صور| خمسون عاما..قصة إنقاذ«معبد أبو سمبل» من الغرق

معبد أبو سمبل
معبد أبو سمبل

 

بمناسبة مرور خمسون عاما على افتتاح معبد أبو سمبل للزيارة، «ترصد بوابة أخبار اليوم» أضخم وأكبر معجزة حدثت في العصر القديم والحديث في عام ١٢٤٤ق. م ، ولمدة واحد وعشرون عام قام المصريين فى عهد الفرعون رمسيس الثاني بنحت أكبر وأضخم معبد فى قلب الصخر فى منطقة أبو سمبل .

يروي مجدي شاكر كبير أثاريين وزارة الآثار لـ"بوابة أخبار اليوم "، عن قصة معبدي أبو سمبل، أن المعبد لم يكن نحت هو المعجز ولكن هى المعجزة الهندسية الفلكية التي يشهدها المعبد كل عام وهى ظاهرة تعامد الشمس وتمر آلاف السنوات حتى عام ١٩٦٤، ليأتى أحفاد رمسيس ليقوموا بملحمة لا تقل عما فعله أجدادهم ليقوموا بعمل ماسمى بجزارة أبوسمبل ليتم تقطيع الجبل الذي يضم المعبد الكبير الى ٨٠٧ قطعة والصغير الى ٢٣٥قطعة، وبمساهمة خمسون دولة ومؤسسة بتكلفة ثلاثة وأربعون مليون دولار .

وأضاف شاكر ، بمشاركة ثلاثة آلاف عامل وخمسة شركات دولية فرنسية وألمانية وأثنان سويدية ومصرية ومن خلال أضخم مشروع فى معجزة رائعة وسيفونية عزفها العالم أجمع من ١٩٦٣_١٩٦٨، حيث أستطاعوا تقطيع ونقل المعبدين بارتفاع ستون متر وبناء أضخم قبوة خرسانية قطرها ستون متر وبأرتفاع أثنان وعشرون متر وعمل تل صناعي فوق القبة ٣٣٠الف متر من الحجر الرملى ليظهر شكل الجبل كما كان وكان ذلك باشراف اليونسكو ووزير الثقافة المصرى آنذاك د.ثروت عكاشة الذى أطلق النداء الدولي لإنقاذ أثار النوبة.
قال شاكر ، إن أبو سمبل هو أشهر المعابد التي نحتت في الجبال في عهد رمسيس الثاني.وبدأ بناءه في 1244م قبل الميلاد واستمر لمدة 21 عاما تقريباً،وهو علي بُـعد 290 كم جنوب غرب أسوان، وكانت الرمال تغطي تماثيل المعبد الرئيسي حتى الركبتين، في عام 1813م، عثر المستشرق السويسري"جي أل بورخاردت" على كورنيش المعبد الرئيسي.

وتحدث " بورخاردت "عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي الذين سافروا معاُ إلى الموقع، لكنهم لـم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزي في 1817م، ولكن هذه المرة نجح في محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شيء قيم يمكن أن يحمله معه !

وربط البعض بين أسطورة"أبو سمبل"، أنه كان فـتى محلي صغير وهو الذي قاد المستكشفين إلى الموقع من جديد في وقت مبكر للمعبد المدفـون الذي كان يراه من وقت لآخر في الرمال المتحركة.

في نهاية المطاف ، أطلقوا اسم أبو سمبل على المعبد تبعاً لاسم هذا الفتى ففي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسون دقيقة من صباح هذا اليوم 22 فبراير،22 أكتوبر، من كل عام يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجـه الملك رمسيس فيضاً من نور يملأ قسمات وجه هذا الملك داخل حجـرته في قدس الأقداس في قلب المعبد، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكوناً حزمة من الضوء تضئ وجوه التماثيل الثالثة داخل قدس الأقداس.

جدير بالذكر أن حدوث تعامد الشمس على تمثال رمسيس كان يحـــدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغــــرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينات من موقعه القـديم الذي تم نحته داخل الجبل ـإلى موقعه الحالي ، أصبحـت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، وذلك لتغير خطوط العرض والطول بعد نقـل المعبد 120 متراًغرباً وبارتفاع 60 متراً، حيث تدخل الشمس من واجهة المعبد لتقطع مسافة 200 متر لتصل إلى قدس الأقداس