سيناريو العرض المتحفي يضم ألف قطعة أثرية

«تل بسطة» الكنز المدفون.. «الآثار» تعيد الروح إليها بعد 11 عامًا من الترميم

تمثال "ميريت أمون" زوجة الملك رمسيس التانى
تمثال "ميريت أمون" زوجة الملك رمسيس التانى

 «تل بسطة» الكنز المدفون.. «الآثار» تعيد الروح إليها بعد 11 عامًا من الترميمتعد منطقة آثار تل بسطة، مركزاً دينياً هاماً وإحدى عواصم مصر القديمة، نظراً لموقعها على مدخل مصر الشرقى، فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وشرفت بأنها كانت معبراً ومقراً مؤقتاً للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح "عليهما السلام" عند قدومهما إلى مصر.

لماذا عاد الاهتمام لـ" تل بسطة"

وتبرز " بوابة أخبار اليوم" كنوز تلك المنطقة الأثرية والإمكانات السياحية القابعة في محافظة الشرقية، حيث ينتشر من بين ربوعها 120 موقعًا أثريًا وأشهرها منطقة تل بسطة.

وأعادت وزارة الآثار الروح لتل بسطة نظرًا لتميزها بأنها ذات تاريخ وحضارة عريقة، حيث قامت علي أرضها مدينة "أورايس" المعروفة الآن باسم "تل الضبعة"، والتي كانت عاصمة الهكسوس؛ ومدينة "بر رعميس" التي بناها الملك رمسيس الثاني والمعروفة حالياً ب "قنتير" والتي اتخذها الملك رمسيس الثاني مقراً لحكم مصر، و"صان الحجر" "تانيس" والتي كانت عاصمة لمصر في الأسرة الثانية والعشرين، وبها معبد المعبود "آمون"أكبر معابد الوجة البحري.

كما يوجد بالمحافظة "تل فرعون" الذي كان عاصمة للإقليم التاسع عشر من أقاليم الوجة البحري.

أما عن مدينة تل بسطة، فهي تقع علي بعد حوالي ٨٠كم شمال شرق القاهرة، و٣كم جنوب شرق مدينة الزقازيق، وقد عُرف الموقع منذ العصور القديمة باسم " بر باستت " او " بوباستيس " وهو يعني منزلا لمعبودة "باستت" المعبودة القديمة بهيئة القطة.

ولمدينة تل بسطة تاريخ طويل من الحفائر التي نُفذت من قِبل البعثات الأجنبية والمصرية، أهمها حفائر العالم " إدوارد نافيل" عام ١٨٨٦-١٨٨٩ والتي أسفرت عن موقع معبد " باستيت الكبير" ومعبد الملك " بيبي الأول " من الأسرة السادسة ، وما يسمي قصر " أمنمحات الثالث" من الأسرة الثانية عشر، وتوالت البعثات علي المنطقة خاصة البعثات الإنجليزية والألمانية، بالإضافة إلي الحفائر المصرية من المجلس الأعلي للآثار وجامعة الزقازيق، ومنها حفائر العلماء لبيب حبشي عام ١٩٣٦، و احمد الصاوي عام ١٩٧٠، ومحمد إبراهيم بين عامي ١٩٧٨-١٩٩٤.

 

أطلال بوباستيس

هى مدينة تقع بجانب مدينة الزقازيق، قامت على أطلال مدينة "بوباستيس" وهى واحدة من أكبر المدن القديمة فى مصر وتُعرف الآن باسم "تل بسطة"، أو المعبودة العظيمة، حيث كانت لتلك المدينة القديمة "بوباستيس" القطة الرشيقة الإلهة باستيت إلهة الحب والخصوبة، بدأ تشييد معبد باستيت  في عهد الملك خوفو والملك خفرع من الأسرة الرابعة.

ثم قام الملوك الفراعنة من بعدهما من الأسر السابعة عشر والثامنة عشر والتاسعة عشر والأسرة الثانية والعشرين بوضع أبنيتهم وإضافاتهم على المعبد على مدى حوالي 1700 سنة.

 

سيناريو العرض المتحفى

ويبدأ قطاع المتاحف بوزارة الآثار في وضع اللمسات الأخيرة لمتحف تل بسطة استعداداً لافتتاحه في شهر مارس المقبل.

من جانبه، قالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن سيناريو العرض المتحفى تقوم على فكرة لتسليط الضوء على مدي اختلاف الأكتشافات من منطقة لأخرى سواء كانت تربة طيبنة أو صحراوية بعيدة او قريبة من النيل، شمال مصرأو صعيدها وذلك تحت عنوان "حفائر موقع"، كما يوضح ايضا كيفية أن موقع الحفائر يستطيع أن يحدد ما إذا كان الموقع  مؤهل للحياة والسكان، أم مكان لدور العبادة، أم مكان للقلاع مثل العديد من القلاع التى على حدود مصر.

وأضافت إلهام صلاح، أن المجموعات المعروضة بالمتحف هي نتائج لحفائر البعثات المصرية والأجنبية بمحافظة الشرقية منها ما يمثل الحياة ومنها ما يمثل الموت و هي تضم مجموعة من الأدوات المختلفة المستخدمة فى الحياة اليومية، ومجموعة من الأواني التي كانت تستخدم لأغراض عديدة في حياة المصري القديم، هذا بالإضافه إلي مجموعة من المسارج والتماثيل المصنوعة من التراكوتا (طين محروق ) والعملات ومجموعة من تماثيل المعبودات.

وقد قام فريق العرض المتحفي برئاسة سامح المصري بإعداد وتجهيز فتارين العرض، حيث تم تخصيص فاترينه خاصة بالمعبودة "باستت" بها العديد من تماثيل الالهة مصنوعة  من البرونز، بالإضافة إلي فاترينه بها دفنة تضم تابوت من الفخار ومجموعة من تماثيل الأوشابتى ومسند للرأس وموائد القرابين.

واستطردت "إلهام صلاح" قائله، أن متحف تل بسطا تم بناءه عام ٢٠٠٦ ولكن توقف العمل به، وبدأ مرة ثانية في عام ٢٠١٧ حيث تم إعادة تأهيله لاستخدامة كمتحف.

وقام قطاع المشروعات بالوزارة بأعمال الترميم وإصلاح ماتم تلفه ووضع نظام إضاءة ومنظومة أمنيه ليكون أخيراً هناك متحفاً أثرياً بمحافظة الشرقية.

متى بدأت فكرة إنشاء المتحف ؟

مع بداية عمل البعثة الألمانية لمصر فى منطقة آثار تل بسطة، عام 2001، جاءت فكرة أنشاء المتحف لجمع آثار المنطقة القديمة ونتائج أعمال الحفائر التى تقوم بها البعثات المصرية والأجنبية، بالإضافة إلى ضم بعض من مقتنيات متحف "هرية رزنة" له، فى قرار من أمين المجلس الأعلى للآثار، آنذاك الدكتور زاهى حواس.

 

كنوز المتحف

وتصل عدد القطع الأثرية لـ 1000 قطعة، من متحف الريت رزنا، تتم الاستعانة بها، بجانب نتاج حفائر محافظة الشرقية وبالأخص تل بسطة.

من المنتظر أن يضم المتحف تمثال "ميريت أمون" زوجة الملك رمسيس التانى، من الأسرة الـ18، كما سيعرض تماثيل التراكوتا، وعددا من المسارج وموائد للقرابين ومساند للرأس، وأوانى لأحشاء المومياوات.