سفينة «المعلم بسة» تتوقف عن الإبحار في عالم الفن.. وداعًا محمد متولي

الفنان الراحل محمد متولي
الفنان الراحل محمد متولي

من «مصطفى بطاطا» و«المعلم بسة».. إلى «خوليو» و«الحاج إسماعيل».. أبحر النجم الكبير الراحل محمد متولي على مدار أكثر من 4 عقود في بحار الفن.. قدم الكثير من الشخصيات التي كانت ولا تزال تنبض بروح كل مواطن مصري.

نجح محمد متولي في تنويع أدواره بين الظالم والخيّر.. صاحب النفوذ والصعلوك.. شخصيات توحد المشاهد معها وتسللت إلى قلبه برشاقة الأداء السهل الممتنع وصدق الإحساس ليعيش في أدواره وتعيش فيه.. واستطاع أن يقدم أدوارا مثلت علامات فارقة في تاريخ التليفزيون والسينما.

ولد محمد متولي عام 1945 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وانتقل بعدها للإقامة في مدينة الإسكندرية حيث التحق بكلية العلوم وبعدها التحق بالعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه مطلع السبعينات وبدأ مسيرته الفنية.

وكانت أول أعماله في السينما فيلم «خلي بالك من زوزو» عام 1972، ليشارك بعدها في عشرات الأعمال ما بين السينما والمسرح والتلفزيون من أبرز أعماله «زيزينيا، العقرب، واحد صعيدي، سلام يا صاحبي».

وفي لقاء تليفزيوني سابق له قال متولي: «منذ سن الـ12 أو إلـ13 عاما اكتشفت موهبتي في التمثيل عندما كنت أمثل الاسكتشات الصغيرة ثم  مسرحيات الفصل الواحد في المدرسة..  كذلك إخوتي كانوا هواة للتمثيل ولذلك فقد أحببت التمثيل من خلالهم.. أما في مدرسة السعيدية الثانوية فقدمت 3 مسرحيات عالمية بالترتيب «موتى بلا قبور» لجان بول سارتر وإخراج عبد الفتاح السباعي و«العادلون»  لألبير كامي وإخراج أحمد علام وآخرها مسرحية «الأب» لأوجست ستراندبرج وحصلت عن المسرحيتين على ميداليتين ذهبيتين أما الأخيرة فحصلت عنها على الميدالية الذهبية بامتياز..  بعد ذلك قدمت أوراقي  في المعهد العالي للفنون المسرحية ومكتب التنسيق الذي اختار لي كلية دار العلوم.. ولأول مرة أرتكب فعلا أندم عليه وهو أنني كذبت: بعد التقديم في معهد التمثيل ومكتب التنسيق قدمت في معهد التربية الموسيقية العالي بالزمالك والحقيقة أنني لم أكن أنتوى الالتحاق بهذا المعهد ولكنني كانت لدى رغبة في أن «أختبر أذني وأعرف إذا ما كانت موسيقية أم لا!»، رغبة صبيانية، الإفيه بقى أن اللجنة التي اختبرتني مكونة من سيدتين هما سكرتيرة ووكيلة المعهد وكانت مدة الاختبار ساعة إلا ربع، عصرونى، غنيت لهما أغنيتي محمد عبد الوهاب القديمة «عصفور البان» و«يا جارة الوادى» فلاقيت استحسانا كبيرا من ناحيتهما وفى آخر الوقت سألتني وكيلة المعهد: هل إذا نجحت في هذا الامتحان ووجدت نفسك صالحا للتحضيرية «أي إعدادي معهد»  ستلتحق بالمعهد وتدرس الموسيقى؟! وأعلم جيدا أنك إذا لم تلتحق ستحرم غيرك من هذه الفرصة؟! وهنا أعترف أنني كذبت وقلت لها أنا أحب الغناء وأود لو أتعلم العود..!  وبالفعل نجحت وفزت بالتحضيرية ولم ألتحق بمعهد الموسيقى ليشاء الله أن يجازيني بأن أرسب في معهد التمثيل، وهذه عدالة السماء».

وأضاف: «استمررت في دار العلوم حتى السنة الثالثة ووقتها صممت أن أقدم في معهد التمثيل وحصلت على المركز الأول وبدون واسطة.. والحقيقة أن من خلال كلية دار العلوم ومنتخب جامعة القاهرة حصلت على جائزة أحسن ممثل ثلاث مرات.. وأعتبر نفسي محظوظا لأنني وجدت من يأخذ بيدي في بدايتي.. أذكر  القدير حمدى غيث والعملاق محمود مرسي في مسلسلات أبو العلا البشرى وأبو العلا 90 والمحروسة 85 ومن الكلام الجميل الذي سمعته من الفنان محمود مرسي أنني كنت عندما أقول أى «إفيه» من ضمن الحوار المكتوب  في المسلسل كان «يموت من الضحك» رغم أن هو ذاكر الحوار وحفظه جيدا فكان يقول للمخرج محمد فاضل: «مش معقول يا فاضل محمد ده جميل قوى».. فكنت أطير من السعادة وأصمم أن أقدم أحلى تمثيل في حياتي من أجل هذا الرجل الذي يحبني.. أما القدير حمدي غيث فكان يقول لي «أنت هاتبقى ممثل كويس».

وعن عمله مع الزعيم عادل إمام، قال محمد متولي.. إنه يعتبر دوره في فيلم «سلام يا صاحبي» من أفضل الأدوار التي قدمها، مضيفا: دور «خوليو» فى «سلام يا صاحبى» ترك بصمة كبيرة عند المشاهدين لأن الفيلم حقق أعلى نسبة إيرادات في ذلك الوقت».

وعن أمنيته التي لم يستطع تحقيقها، قال: «أحلم أن أحصل على جائزة الأوسكار.. قد يضحك البعض أو يتهكم البعض الآخر.. ولكن أدعو الله أن أحصل على جائزة الأوسكار قبل أن أموت بساعة.. أملى في الله كبير وفى موهبتي».

وكان الفنان الكبير محمد متولي، قد رحل عن عالمنا مساء السبت 17 فبراير، عن عمر يناهز الـ73 عاما إثر تعرضه لأزمة صحية.