الحرب في الغوطة الشرقية .. دماءٌ بلا هدنة بتوثيق الأمم المتحدة

صورة من الغوطة الشرقية
صورة من الغوطة الشرقية

"الوضع في الغوطة الشرقية قد يجعلها حلبًا ثانيةً"، هكذا يرى المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، المشهد هناك جنوب شرق العاصمة السورية دمشق، وما قد يؤول إليه الوضع في غوطة دمشق.

مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، عانت مع نهاية عام 2016 قتالًا شرسًا استمر لشهورٍ تسبب في اقتياد آلاف السوريين هناك إلى مصيرٍ مجهولٍ بين القتل والتشريد.

الاتهامات مصوبة تجاه قوات الحكومة السورية المدعومة بنظيرتها الروسية في تأزم الوضع الإنساني بالغوطة الشرقية، حيث تُشير تقارير دولية إلى سقوط نحو ثلاثمائة مدنيٍ قتيلٍ هناك على يد القوات الحكومية، ومن بين الضحايا ما يربو على خمسين طفلًا لقوا مصرعهم جراء القصف العنيف في المنطقة، التي ظلت طيلة سنوات الصراع الدائر في سوريا تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة.

مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، طالب بعقد جلسة مفتوحة غدًا الخميس 22 فبراير في مجلس الأمن لمناقشة الوضع في الغوطة الشرقية، في ظل الاتهامات الموجهة لبلاده بالاشتراك مع دمشق في قتل المدنيين بالغوطة الشرقية.

هذا في وقتٍ قال فيه الجيش الروسي إن المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في الغوطة الشرقية قد انهارت، وقد تحدث مركز المصالحة الروسي في سوريا، عن أن المسلحين التابعين لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق لم يستجيبوا لدعوات وقف القتال ونزع السلاح، ليلقي بذلك باللوم على الجانب الآخر المتناحر هناك، في ظل تركز أسهم النقد تجاه موسكو ودمشق في تلك الأحداث.

موقف الأمم المتحدة

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، وصف اليوم الأربعاء الوضع في الغوطة الشرقية بأنه جحيمٌ على الأرض بالنسبة للمدنيين، حسب تعبيره، داعيًا إلى الوقف الفوري لجميع أشكال القتال هناك.

وبدوره، ندد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، اليوم الأربعاء 21 فبراير، بما قال إنها حملة إبادة وحشية ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية في سوريا، مطالبًا بالرجوع إلى القانون الإنساني الدولي الذي صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التي يذبح فيها المدنيون بشكل جماعي من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية.

الأمير زيد قال إن الأمم المتحدة وثقت مقتل 346 مدنيًا وإصابة 878 في الغوطة الشرقية منذ 4 فبراير معظمهم في ضربات جوية على مناطق سكنية، حسب تصريحه.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على لسان ماريان جاسر، رئيسة وفد اللجنة في سوريا، تطالب بالسماح لها بدخول الغوطة الشرقية وسط تعذر ذلك، حيث ترى اللجنة أن حجم الكارثة في الغوطة الشرقية يقتضي ضرورة السماح لفرقها الطبية بالدخول لمساعدة الأطباء المحليين، والممرضين الذين أُغرقوا بالعمل تمامًا.

تنديد دولي

وعلى المستوى الدولي، تقول الحكومة الألمانية إن الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري في الغوطة الشرقية لا تستهدف الإرهابيين، بل الشعب السوري، حسب رأيها، داعيةً روسيا وإيران، الحليفتان الرئيسيتان للنظام السوري، للتأثير على الرئيس السوري بشار الأسد من أجل إنهاء تلك العمليات.

ومن جانبه، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، منددًا ما اعتبره قرار النظام السوري مع حلفائه مهاجمة المدنيين وربما بعض خصومه، تحت ذريعة الحرب على جهاديين إسلاميين، حسب قوله.

الوضع المأساوي في الغوطة الشرقية ينتظر جلسة مجلس الأمن المنتظر عقدها غدًا على الأرجح، على أمل أن يأتي الحل من نيويورك لينقذ الشعب السوري المعاني في أحد أرياف دمشق.