فجيعة في الدولاب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عندما يتملك الشيطان من النفس يروضها، ويرتكب بها أبشع الجرائم، غير مبال بالعقاب، فأي نفس بشرية تقوى على فعل ذلك سوى نفس أصابتها اللعنة.
    
كانت الشبورة على شاطئ الترعة تتحرك كتلها في ثقل بين الأشجار، يخيل لمن يراها أنها كتل بشرية تتمايل كالأشباح، والماء ساكن كالزئبق لا حركة فيه، والنجوم في السماء تأتي وتمضي فيزيد المنظر رعبًا وجمالًا في آن واحد، بينما تسير الطفلة الصغيرة ابنة الـ 5 سنوات بخطوات مطمئنة متوجهة إلى منزلها، ولم تكن تعلم بأن هناك عين ذئب بشري ترصدها وببريق يبعث بالرهبة والخوف.

تسمرت قدماها الصغيرتين، وتقطعت أنفاسها عندما فاجئها وأمسك بيدها، هدأت دقات قلبها الذي كاد أن ينخلع من بين ضلعيها عندما تعرفت عليه فهو أحد شباب القرية، هدأ من روعها، وباطمئنان شديد سارت معه يداعبها وشد انتباهها بهاتفه المحمول، وما إن اقترب من منزله انقض عليها كالأسد الجسور وكتم أنفاسها، وبدت كالعصفور الصغير بين يديه، وطرحها أرضًا ووسط مشهد يبعث بالذعر ودموع تنهمر فوق وجنتيها وكأنها حمم تحرق وجهها، ونحيب تتوسل إليه بعد إيذائها.

وبالرغم من صغر سنها إلا أنها نجحت في الحفاظ على شرفها، وستر عورتها، باءت كل محاولات الذئب المتحجر القلب بالفشل، انفجر الدم في عروقه ساخنًا مجنونًا، وانتابته لوثة لشعوره بالفشل على الطفلة فما كان منه إلا أحكم قبضة يده على فمها، واستل سكينًا وطعنها عدة طعنات ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة، وهداه شيطانه إلى أن يقوم بدفن جثتها داخل دولاب الملابس خشية الفضيحة، إلى أن يجد حلًا للتخلص منها، وقضى ليلته وكأن شيئًا لم يكن.

انقلبت القرية رأسًا على عقب بحثًا عن الطفلة المفقودة، وبغلظة قلب وبجاحة غير مسبوقة كان الذئب يتسابق في البحث عنها معتقدًا الهرب من جريمته، ونسي عدالة السماء.

وفور إخطار اللواء أحمد عتمان مدير أمن المنوفية، أصدر تعليماته بسرعة عمل التحريات المكثفة والدءوبة للوصل إلى حل لغز اختفاء الطفلة الصغيرة، وتبين أن وراء الفجيعة، والجريمة غير الإنسانية، الشاب الذئب الذي اعترف بصحة الواقعة، واستدراجه للطفلة البريئة، وتعمد قتلها خشية أن تفضحه.

وأحيل إلى النيابة التي تولت التحقيقات، وصرحت بدفن جثة الصغيرة بعد العرض على الطب الشرعي، وتقرر حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.