مصر «الأولى» في إنتاج الزيت في أحدث إحصائية لـ«الأمم المتحدة»

رئيس «الدولي للزيتون»: السيسي قيادة حكيمة.. ومشروع الـ100 مليون شجرة «أمن قومي»

رئيس المجلس الدولي للزيتون
رئيس المجلس الدولي للزيتون

حصدت مصر المركز الأول في إنتاج زيت الطعام عن عام 2017 في أخر إحصائية للمجلس الدولي للزيتون -مقره مدريد- والتابع لمنظمة الأمم المتحدة.

 

ومن ناحية أخري، وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي والبرلمان الأسبوع الماضي بعودة مصر للانضمام للمجلس الدولي بعدما انتهت عضويتها منذ 2015 ولم تجدد ، ومع البرنامج القومي للرئيس بزراعة 100 مليون شجرة زيتون لتغزو مصر الأسواق العالمية بزيت الزيتون.

 

وفي هذا السياق، حاورت «أخبار اليوم» رئيس المجلس الدولي لزيت الزيتون لطفي غديره بمدريد.

 

 

  

 

>بدايةً ، ما هو ترتيب مصر حاليا في زيت الطعام والزيتون ؟وما هي الإحصائيات الأخيرة علي مستوي العالم ؟

 

بالنسبة لزيت الطعام، فالإنتاج العالمي يمثل 3 مليون طن ، وهذا العام مصر كانت أول مُنتِج عالمي لزيت الطعام ، وحسب الإحصائيات الرسمية لأخر تقرير للمنظمة العالمية والمجلس الدولي، فإن مصر فاقت إسبانيا وأنتجت 650 ألف طن من زيت المائدة، ولذلك تعتبر مصر من أهم الدول التي يجب أن تكون ضمن الدول الممثلة في المجلس الدولي للزيتون ، ولكن الميزة ليس فقط أن مصر هي المُنتِج والمصدر الأول لزيت الطعام ، إنما تعني أن مصر تطبق المعايير والمواصفات العالمية.

أما الإنتاج العالمي لزيت الزيتون في حدود 3 مليون طن في العام تقريباً ، ومصر إنتاجها ضعيف للغاية لا يتعدي 20 ألف طن في العام الماضي.

 

 

>وما أهمية التواجد المصري في المجلس الدولي لزيت الزيتون ؟

مصر من الدول المؤسسة للمجلس الدولي للزيتون منذ عام 1964، لما لها باع طويل في إنتاج زيت الطعام وزيت الزيتون ، ثانيًا أن مصر صاحبة إنتاج عالمي مهم حسب الإحصائيات الأخيرة في إنتاج زيت الطعام وتطوير إنتاج زيت الزيتون حسب الدراسات الأخيرة والمشروعات التي تم الإعلان عنها في تطوير منظومة زراعة الزيتون وتكرير الزيت.

  

 

>إذا كانت مصر من الدول المؤسسة للمجلس الدولي، فلماذا خرجت ولماذا لم يتم تفعيل انضمامها مرة أخري بعد موافقة مجلس الشعب والحكومة ؟

خروج مصر من المجلس الدولي للزيتون كان لأسباب تتعلق ببعض الإشكاليات الإدارية ليس أكثر، حتى علي مستوي المنظمات الدولية أجمع هناك بعض العطلات لنفس السبب ، كما أن مصر في ذلك التوقيت قدمت طلب بالتجديد لعضويتها في المؤتمر العام بجينيف وتم إيداع الاتفاق لدي الأمم المتحدة  ، ولكن تزامن مع تقديم الطلب وجود حراك سياسي وتغيير في البرلمان ، ومن ضمن شروط عضوية أي دولة أو تجديد عضويتها هو موافقة الحكومة ومجلس الشعب ، فما كان من المجلس الدولي إلا  أن ينتظر عودة مجلس النواب ليأخذ الموافقة ، وكانت هناك بعض العطلات في عام 2016 مما دعا إلي اجتماع مع وزيري الخارجية والزراعة بالقاهرة ، حيث أكدا علي أهمية انضمام مصر مرة أخري إلا أن هناك مشكلات إدارية ،حتى تمت بالفعل الأسبوع الماضي موافقة مجلس الشعب بعد قرار الموافقة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمجلس في انتظار إرسال الملف الرسمي من مصر إلي منظمة الأمم المتحدة في نيويورك ومنها يتم إرسال خطاب رسمي إلي المجلس الدولي بمدريد عودة مصر كعضو، كما أن أن سامح شكري، وزير الخارجية، قد سلم وثيقة عودة انضمام مصر للمنظمة الدولية الثلاثاء الماضي أثناء الجولة الأوروبية التي قام بها في إسبانيا وألمانيا.

 

 

>هناك برنامج للرئيس عبد الفتاح السيسي بزراعة الـ100 مليون شجرة زيتون لتطوير وإنتاج زيت الزيتون، فما هي الخطوات التي يمكن أن تتبعها مصر لمواكبه تطوير القطاع ؟

 

هذا مشروع أمن قومي ، فكما أشرت إلى أن الإنتاج العالمي لزيت الزيتون هو 3 مليون طن ، ولكن يصل الاستهلاك العالمي أيضًا إلي 3 مليون طن، وهو ما يعني أن المخزون الاحتياطي أو التعديلي لزيت الزيتون لا يتجاوز حاليًا إلي 100 ألف طن وهو ما يعني أنه لا يوجد مخزون تقريبي لزيت الزيتون وهو ناتج عن زيادة الطلب من الدول المستهلكة عن المعروض من الدول المنتجة وهو ما يفسر غلاء أسعار زيت الزيتون حول العالم.

 

رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي صائبة وحكيمة وليس بالجديد عليه بتنفيذ المشروعات القومية، لأن ليس لأي دولة إمكانية زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون إلا دول البحر المتوسط ، ولذلك أري أن هذا المشروع  اقتصادي هادف لتشغيل عمالة لكفاية السوق من حاجته لزيت الزيتون، بالإضافة إلي العائد الكبير من التصدير.

 وأضيف أن هناك بعض الدول التي تنمي هذا البرنامج بكفاءة ولكن مصر تنفذه بجرأة دون تخوف من حرق الأسعار ،فالمجلس الدولي يقوم ببرنامج تسويقي في الوقت الحالي هدفه التوزيع بشكل أكبر مع ثبات الأسعار وهو ما يعني أن المكسب متوافر للجميع سواء للمنتج بالأرباح أو للمستهلك بوصول المنتج إليه بالإضافة إلي تعديل المناخ بعد الاضطرابات التي تتعرض لها دول البحر المتوسط بل والعالم فأخر إحصائية توضح أن إنتاج لتر واحد من زيت الزيتون تستوعب امتصاص ثاني أكسيد الكربون بنسبة تعادل 10 لتر من البنزين.

 

وأنطلق البرنامج الترويجي للمجلس الدولي للزيتون من الولايات المتحدة الأمريكية التي تستهلك 300 ألف طن أي ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي وبرنامج ترويجي أخر باليابان فضلًا عن الصين التي انطلقت حاليًا في تطوير استهلاكها، أي أن البرنامج التي تضعه مصر يمكن أن يكون العائد الاقتصادي للدولة أكثر من الدراسات التي توضح ربحه لمشروع الـ100 مليون شجره زيتون.

 

والفترة الزمنية التي يحتاجها المشروع ترتبط بالموارد المالية والكفاءات والخبرات الدولية لأن زراعة الزيتون لإنتاج زيت زيتون بكر ممتاز يستطيع التوغل في الأسواق المستهلكة ومنافسة الدول الأخرى ليست بالسهلة.

 

>إذًا ما هو الدعم المادي والفني الذي يقدمه المجلس الدولي لمصر ؟

من جانب الدعم الفني ، تواجد مصر في المجلس الدولي للزيتون سيمنحها الفرصة في الحصول علي الخبرات الفنية الدولية في زراعة شجر الزيتون وصناعة الزيوت البكر الممتازة التي يمكنها أن تقتحم السوق العالمي ، بالإضافة إلي كل المعطيات والأرقام والأبحاث العلمية المرتبطة بالزراعة والتصنيع وكل ما فيه إفادة من الإحصائيات العالمية.  الذي يمكنها من ضبط الأسعار ومعرفة تطور القطاع .

أما عن الدعم التسويقي ، ستتمكن مصر خلال الفترة المقبلة بعد الانضمام رسميًا من التواجد في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان بالحملات التسويقية التي من شأنها حلقة وصل المنتجين و التجار مع المستهلكين خلال عام  2018.

وفي جانب الدعم المالي ستتقدم مصر بما تحتاجه بطلب رسمي للمجلس الدولي وسيتم منحها حسب الميزانيات المتوفرة لمشروع زراعة الـ 100 مليون شجرة زيتون ، كما أن دور المجلس الدولي هو دعم الدول الأعضاء في إنشاء مختبرات ومعامل لتكرير زيت الزيتون لإنتاج زيوت ممتازة ذات جودة عالمية وهو من حق مصر في الوقت الحالي بعد تطبيق مشروعها الجديد.

 

 

 

 وكانت أجندة المجلس الدولي خلال عام 2018   

التي يجتمع فيها المجلس الاستشاري لجميع الدول الأعضاء، المنتجة والمستهلكة للزيوت أولها في الأردن في شهر أبريل المقبل و في شهر يونيو بالأرجنتين وفي شهر أغسطس بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

 ويضم المجلس الدولي للزيتون الدول المنتجة لزيت الطعام وزيت الزيتون والذي انشأ عام 1959 ، ولكن بعد تجديد بنودها بناءًا علي الدول الأعضاء في جينيف عام 2015 تم ضم الدول المستهلكة أيضًا ، فكانت الدول المنتجة عليها أن تثبت أهدافها ومعاييرها ومواصفاتها وبرامجها لمزيد من تطوير القطاع، حتى تقدمت الدول المنافسة باقتراح ضبط المواصفات وسبل المعايير للقطاع لابد وأن يحكم عليها الدول المستهلكة والتي يجب أن تنضم للمجلس الدولي.

وحاليا يمثل المجلس الدولي للزيتون 90% من الدول المنتجة لزيت الطعام وزيت الزيتون في العالم ، منها دول البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي اجمع وبعض دول أمريكا اللاتينية منها الأرجنتين والأوروجواي ، كما يضم 80% من الدول المصدرة لزيت الزيتون.