بعد الخروج من سوريا والعراق..«أين ذهبت عناصر داعش؟»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«داعش» اسم بدأ في الظهور منذ أن تم إعلان وكالات الأنباء والدوائر الرسمية عنه في عام 2014، خصوصًا بعد تمكنه من الاستيلاء على أماكن كثيرة في العراق معلنًا خلافته.


واستطاع هذا التنظيم الإرهابي من الدخول إلى سوريا مسيطرًا على كل مدنها، ليغرق الأرض بدماء الأبرياء ويلحق بالمدن الخراب والدمار.


وتضامنت عدد من الدول الكبرى معلنة عن تشكيل تحالف دولي للقضاء على «داعش»، واستمرت حروب التنظيم الإرهابي لعامين آخذة معها أروح الأبرياء، حتى أعلنت روسيا في 2017 انتهاء عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» في سوريا.


هذا هو العدد الذي وصلوا إليه بعد شهور:
استطاع تنظيم داعش – في بدايته عام 2014 - أن يجذب أنصاره في شهور قليلة، ليصل إلى 40 ألف مقاتل أجنبي، إلا أن تركيا أعلنت خلال 2017 عن أسماء 53 ألف و781 شخصًا من 146 دولة، تركوا بلادهم الأصلية للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي.


روسيا تعلن سحب قواتها عن سوريا بعد القضاء على داعش
أعلن رئيس هيئة الأركان الروسية «فاليري غيراسيموف»، عن سحب القوات من سوريا بعد تحرير المنطقة من داعش في 2017، مؤكدًا على أنه «خلال عامين تقريبًا، قضت القوات المسلحة الروسية بالتعاون مع الجيش السوري على الإرهابيين الدوليين إلى حد كبير، وبالتالي اتخذت قرار إعادة القسم الأكبر من الوحدات العسكرية الروسية المتواجدة في سوريا إلى روسيا».


تحرير العراق وسوريا بداية أمل:
وعقب أيام من الإعلان الروسي، عاد الأمل إلى شعبي العراق وسوريا، حيث أكدت العراق على لسان رئيس وزرائها حيدر العبادي، تحرير كامل الأراضي العراقية من قبضة عناصر تنظيم داعش الإرهابي؛ ثم أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، سيطرتها الكاملة على مدينة الرقة السورية التي كانت المركز الأقوى والمعقل الأبرز لداعش في الأراضي السورية.


هزيمة التنظيم في العراق وسوريا لا تعني انتهاء «الخطر الداعشي»
وبعد أن رفع شعبي سوريا والعراق رايات النصر، معتقدين أن الغيمة انزاحت، دق ناقوس الخطر من جديد في النفوس بالتزامن مع مطالبة قادة الدول المعنية بمكافحة «داعش» والذي كانوا أعلنوا تمكنهم من القضاء عليه، مما يعني أن الخطر مازال قائمًا.


بعد تناقض الآراء.. «أين ذهب الدواعش؟»:
وتسبب التناقض بين «استطعنا القضاء على داعش» و«يجب مواجهة الخطر الداعشي» في الكثير من التساؤلات، الأمر الذي أوضحه مرصد الأزهر بأنه حتى وإن تم إعلان القضاء على داعش، فإن الخطر مازال مستمرًا لقضاء على الخلايا النائمة وطرق التعامل مع العائدين إلى بلدانهم الأصلية.


 وربما من أبرز التساؤلات أيضًا «أين ذهب الدواعش»، وهذه بعض الترجيحات:
-    في 24 أكتوبر 2017، وبعد 4 أيام من الهجوم الإرهابي الذي استهدف عناصر أمنية في منطقة الواحات، وأسفر عن استشهاد 16 شرطيًّا؛ قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: «النجاح الموجود في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش، سيترتب عليه انتقال عناصر التنظيم من هذه الجبهة في اتجاه ليبيا ومصر - الحدود الغربية - وشبه جزيرة سيناء وغرب إفريقيا».


-    في 10 من ديسمبر 2017، أكد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أن العمليات العسكرية ضد تنظيم «داعش» المتمركز في سوريا، ستستمر من منتصف فبراير 2018 حتى أواخر الشهر ذاته، مناقضا بذلك الإعلان الروسي، الذي أكد أن «الأراضي السورية تحررت بالكامل من قبضة الإرهابيين».


-    في سياق متصل قال وزير الحج والأوقاف الأفغاني «فيض محمد عثمان»، إن: «أكثر من 5 آلاف و 900 داعشيٍّ فرّوا من العراق وسوريا، وهم على وشك الدخول إلى الأراضي الأفغانية»، معربًا عن قلقه قائلًا: أين هؤلاء الآن؟ وإلى أين ستكون وجهتهم القادمة؟، متابعًا: «لا شك أن أفغانستان ستكون الهدف الأهم بالنسبة لهؤلاء الإرهابيين».


3 خيارات أمام العائدين من «داعش»:


وحدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف 3 خيارات هي التي من المتوقع لجوء  عناصر التنظيم بعد خروجهم من سوريا والعراق إليها، وهي:


-    اللجوء إلى أماكن أو مواقع لهم فيها موطئ قدم، مثل ليبيا والحدود العراقية السورية أو بؤر محدودة في سيناء.


-    القيام بعمليات إرهابية في أوروبا، ينقلون خلالها – بشكل أكبر- المعركة من الشرق إلى الغرب.


-    الانتقال إلى حرب العصابات والذوبان في الصحراء، وهو أمر لهم فيه خبرة في العراق.