حارس «الفيس بوك».. رواية تكشف تعاسة العالم!

شريف صالح
شريف صالح

بعد إبحار طويل في محيط القصة القصيرة يتجه الأديب شريف صالح إلى مرافئ الفن الروائي من خلال روايته الأولى «حارس الفيس بوك» التى صدرت مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية.

 

ويحكى صالح عن سكان مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» الذين تركوا وحدتهم ومشكلاتهم الاجتماعية على أرض الواقع، وراحوا يسبحون مثل رواد الفضاء فى براح العالم الافتراضى داخل سماء «الفيس بوك» الذى يصبح مستودعا لأفكارهم وأسرارهم وفضائحهم، ويطرح صالح فى روايته سؤالا: متى يتحول «الفيس بوك» من كاتم أسرار إلى مفشى أسرار؟، حول هذا السؤال وغيره حاورنا مؤلف الرواية فى السطور التالية:

 

> هل تعبر روايتك «حارس الفيس بوك» عن انتقال الأسرار من العالم الافتراضى إلى الواقع؟
- هذا جزء من الرؤية، لكن الأعمق أننا اليوم نعيش فى العالم الافتراضى وعلاقاته أكثر مما نعيش فى عالمنا الواقعى التقليدي، وقد تجد زوجين يجلسان معا فى مقهي، وكلاهما مشغول بهاتفه ومتابعة ما يجرى على «الفيس بوك».

 

> بدأت الرواية من نهاية أحداثها حيث أخذت فصول العمل الشكل التراجعى فهل استخدمت هذه التقنية حتى يحس القارئ بالصدمة ويتساءل ماذا حدث؟
- لا أعتبره تيارا تراجعيا، وإنما أقرب إلى «التصاعد المعاكس» كما أشار الكاتب والصديق ممدوح رزق أثناء قراءته للرواية. والبناء جاء مستلهمًا لحركة الكتابة والنشر على «الوول».


> برغم أن موضوع وسائل الاتصال الاجتماعى تم تناوله فى العديد من النصوص الإبداعية ما الذى جذبك إلى هذا العالم حتى تكتب روايتك؟
- طبيعى أن شبكة الإنترنت وما يسمى «السوشيال ميديا» تنعكس على الكتابة شعرًا وسردًا.. وعلى الدراما أيضًا.. لكن أظن أن روايتى تفردت فى أنها اشتغلت على موقع محدد فقط واستلهمت بنيته وعالمه، وهو «الفيس بوك».


> «هدي» إحدى شخصيات الرواية حلمت بأن تقنيات وسائل الاتصال الاجتماعى تطاردها كيف أصبحت تلك الوسائل ملتحمة بحياتنا الشخصية؟
- هذا صحيح.. لأن هذه الوسائل بقدر ما عقدت وسهلت ونوعت صيغ التواصل.. لكنها فى الوقت نفسه زادت من الشعور بالعزلة والاغتراب.. تجد فى قائمتك خمسة آلاف صديق.. ومع ذلك ينتابك إحساس أنه لا صديق لديك تشكو إليه.


> متى تتحول تلك الوسائل من مخزن أسرار وأفكار إلى مرآة تكشف تعرية المستخدم؟
- هذه الوسائل سهلت البوح سواء على «الوول» فى العلن أو عبر «الشات» فى «الأنبوكس».. فأصبحنا نعلم ماذا يقرأ أصدقاؤنا.. ومتى وكيف تعطلت سيارتهم.. واسم الطبيب الذى يذهبون إليه.. وماذا فعلوا فى الإجازة الصيفية.. كل شىء موثق بأدق التفاصيل.. وهو ما فتح الباب لعلم اجتماع «السوشيال ميديا» للكلام عن أننا مراقبون على مدار الـ 24 ساعة.


> تخيل معى أن الحياة الواقعية أصبحت مثل عالم الفيس بوك برقم سرى وأسئلة «كويز» وأسماء مستعارة و«بلوكيد» وإلغاء الصداقة أو المتابعة؟
- الواقع يتأثر وسوف يستمر فى التأثر بما يحدق فى «الافتراض».. وأبسط مثال أن يؤدى «بلوك» فى الفيس بوك بالفعل إلى إلغاء صداقة فى الواقع وانتهاء علاقة.. أو أن تتحول قصة حب من «الشات» إلى حفل زفاف فى الواقع.