حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: الحقد والبلطجة التركية .. إلى أين ؟

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

يبدو أن الطاووس التركي رجب طيب أردوغان وصل به الغرور إلى مرحلة مرضية يحتاج معها لعلاج فوري.. ويبدو أن الغطرسة لم تقف معه عند حد إلباس جنوده الزى العثماني عند استقبال ضيوفه.. وإجراء مراسم سلطانية "عائدة على السلطنة وليس السلطانية" عند استقبال هؤلاء الضيوف.. لكنه تعداها سعيا لاستعادة أحلام الهيمنة والبلطجة.. ضاربا عرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية


وفى خضم تلك الأحلام والمرض النفسي.. لازالت مصر تمثل عقدة للطاووس التركي.. فيبدو انه لازال فاقد التوازن بعد الدرس القاسي الذي لقنه له المصريون بثورة 30 يونيو وإنهاء خططه وأحلامه باستعادة هيمنته على المنطقة العربية.. بعد أن تصور أن مصر تحت حكم المرشد وعشيرته قد دانت له.. فكلما سمع أردوغان اسم مصر أصيب بلوثة عقلية يفرغها في سفالات وتجاوزات ضد مصر وشعبها وقيادتها.. ويؤرق منامه بالطبع أي تقدم أو نجاح تحققه مصر في أي مجال.. لكن يبدو أن ضربة حقل ظهر.. وعمليات البحث المصرية في مياهها الإقليمية عن الغاز والتي بدأت تؤتى ثمارها.. جعلت الطاووس التركي يتخطى مرحلة الهذيان اللفظي ليقدم على اللعب بالنار.. فما أن احتفلت مصر بأول إنتاج لحقل ظهر.. حتى خرج علينا وزير الخارجية التركي بتصريحات غريبة حول أحقية مصر وقبرص واليونان في البحث عن الغاز طبقا لاتفاقيات ترسيم الحدود بين الدول الثلاث.. ويدعي أن بلاده طرف في هذا الأمر


ومصر كما هى دائما.. لا تقدم على خطوة ألا وهى متأكدة أنها سليمة تماما من الناحية القانونية.. ومصر التي لا تتجاوز في حق أحد.. ولا تعتدي على حقوق أحد.. ولا تخالف قانونا دوليا.. سعت بحرفية وحنكة سياسية لإسترداد حقوقها وكنوزها.. فوقعت أولا اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص واليونان.. وتم إيداع تلك الاتفاقيات بالأمم المتحدة لتصبح مواثيق دولية معترف بها وملزمة للجميع.. وبعد هذا الإجراء وليس قبله.. بدأت اتفاقياتها للبحث عن الغاز


ولأن مصر تدرك تماما أطماع وغطرسة بل وتربص المتربصين.. صارت في اتجاه مواز لكل هذا بزيادة قدرتها العسكرية.. لحماية مصالحها وتأمينها.. واعتقد أن كل هذه الخطوات المتلاحقة والمتوازية من القيادة المصرية تؤكد وبلا أي شك أن هذه القيادة تعرف ماذا تفعل.. وتدرك إلى أين تسير.. ولديها بعد نظر وتحليل متشابك ومترابط ومتفرع لما تقدم عليه.. كل هذا دون ضجة أو ضجيج.. ودون الوقوف عند أراء وتحليلات وتحذيرات من ينظر تحت قدميه.. ويقف عند أعتاب القرار أو التحرك دون نظرة شاملة للوراء وللأمام وللأجناب أيضا تؤكد حتمية تلك القرارات


نعود للطاووس التركي مرة أخرى.. فيبدو أن الضربة المصرية هذه المرة كانت موجعة للغاية.. فلم تقف تصرفاته وتصريحاته وحاشيته عند مصر التي تملك من الأسانيد الدولية والقوة العسكرية ما يؤمن موقفها تماما.. لكنه تجاوز هذا الحد إلى حلفاء مصر.. وأجدني مصرا على ربط مصر بما تفعله القوات التركية.. من تحرش بسفينة تابعة لشركة إيني الإيطالية في عرض البحر.. واحتكاك مع لنش تابع لخفر السواحل اليونانية في مياه الأخيرة الإقليمية.. والتأسيس لقواعد وقوات عسكرية في الجزيرة القبرصية.. وبلطجة بل وقرصنة بحرية غير عادية.. ورغم أن كل هذا يبدو في ظاهره بعيدا عن مصر ومياهها الإقليمية.. لكن هى مصر التي تثير جنون السلطان التركي.. وهى حجر الزاوية فيما يرتكبه من حماقات


ويبقى السؤال الذي لا تختص مصر بالإجابة عنه.. أين المجتمع الدولي مما يفعله هذا المغرور المتهور ؟.. ولماذا السكوت عن كل ما يرتكبه.. أعتقد انه آن الأوان لفتح ملفات هذا المتعجرف.. من عدوان صارخ على منطقة عفرين السورية والذي اكتفت الأمم المتحدة فقط بتحذيره من وقوع مدنيين من جراء عدوانه على الأراضي السورية.. ومن تجاوزات في عرض البحر بحق إيطاليا واليونان وقبرص الأعضاء بالإتحاد الأوربي.. وننتظر أن يقوم المجتمع الدولي بدوره وفرض القانون الدولي على الجميع.. وإلا تصبح نظرية المؤامرة حقيقة واقعة.. ليس ضد مصر فقط إنما المنطقة العربية بأثرها.. بمباركة دولية.. ومشاركة فاعلة من دول عربية مارقة.. وهذه هى الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ونسعى كعرب لمواجهتها