مايا مرسي تفتتح فعاليات تكريم المناضلة جميلة بوحيرد

جميلة بوحيرد
جميلة بوحيرد

في ملحمة وطنية عظيمة، افتتحت، الأحد، الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومي للمرأة، فعاليات احتفالية تكريم المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، التي نظمها المجلس، بحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة.

عبرت الدكتورة مايا مرسى عن فخرها بأن يشهد أول افتتاح لمسرح المجلس القومي للمرأة الترحيب بالعظيمة جميلة بوحيرد، التي قدمت رسالة ملهمة وعظيمة فور وصولها مطار القاهرة الدولى بالأمس، حيث أكدت أن الدفاع عن الوطن هو رسالة عظيمة تنبع من القلب دون سعى وراء التكريم.

 

وأضافت مرسي أن «جميلة بو حيرد صاحبة تاريخ حافل بالتضحية والإيثار وحب الوطن، وحين يُسمع اسمها نستحضر دائماً أسمى معانى النضال والتضحية والشجاعة ونستلهم روح البطولة تلك المناضلة التي تنتمى إلى دولة الجزائر الشقيقة بلد المليون شهيد التي تربطها بمصر علاقات قوية وثابتة وتاريخ نضالى مشترك، هذه المناضلة العظيمة التي علمت الجميع معانى الفداء علمتنا كيف أن التضحية بالروح تهون فداءً للوطن علمتنا الشجاعة البسالة البطولة في مواجهة المحتل، علمتنا قيمة المقاومة حتى ينتصر الوطن، مضيفة أنها ساهمت بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي وعاشت سنوات في سجن الاحتلال الفرنسى ذاقت فيها عذاب لا يتحمله بشر ولكن بحجم هذا العذاب سكنت قلوب جميع الشعوب العربية على مدار الأجيال وصارت رمزاً خالداً للكفاح من أجل الحرية ويظل لابنة الجزائر الباسلة مكانةً خاصة في قلوب الشعب المصرى الذي أحبها وارتبط بها».

 

وأكدت مرسي أن جميلة بو حيرد هي الأشهر على الإطلاق عندما يذكر العرب اسما لمناضلة، كانت ملهمة للشعراء بما يقارب 70 قصيدة كتبها شعراء في الوطن العربى عنها، وعرضت الأفلام الوثائقية مشوار نضالها في فيلم عظيم حمِل اسمها ويهدى مهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة دورته الحالية إلى اسمها هذه الفدائية العظيمة أتت اليوم «لمصر» كى نكرمها.. كى نقول لها سوف تظلى رمزاً للبطولة الصمود والنضال.

 

كما رحبت الدكتورة مايا مرسى بالوزيرة العظيمة الدكتورة إيناس عبدالدايم، أول سيدة تتولى منصب وزارة الثقافة في تاريخ مصر، رئيسة دار الأوبرا المصرية، عضو المجلس القومى للمرأة، التي نفخر بها تؤدى دوراً تنويرياً وثقافياً عظيماً، تلك المناضلة التي واجهت الظلم والإقصاء من منصبها في عهد الإخوان وصمدت، لم تخف ولم تتخلى عن مواقفها الوطنية في يونيو عام 2013، لم تتمسك بمنصبها، التف حولها العاملون في دار الأوبرا المصرية، إيمانا بما قدمته وما ستقدمه من رسالة فنية عالمية وهو ما دفع رموز مصر للوقوف بجانبها، لتشتعل ثورة الثقافة وتنضم إلى ثورة 30 يونيو المجيدة للإطاحة بالإخوان.. فلها منا كل التحية والتقدير.

 

ورحبت مرسي أيضا بالسيدة زينب الكفراوى بطلة المقاومة الشعبية في بورسعيد، التي لم تكن أبداً امرأة عادية فهى رمز للبطولة والمقاومة، حيث حملت السلاح دفاعًا عن مدينتها الباسلة ووطنها الكبير خلال العدوان الثلاثى، وكانت أول من انضمت إلى معسكرات الحرس الوطنى للتدريب على القتال وحمل السلاح عام 1954، بعدها بدأت حملة جمع التبرعات لتسليح الجيش تحت شعار «سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشانى وعلشانك»، وكرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاح المشروعات القومية في بورسعيد، احتفالا بعيدها القومي، كما كرمها السيسي مرةً أخرى خلال لقاء سيادته بأبطال حرب الاستنزاف، على هامش المؤتمر الثالث للشباب على أرض محافظة الإسماعيلية.

 

وأضافت الدكتورة مايا مرسى أنها تستحضر في هذه اللحظة تاريخ طويل لنضال المرأة المصرية وملهمات مصريات ضحوا بأرواحهنّ فداءً للوطن، وأنها تتذكر بكل فخر وعِزة الملهمات المصريات صفية زغلول، وهدى شعراوى، وزينب العشماوى، ودرية شفيق، وسيزا نبراوى، ونبوية موسى، ولطيفة الزيات، وملك حفنى ناصف، وإستر فهمى وغيرهنّ من فدائيات مصر ممنّ كتبن التاريخ بدمائهن وواجهنّ العدو ولم يرهبهنّ الموت.

 

 

كما وجهت رئيسة المجلس التحية للوزيرة السابقه عائشة عبدالهادى أم عمال مصر، وأكدت أن سيدات مصر عظيمات، قدمن الكثير ومازلن يقدمن، والرحلة لم تنته بعد، مؤكدة أن رجال الجيش والشرطة هم خط الدفاع الأول والثانى للدفاع عن الوطن، والمرأة هي خط الدفاع الثالث.

 

 

واختتمت الدكتورة مايا مرسى كلمتها بالتأكيد على أن اليوم هو يوم شرف للقاء عظيمة عربية هي جميلة بوحيرد التي سمعنا عنها الكثير مع الحلم بلقائها، متمنية أن يتذكر الجيل الحالى دور ونشاط وتضحيات المرأة بعد عشرات السنين.

 

«الشعب المصرى شعب عظيم وكريم.. شكرا وربنا يبارك فيكم».. بهذه الكلمات بدأت المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد كلمتها خلال الاحتفالية، حيث وجهت التحية للشعب المصري، وعبرت عن بالغ سعادتها لما لمسته من محبة وترحيب وحفاوة الشعب المصرى في استقبالها، مؤكدة أنها لن تنسى تضامن الشعب المصري مع قضية الشعب الجزائرى وثورته ضد الاحتلال الفرنسى، وتكريمها من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما زارت القاهرة سنة 1962 بعد نجاح الثورة الجزائرية وخروجها من السجن.

 

وأعربت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بالنيابة عنها وعن بلدها مصر بالسعادة البالغة لاستقبال السيدة الفاضلة المناضلة جميلة بوحيرد في مصر، موضحة «أننا اليوم نحى سيدة تعد رمز للنضال وطالما حاربت من أجل الحرية والاستقلال لوطنها الجزائر، مشيرة إلى أنها ستظل دائما في قلوبنا، فنحن فخورين وسعداء بوجودها معنا اليوم».

 

وأكدت زينب الكفراوى الفدائية البورسعيدية أن مصر تعرضت للعدوان الثلاثى ولكن وقف الشعب يدا واحدة حتى تم القضاء عليه، كما أوضحت أنهم كانوا يتدربوا على الدفاع المدنى في المدارس لمقاومة الاحتلال الذي دخل البلد بالدبابات، مضيفة أن الشعب تجمع بجانب الفدائيين الذين أرسلتهم الدولة لمقاومة الاحتلال، مضيفة أنها كانت تجمع من أهالى بورسعيد المال لمساعدة الفدائيين على المقاومة، بالإضافة إلى توزيع المنشورات المناهضة للعدوان الثلاثى، كما أوضحت أنهم قاوموا الاحتلال مع قلة الإمكانيات دون الخوف من قوات الاحتلال التي كانت تراقب كل من ينضم إلى الفدائيين، كما روت بعض مواقفها مع العدوان خلال فترة العدوان الثلاثى على بورسعيد.

 

وأكدت الإعلامية فريدة الشوباشي أن هذا اللقاء يذكرنى بالأيام المجيدة، مضيفة أن جميلة بوحيرد مثال عربي يحتذى به ومازالت محافظة على أنها رمز عربي بطولى.

 

وأعربت الدكتورة مني عبدالناصر، بنت الزعيم جمال عبدالناصر، عن بالغ سعادتها بتواجدها ضمن الاحتفالية التي ينظمها المجلس القومي للمرأة للمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، مشيرة إلى أن هذه الزيارة لها معني كبير بالنسبة لها، وأنها قد شرفت بمقابلة المناضلة منذ 56 عاما في منزل والدها الزعيم جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية، في ذلك الوقت، وأشارت إلى أن معركة الجزائر كانت مختلفة لما يعرف عن الاستعمار الفرنسي بقسوته، كما أن الاستعمار الفرنسي كان يعتبر الجزائر أرض فرنسية ويطبق عليها القوانين الفرنسية، مشيرة إلى أن الاستعمار الفرنسي بدأ من 1830 واستمر حتى 1962.

 

واشارت أن كفاح الجزائر معروف لدى الجميع وكان للمرأة الجزائرية دور كبير في المقاومة ضد الاستعمار، ولا يمكن أن ننسي الدور الرائع الذي قامت به المناضلة جميلة بو حيراد وتأثير نضالها على العالم العربي ككل، مشيرة إلى أن مصر والعالم العربي وقفا إلى جانب الجزائر في كفاحها ضد الاستعمار واعتبرها مثال للكفاح العربي، وأكدت أن كفاح المرأة المصرية والعربية لا يمكن لأحد نكرانه، مشيرة إلى أن الطلاب والطالبات في المدرس والجامعات في مصر خرجوا في ذلك الوقت في تجمعات للتعبير عن مساندتهم لثورة الجزائر.

 

وتوجهت النائبة مي محمود عضو مجلس النواب، بالشكر للدكتورة مايا مرسي لدورها في تحقيق حلم لسيدات كثيرات في مصر، واستضافت المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، مشيرة انها زارت المناضلة في منزلها بالجزائر وأخبرتها في ذلك الوقت أن المرأة العربية امرأة قوية، مشيرة إلى أنها فخر لأي امرأة عربية أن تقابل المناضلة جميلة بو حيرد، وبوجود الوزيرة المناضلة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أكدت الإعلامية فريدة الشوباشي هذا اللقاء أعادنى إلى الأيام المجيدة، مضيفة أن جميلة بوحيرد مثال عربي يحتزى به ومازالت محافظة على انها رمز عربي بطولى.

 

وأكدت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، أن هذا يوم تاريخي وتعد من اللحظات المختلفة في تاريخ مصر، حيث تجتمع هذه الأيقونات المصريات من أمثال المناضلة الجزائرية والمناضلة المصرية ووزيرة الثقافة والتي تعد أول وزيرة ثقافة في مصر، والدكتورة مايا مرسي التي ألهمت الكثير من المصريات معربة عن فخرها بهذه اللحظة والتي ستظل في ذاكرتها إلى الأبد وستظل تحكيها لأحفادها.

 

وانتهت الاحتفالية تكريم الدكتورة مايا مرسى للمناضلة الجزائرية وإهدائها درع المجلس، كما قدمت الدكتورة مايا مرسى درع المجلس للفدائية المصرية زينب الكفراوى.

 

كما قام اتحاد عمال مصر بتكريم المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، قدمته لها الوزيرة السابقة عائشة عبدالهادي.