الخلع.. والسبب «سندوتش شاورما»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يحب جمع الأموال فقط، فالبخل يجري كسريان الدم في عروقه، هناك فرق كبير بين أن يكون الرجل حريصًا لعلمه الشديد بأهمية المال وكيفية الحفاظ عليه بشكل صحيح.
    
لكن زوجي يسعى في الحياة للوصول إلى المال فقط فهو شغله الشاغل إلى أن أصبح مدمنًا لدرجة أنه قادر على حرمان نفسه من أي شيء.. بهذه الكلمات بدأت الزوجة حديثها أمام لجنة أعضاء تسوية المنازعات بمحكمة أسرة مصر القديمة.

تنفست الصعداء، وبصوت مبحوح، ووجه تعلوه دهشة وحزن في آن واحد قالت: لقد تم زواجي منه عن طريق زواج الصالونات حيث تقدم لخطبتي عن طريق أحد أقارب والدتي، توسمت فيه الكرم، وثقته بنفسه وإصراره وسرعة الإقناع بما يقوله، لم تستمر فترة الخطبة بيننا كثيرًا حتى أتمكن من معرفة طباعه فما كان مني إلا أن وافقت به، مضطرة حيث مضى بي قطار العمر وتعديت الثلاثين من عمري.

وخلال فترة شهر العسل فوجئت به يملي علي أوامره بعدم الخروج أو الرغبة في نزهة أو السهر معه قائلا: «إن الخروج والفسح رفاهية فارغة، وأن أشطب ذلك من قاموس حياتي».

تحملت على أمل أن يغير الزمن من صفاته، أو اعتاد على تلبية طلباته لكن دون جدوى، لقد فاض بي الكيل، وأصبحت أعيش داخل زنزانة سجينة بين جدران المنزل التي ما كنت دائمًا أشعر بأنها تنطبق على صدري تمزق ضلوعي، وإنني أعيش تحت رحمة سجان بلا قلب، فكان يغلق باب الشقة صباحًا، ويفتح ليلًا أثناء عودته.

لمعت عيناها وانطلق منها بريق يشوبه ألم واستطردت قائلة: أثناء خروجي معه في أول أيام زواج طلبت منه أن يدعوني على العشاء لرغبتي في تناول ساندوتش شاورما، ثار وهاج، وبوجه مقتضب قال: فيه أكل في البيت، واتهمني بأنني لست أهل للمسئولية.

مر العمر أمامي في لحظات، فلم أجد غير إنني أتقدم برفع دعوى خلع ضده، لاستحالة الحياة الزوجية بيننا، ولدرجة إنني أخشى أن أحلم بطلب أي شيء حتى ولو كان بسيطًا.