميلاتها للنزول إلى إدارة المطعم، وتقديم الشكوى.

وقالت «رشا» عبر حسابها على صفحة «فيس بوك»: «يعني إيه أكون واقفة بعمل فول من اللي بناخده في المدينة الجامعية المحترمة والاقي (عقرب)، أنزل بيه المطعم يقولولي ده نازل من عندكم والموردين كمان ده مش ذنبي أمال ذنبنا إحنا اللي منزلين العقرب في الفول ده ولا إيه».

الدكتور أحمد عبده جعيص، رئيس جامعة أسيوط، استبدل عبوات فول معلبة بوجبة "الفول" المقدم في وجبات الطلاب بالمدن الجامعية، كجزء من الحل بعد ما أثير حول اكتشاف طالبة لعقرب داخل طبق فول في وجبة العشاء، ما أثار حالة من الهلع بين الطالبات.

 وقال الدكتور محمد عبداللطيف نائب رئيس الجامعة والمشرف علي قطاع التعليم والطلاب، إن إدارة الجامعة أحالت واقعة وجود حشرة في أحد الوجبات إلى التحقيق للتأكد من صحة الواقعة وملابستها مع تطبيق الجزاء القانوني المناسب في حال ثبوت أي إهمال أو تقصير.

اتحاد طلاب الجامعة أصدر بيانا بخصوص الواقعة، جاء فيه أن وفدا من اتحاد طلاب الجامعة زار المدينة الجامعية والتقى عرفة أبوالعلا، مدير عام قطاع المدن الجامعية وعددا من مسؤولي المدن الجامعية ومشرف التغذية بالمدن الجامعية.

وتجري لجنة التحقيق عملا مكثفا للوصول لحقيقة الأمر، وتم التحفظ على طبق الفول، بعد أن تبين أنه مجهز عن طريق الطالبات، حيث يتم توزيع الفول في وجبة العشاء "سادة" والطبق يوجد به إضافات مما يشير إلى تضارب في بنود الواقعة.

كما تم التحفظ على عينة من وعاء الفول بالمطعم وسيتم تحليل العينات واتخاذ الإجراءات القانونية ومحاسبة المسئولين عن التقصير في حالة ثبوت ذلك فمن المسئول عن ذلك والدور علي أي من الجامعات الأيام القادمة.