«غريب» يثير الجدل في القومي للترجمة ومديره يعد بإجراء تحقيق!

أنور مغيث
أنور مغيث

يعد المركز القومى للترجمة مشروعًا متميزًا قدم للثقافة العربية آلاف العناوين المترجمة، ليتيح للقارئ العربى معارف من مختلف الثقافات الإنسانية فى العديد من المجالات، تأسس المركز عام 2006 كامتداد للمشروع القومى للترجمة وكان عبارة عن لجنة من لجان المجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1996 حتى انفصاله، وفى معرض القاهرة للكتاب كان مقره من أكثر الأماكن ازدحاما حيث وفر الكتب المترجمة بأسعار مدعومة لا تقارن بما تقدمه دور النشر الخاصة، ويشير د. أنور مغيث مدير المركز إلى أن نفس هذا الازدحام كان على جناحه فى معرض الدار البيضاء، ويتمنى أن تزداد أسعار الكتب قليلا فى المعارض العربية والأجنبية حيث إن الدعم المقدم على الكتاب يجعله رخيصا جدا بالنسبه لأسعار الكتب فى الخارج، والدعم مخصص فى الأساس للقارئ المصرى، وقد سألنا مغيث فور عودته من الدار البيضاء عن بعض ما أثير فى الفترة الماضية عن المركز.

> ثار جدل كبير حول ترجمة بعض الكتب الصادرة من المركز، فهناك رواية بعنوان «غريب فى أرض غريبة» احتوت على فقرات غير مفهومة بالمرة والبعض اتهمها بأنها مثل الترجمة الإلكترونية؟


- ننشغل بـإصدار حوالى 200 كتاب فلا نضمن أن كل الترجمات ممتازة، المستويات تتفاوت، وطبعا هناك إدارات مهمتها التحرير والتصحيح حتى يكون النص عربيا سليما، لأن الجودة شرط ضرورى لأية جهة تتصدى للنشر، فلو وجدت عبارات غير مفهومة فربما يعود ذلك إلى كلمة سقطت أو عدم كفاءة من المترجم، لم أحقق بعد لكن لابد من التفرقة بين آخر غير كفء وبين مترجم يعتمد على الترجمة الإلكترونية، بين حسن النية مع عدم الكفاءة وبين سوء النية والتلاعب، فالاعتماد على الترجمة الإلكترونية تهمة كبيرة تمس المركز إن صحت، وكذلك لابد من النظر إلى كون العمل كله بهذا الضعف أم أنها مجرد الفقرات التى أثير حولها الجدل، فمؤشر واحد لا يحدد أن كل الترجمة سيئة، فلابد من مراجعة الكتاب كله لنحدد مدى صحة ما أثير.


> هل هناك إجراءات ما تتم الآن بهذا الشأن؟
- طبعا، نراجع الترجمة، وإذا كان هناك خطأ من المترجم فلن نتعامل معه مرة أخرى، لكن إذا تبين أن هذا مجرد خطأ سهو أو نتيجة لصعوبة فى الجملة الأصلية، فسنطلب منه تحرى الدقة، لكن لا يمكن اتخاذ موقف بدون مراجعة الكتاب، وهو ما لم يتم حتى الآن، وأؤكد إذا اتضحت صحة ما أثير فسنوقف إصدار الكتاب فى طباعات جديدة وتوزيع النسخ المتاحة من الطبعة المطروحة وكذلك التعامل مع المترجم.


> هناك ملاحظات شبيهة، وكذلك ملاحظات على أخطاء لغوية فى كتب مهمة مثل كتاب «المثنوى» لجلال الدين الرومى الذى صدرت طبعته الخامسة بنفس الأخطاء؟
- الكتاب للعلامة د. إبراهيم الدسوقى شتا وكانت هناك حفاوة بالغة به حين صدر ورسخ فى ذهننا أنها ترجمة متميزة، لذلك كلما تنفد الطبعة نعيد طبعها، وحتى الآن لم يصل إلينا شيء بشأنه، وإذا تأكدنا من وجود أخطاء فلن نصدر طبعة جديدة إلا بعد تصحيحها، بشكل عام، حتى الآن ليس هناك دراسات دقيقة حقيقية للترجمة فى مصر لكن كل ما يحدث فى أغلب الأحيان مجرد تشهير، بمعنى أن يكتشف أحدهم خطأ ما ويبدأ فى الهجوم دون دراسة، لكن المفروض أن تتم مراجعة الترجمة مع الأصل حتى يثبت الخطأ، نتذكر ما فعله طه حسين فى ترجمة البؤساء لحافظ إبراهيم وتفنيده للترجمة من وجهة نظر موضوعية، لكن التشبث بغلطة وإثارة الزوابع على وسائل التواصل الاجتماعى ليس أمرا علميا، ومع ذلك مجرد تنبيهنا بالأمر يجعلنى أرسله للتصحيح أولا قبل الطبعة السادسة للتأكد من تصحيح الكتاب، لا أدافع عن الخطأ لكن لابد من التفرقة بين الخطأ البشرى والخطأ الفادح.


> لماذا لا يقوم المركز بإعداد كوادر فى مجال الترجمة للمترجمين والمحررين لضمان الكفاءة؟
- كنا نقيم دورات فى اللغات المختلفة ودورات تخصصية فى موضوعات بعينها ونقيم ورشا مصغرة على مدى أيام، نطمح فى عمل دبلومة دراسات عليا فى الترجمة وتتم ترجمة كتاب من خلال الدارسين ويحكم، ولكننا لسنا جهة إصدار شهادات فنبحث عن جامعة شريك لنا، بحيث تبقى هناك شهادة معتمدة، لو نجحنا سيكون إنجازا كبيرا، وكنا قد شاركنا مشروع بيت الترجمة مع الجامعة الأمريكية من عدة سنوات وأنتج كتابا اقتصاديا مهما، وعملنا بروتوكولا مع كلية الألسن، بحيث يترجم عدد من طلبة الدراسات العليا كتابا والأستاذ المشرف عليهم مراجعا لهم.


> لماذا يترجم المركز كتبا حول أدباء عرب، تتوافر الدراسات عنهم بالعربية، فما الذى سيستفيده القارئ العربى؟
- ترجمنا عن نجيب محفوظ وأحمد فؤاد نجم، فنحن غير ميالين لترجمة ما يكتب عن العرب، لكن عندما تكون هناك نظرة أجنبية تحليلية مختلفة فترجمته مهمة، فمضمون الكتاب هو الذى يحدد ترجمته من عدمه.


> ومكتبة المترجم لماذا لم تفتتح حتى الآن؟
 - بسبب تأخير متعلق بترتيبات قاعة الاطلاع وتنظيمها، لكن خلال شهرين ستكون المكتبة متاحة للجمهور.