اليوم.. الشمس تتعامد على قدس أقداس معبد أبو سمبل

استعدادات لاستقبال تعامد الشمس على قدس أقداس معبد أبو سمبل
استعدادات لاستقبال تعامد الشمس على قدس أقداس معبد أبو سمبل

بعد ساعات قليلة .. ينتظر العالم ظاهرة فلكية نادرة وهي تعامد أشعة شروق الشمس اليوم على قدس أقداس بمعبد أبو سمبل ، والتي ستبدأ في حوالي الساعة السادسة و23 دقيقة، وتستغرق من 20 – 25 دقيقة.

وصرح حسام عبود مدير عام معبدي أبو سمبل ، لبوابة أخبار اليوم ، أن وزارة الآثار تستعد للاحتفال بظاهرة تعامد الشمس، على قدس أقداس بمعبد الملك "رمسيس الثانى" بمدينة أبو سمبل بمحافظة أسوان، اليوم الخميس 22 فبراير ،وتعكس تلك الظاهرة مدى التقدم العلمي عند المصريين القدماء فى علم الفلك.

قال حسام عبود ، إنه من المنتظر أن يشارك فى متابعة الظاهرة الفلكية، لتعامد الشمس، قرابة 5 آلاف سائح ومواطن مصرى، يتقدمهم عدد من الوزراء أبرزهم وزراء الآثار والسياحة والاتصالات، إلى جانب محافظ أسوان وعدد من سفراء الدول، ووفد إعلامي وصحفي ياباني.

وأشار عبود إلى أنه تم إتمام الاستعدادات والتحضيرات الخاصة لاستقبال وتنظيم الحدث التاريخي، من خلال تجهيز قاعة الزوار بالمعبد، وتجهيز الطرق المؤدية إلى المعبد والمواقع الأثرية، مع الاهتمام بالمسطحات الخضراء، مع وضع لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية بالمواقع الأثرية وبمداخل ومخارج المعبد، كما أنه تم طبع تذكرة تذكارية خاصة خلال هذا اليوم لأول مرة، بهدف تسليط الضوء على الظاهرة الفلكية الفريدة التى تحدث جنوب مصر.

وتابع عبود، أنه سيتم نقل هذا الحدث الفريد عالميا عبر شاشات عرض ضخمة سيتم وضعها أمام ساحة المعبد ليشاهدها العالم أجمع.

وأضاف عبود ، أن قدس الأقداس يعتبر أهم أجزاء المعبد، وهو "مقصورة المعبود" التى تُعرف باسم "ست ورت" بمعنى العرش الكبير، الموضع العظيم، وهو يطلق على عرش الملك حيث يقدم للمعبود شعائر التعبد والقرابين.

وأضاف انها  تقع حجرة قدس الأقداس، فى قاعدة المعبد، بجانب غرف لحفظ القرابين ، تضم الغرفة 4 تماثيل هى لبتاح رب منفيس، وأمون رع رب طيبة، ولرعمسيس، ثم للرب رع حور اخت رب مدينة أون (هليوبوليس).

ظاهرة تعامد الشمس كان يحتفل بها قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و21 أكتوبر، ومع نقل المعبد إلى موقعه الجديد، تغيير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر.

وهناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى: هى أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعى وتخصيبه، والرواية الثانية: هى أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثانى ويوم جلوسه على العرش.

الفرق المشاركة في الاحتفال 

وأكد "عبود"، إن احتفالات هذا العام بتعامد الشمس مختلفة، ومن المقرر أن يُفاجأ الزوار هذا العام بشكل جديد لمدينة أبو سمبل بعد تطويرها، خاصة من جانب التنظيم والتأمين للاحتفالية.

سيشارك 20 فرقة مصرية عربية وأجنبية للفنون الشعبية، في مهرجان الاحتفالات بتعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني بمعبد الكبير قدس الأقداس اليوم الخميس.

ويشارك فى احتفالات تعامد الشمس هذا العام، مقرر أن يشهدها وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، واللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان

وأوضح أن الفرق المصرية المشاركة هي الإسماعيلية والأقصر وسوهاج والوادي الجديد وفرقة التذوق الفنى بالإسكندرية وأسوان وشلاتين وتوشكى للفنون التلقائية .

أما الفرق الأجنبية فهي: اليونان وتونس والصين وتايلاند وكينيا والهند والمغرب، وفرقة السودان بجانب دولة إثيوبيا ضيف شرف المهرجان.

وأضاف أن فرقة الوادى الجديد للفنون الشعبية تشارك بعدة رقصات فلكلورية،تمثل تراث الواحات منها ( رقصة الخزام – البداية – طابلوه الفرح )، والعديد من الرقصات الأخرى، كما ستقدم الفرقة عدد من الرقصات التراثية من خلال مجموعة من الحفلات الفنية بمدن محافظة أسوان.

جدير بالذكر ان معبد رمسيس الثانى بناه الملك رمسيس عام 1275 ق. م من أجل إله الدولة الرسمى "آمون رع" وإله الشمس "رع حور أختى" وإله الظلام "بتاح تاتنن" واستغرق العمل فيه 19 عاما للانتهاء منه، وتعد الروائية البريطانية اميليا ادواردز اول من لفتت الأنظار لظاهرة تعامد الشمس في أبوسمبل وسجلت ذلك في كتابها الشهير (ألف ميل على النيل) والتي نشرته عام 1877.

وكانت منظمة اليونسكو، قد وافقت خلال أعمال الدورة التاسعة والثلاثين من المؤتمر العام، على إدراج ذكرى مرور 50 عاماً على افتتاح معبد أبوسمبل بعد نقله إلى الموقع الحالي، ضمن احتفالات الذكرى السنوية التي يتم الاحتفال بها خلال عامي (2018، 2019) ، ومن المقرر أن تحتفل اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو بالتعاون مع وزارة الآثار والجهات المعنية بهذه الذكرى بإقامة الأنشطة والاحتفالات خلال عامي (2018، 2019).