لأول مرة منذ 9 سنوات..

عباس يتجاهل واشنطن في مبادرته للسلام أمام مجلس الأمن

محمود عباس
محمود عباس

من المتوقع أن يطرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال خطابة المتوقع أمام مجلس الأمن، الثلاثاء 20 فبراير، مبادرة سلام جديدة في إطار محاولة دبلوماسية لإيقاف قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس.


ووفقًا لتصريحات وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، التي نقلتها روسيا اليوم، فإن خطاب عباس أمام جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم حول الشأن الفلسطيني، سيكون الأول له منذ عام 2009.


وأضاف المالكي أن عباس سيطرح في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي مبادرة وخطة سلام فلسطينية في إطار محاولة دبلوماسية فلسطينية لإيقاف القرارات الأمريكية الأخيرة والإجراءات الإسرائيلية وتشريعات الكنيست.


وأشار المالكي إلى أن خطة السلام الفلسطينية المقرر طرحها ستتضمن وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب بما فيها الاستيطان وإلغاء قرار ترامب بشأن القدس والتحضير لمؤتمر دولي واسع تنتج عنه مرجعية دولية تعمل على إلزام جميع الأطراف بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 عاصمتها القدس الشرقية.


ومن الممكن أن يدعو محمود عباس إلى مفاوضات سلام دون رعاية أمريكية.


ولفت المالكي إلى أن خطة السلام الفلسطينية التي ستقدم لمجلس الأمن صيغت فيها الأفكار التي طرحها عباس في خطاباته الأخيرة ولقاءاته بقادة ومسؤولي عدد من دول العالم حتى تؤسس لنقاش جدي للبحث في الآليات المناسبة للعودة للمفاوضات.


وهناك الكثير من المؤشرات التي تحدثت عنها عدد من التقارير الإعلامية والتي ترجح مشاركة دول مثل، روسيا، الصين، اليابان وعدد من الدول الأوروبية في مفاوضات السلام، وذلك بناء على عدد من المباحثات والاجتماعات التي عقدها الرئيس الفلسطيني مع قادة هذه الدول وعرضه عليهم أن يكونوا طرفًا في عملية السلام.


ووفقًا لعدد من التقارير فإن قادة هذه الدول أعلنوا موافقة مبدئية لمشاركتهم، الأمر الذي يشير إلى رغبة الرئيس الفلسطيني في جعل عملية الوساطة التي تولتها سابقًا الولايات المتحدة الأمريكية منفردة، عملية مشتركة، وليست أحادية الجانب، مما سيؤدي لمنع فرض نفوذ دولة بعينها على الملف القديم.


وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن في 6 ديسمبر الماضي نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، باعتبارها عاصمة إسرائيل الرسمية، الأمر الذي أشعل غضب الدول العربية، وأثار استنكار عدد كبير من الدول الأخرى حول العالم التي رفضت بدورها قرار ترامب واعتبرته «خطوه للوراء» بعد سنوات من المباحثات والمناقشات في عملية السلام.


كما اعتبر الرئيس محمود عباس وعدد من المسئولين الفلسطينيين، الولايات المتحدة بعد ذلك القرار «دولة متحيزة» للكيان الإسرائيلي، وأنها لم تعد تصلح بعد ذلك القرار أن تُكمل كوسيط في عملية المفاوضات.


وعلى الرغم من وجود عدد من المبادرات من قِبل واشنطن لإعادة الطرفين إلى طاولة الحوار مرة أخرى برعايتها، فإن الجانب الفلسطيني يرفض ذلك بإصرار.